نشرت جريدة "الديلى ميل" البريطانية، دراسة مثيرة تؤكد أن السمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول لها علاقة مباشرة فى الإصابة بالسرطان. فقد كشفت دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة سيدنى الأسترالية، أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار بالدم يساهم فى انتشار السرطان داخل جسم الأشخاص المصابين بأى من الأورام المختلفة، وهو ما يعد أمراً خطيراً للغاية. وفسر الباحثون ذلك، مشيرين أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار تساهم فى تعزيز حركة الخلايا السرطانية داخل الجسم، وهو ما قد ينقل الأورام الخطيرة لدى الأشخاص المصابين بها من مكان إلى آخر، ويرجع ذلك إلى تحكم الكوليسترول "الضار" فى بعض المستقبلات الموجودة على الخلايا السرطانية تعرف باسم مستقبلات " Integrin " وهى تساهم بدورها فى انتشار الخلايا السرطانية داخل الجسم من مكان إلى آخر. وأكد الباحثون أن ارتفاع مستويات الكوليسترول النافع أو المفيد "HDL" يحد كثيرا من حركة وانتشار الخلايا السرطانية فى مريض الأورام. وأضافوا أن هذه النتائج قد تساعد فى التأكيد على مخاطر الكوليسترول "الضار" على مرضى السرطان، وقد يوصى فى الوقت نفسه بضرورة خفض مستوياته لديهم للحد من فرص انتشار الأورام. من جانبه أوضح الدكتور عمرو لطفى أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس أن العلماء المتخصصين فى علاج الأورام انتبهوا إلى أهمية الكوليسترول ودورة البارز فى تطور مرض سرطان الثدى فالمعروف أن الكوليسترول بالدم عبارة عن نوعين كولسترول كلى ينقسم إلى كولسترول ضار " LDL " وكولسترول نافع HDL" وعكف العلماء على تقليل النسبة الكلية من الكوليسترول مع العمل على زيادة الكوليسترول النافع وتقليل الكوليسترول الضار. وظهرت أهمية الكوليسترول فى مرض سرطان الثدى بعد اكتشاف أن له دور فعال فى زيادة حدوث وانتشار ورم الثدى الخبيث مع دورة الجديد فى الاستجابة للعلاج الهرمونى بمضادات الاستروجين. فالمعروف أن ارتفاع نسبة الكوليسترول يؤدى إلى مرض تصلب الشرايين وأمراض القلب المختلفة. وقال إن العلماء اكتشفوا مؤخرا "إنزيم" يحول الكوليسترول المرتفع والضار إلى مركب مشابه لهرمون الاستروجين، والمعروف أن هذا الهرمون يغذى الخلايا الخبيثة لسرطان الثدى، فوجدوا أنه توجد علاقة وثيقة بين ارتفاع الكوليسترول وكل من ارتفاع نسبة الإصابة بأورام الثدى المختلفة بل والاستجابة للعلاج بمضادات الاستروجين، كما توجد علاقة بين ارتفاع نسبة هذا الإنزيم الضار مع كل من شراسة الورم الخبيث وقابليته للعلاج بل وتكوين مناعة ضد العلاج الهرمونى بمركبات ضد الاستروجين. كما لوحظ أن الأشخاص ذوى النسبة المعتدلة من الكوليسترول والذين يحافظون على أجسامهم من السمنة ويتناولون الأطعمة الصحية التى لا تساعد على ارتفاع الكوليسترول والخالية من الدهون والتى تحتوى على العديد من الخضراوات والفواكه تكون نسبة الكوليسترول منخفضة، وبالتالى تكون نسبة الإصابة فى هذه الفئة بسرطان الثدى أقل ما يمكن. وأشار الدكتور عمرو إلى أنه بدورنا كأطباء أورام ننصح بشدة الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم إلى تناول العلاجات اللازمة لتخفيضها وإتباع أنماط الحياة الصحية من الطعام الصحى وممارسة الرياضة بشكل منتظم حتى لا يتعرضون إلى خطورة ارتفاع الكوليسترول وتأثيره الخطير على أورام الثدى لديهم.