قد لا تكون إلا مسألة وقت حتى تقوم تل أبيب بعدوان جديد على قطاع غزة لتبدأ عاما جديدا من دمويتها تجاه الشعب الفلسطينى سواء بالضفة الغربية، أو القطاع، أو مناطق عرب 48، لا فرق فالكل ضحايا لاحتلال غاشم وسياسة قمع واغتيال بطىء ممنهج لشعب كامل. أمس أعلن بنى جانتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلى أن الحملة المقبلة ضد غزة «لا مفر منها عاجلا أو آجلا»، وليعطى مزيدا من التفاصيل قال إنها ستشمل «قوات مشاة تم تحسين أدائها وقدراتها خصوصا فى القتال ليلا، علاوة على تطوير تسليح تلك العناصر». لم يكد يجف الحبر الذى كتب به بيان جانتس حتى خرج تال حرمونى قائد اللواء الجنوبى الإسرائيلى، ليعطى «التمام» لرئيس أركانه بقوله إن القوات مستعدة وجاهزة لتنفيذ عملية موسعة بغزة بهدف تجديد قوة الردع، مضيفا فى تصريحات صحفية أن عملية غزة القادمة التى يشرف عليها بنى جانتس بنفسه ستكون «أقصر وقتا من (الرصاص المصبوب)، لكنها ستستخدم قوة عسكرية أكبر بكثير». الطريق ممهد إذن لفصل دموى جديد فى مسرحية مذابح تل أبيب بقطاع غزة، لكن ربما لن تكون 2012 أكثر سوءا من سابقتها 2011 التى شهدت نهرا من الدماء الفلسطينية وخطوات عدوانية متعددة من سلطات الاحتلال كما تظهر الأرقام والإحصاءات. ماهر غنيم وزير شؤون الجدار والاستيطان برام الله أكد أن 118 شهيدا سقطوا طوال 2011 خلال إيجازه للانتهاكات الإسرائيلية طوال العام. غنيم عدد حصيلة إجرام تل أبيب فى عام 2011 قائلا «سقط 18 شهيدا فى الضفة الغربية، و100 شهيد فى القطاع، وتمت 535 عملية هدم منازل ومنشآت ومساجد، وتم تجريف 135 قبرا بمقبرة مأمن الله الإسلامية الأثرية بالقدس»، علاوة على إحراق وتدنيس 86 مسجدا، والاعتداء على مئات الأفدنة الزراعية وقطع الأشجار وإحراقها وتسميم المياه فيها، بالإضافة إلى بناء آلاف المستوطنات، وغيرها من الأعمال الإجرامية الصهيونية.