قال دكتور نور فرحات -نائب المجلس الاستشاري والفقيه الدستوري- ان الإسلاميون قبل الثورة منهم من كان موالي للنظام السابق، واستشهد بكلمة محمد بديع -مرشد الإخوان المسلمين- في أحدى الجرائد عن عدم ممانعته في تولى جمال مبارك الحكم، وان السلفيون رفعوا شعار أثناء الثورة «حاكم غشوم خيرا من فكرة قادمة»، في حين أن الليبراليون أدانوا النظام ودخلوا المعتقلات لمطالبتهم برفع الظلم عن جماعة الإخوان المسلمون، ولم ينكر فرحان أن الليبراليون يفتقدون إلى الحنكة السياسية والتنظيم والمناورات وهى مهارات يجيدها الإسلاميون. وجاء ذلك في ختام فعاليات اللقاء الفكري اليوم الجمعة -الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية- واستمر لمدة يومين بعنوان «تحديات مرحلة التحول الديمقراطي». ويقول القس الدكتور أكرام لمعي -رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية- أنة يوجد سيناريوهان للتحول الديمقراطي؛ الأول هو رفض الليبراليون والخبراء وائتلافات الشباب خاصة للإخوان المسلمين والتعاون معهم وإذا ما وصلوا للحكم وسيترتب عليه اختيار المسيحين للهجرة. و يتعبر التيار الإسلامي أن فوزه هو أن يستبعد الرافضين لفرض هويته على الدولة والمجتمع وتتحول البلد إلى صراع ينتج عنه حرب أهلية بالإضافة إلى الصراع الخارجي. والسيناريو الآخر هو أن يثبت الإسلاميون تحملهم للحكم خاصة وأنهم دخلوا الثورة متاخرين، ويعملوا على أن يشاركهم في الحكم جميع الأطياف السياسية. وأشاد لمعي بخطاب راشد الغنوشي فى تونس بتأكيده على التنمية الاقتصادية والسياسية ومقاومة الفساد بأشكاله وفتح الاستثمار، وان المتحدثة الإعلامية له سيدة غير محجبة، أي أنه لم يتطرق للشعائر الدينية، ويطالب لمعي الإسلاميين بالاستفادة من الخطاب وتقديم صياغة جديدة لدولة عصرية، واشاد بحزبي الحرية والعدالة والنهضة في إنحيازهم للجديد، ونادى بالتيار الإسلامي ان يثبت أنه صوت الثورة والمصريون. وبدأ الدكتور عمار حسن -باحث سياسي- كلمته بنكتة لاستكمال السيناريو الثالث وهى «المسلمون يهاجروا إلى السعودية والمسيحيون إلى جيبوتى ونغلق البلد ونمشى». واوضح أن نظام مبارك السابق كان يغزى السلفيون على حساب الإخوان المسلمون، وان الإخوان ليدهم وعي سياسى بخلاف السلفيون، واكد أن التيار المدني لم يقدم بجديد إلى المجتمع، وبالتالى نال ما استحقه وعليه ان يستفيد من أخطاءه، وقال أن من يريد ان يحكم مصر فعليه أن يدرس الفلكلور المصري وحضارة 7000 سنة، وليس بأن يطبق القرأن والسنة فقط، ونطعم الشعب بفتاوى دينية وأن حلول مشاكلهم في الجنة. وأضاف، أن وصول الإسلاميون للحكم ليس معناه تطبيق الديمقراطية؛ لأن صناديق الانتخاب هى آخر إجراءات الديمقراطية، وأن الشرعية القادمة ليست خطاب ديني او مدني بل الإنجاز بشعارات «عيش, حرية, كرامة انسانية»، وحذرهم من اختزال النخبة المثقفة ولا أعنى بهم من يسلط عليهم الأضواء بأنهم يتحدثون في السياسة بل المفكرين في كافة المجالات، ورفض دكتور عمار شعار «خالتك سلمية ماتت» لأنها كفر بسلمية الثورة. هذا وأدان المفكر الإسلامي الشيخ «جمال قطب» من يتهم الأزهر بضعفه ورفض أن يتخرج الداعية الإسلامي من معهد إعداد الدعاة بعد سنتين فقط، ويخرج ليحل ويحرم ما يريد بدون دراسة فقه سنوات مثل خريج الأزهر. وأضاف، أن المعاهد انشأت بدعوى مساندة الخطباء لكنها فقمت من الأزمة، وأكد قطب على أن شيوخ الأزهر على مدار 8 قرون لم يطلبوا او يسعوا لمنصب وسلطة بالمقارنة مع الأخرين. وقد انتهى المؤتمر بتوصيات وهى رفض الأحداث التخريبية مثل كنيسة القديسين بإمبابة، وقتل المتظاهرين لاختراقها جميع الأديان، ورفض تقسيم المجتمع إلى شيع والتشدد الديني مثل الخمر والمايوه البكيني تاركين اقتصاد البلد ولقمة العيش وما تمر به البلاد من مرحلة حرجة، ودعى المؤتمر إلى تكاتف المجتمع لنهضة مصر، والبعد عن التدخل فب النقاشات الدينية واعتبارها خط أحمر وتعيين شيخ الأزهر بالانتخاب والحفاظ على كيان القوات المسلحة.