رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدرينالين الانتخابات.. كواليس حملات الرئاسة على شاشات «هوليوود»
نشر في التحرير يوم 15 - 05 - 2014

رحلة الوصول إلى المكتب البيضاوى بالجناح الغربى للبيت الأبيض ليست سهلة، يعتمد نجاح مرشح الرئاسة على نجاح استراتيجية حملة الرئاسة فى إقناع ملايين الناخبين بالتصويت له، وإقناع شخصيات عامة وفنانين ورجال أعمال بدعم وتمويل الحملة.
بين الحملات الرئاسية الواقعية والحملات كما يتخيلها كتاب السيناريو فى هوليوود تبرز دراما نجاح أو فشل الخطط فى تحقيق أهدافها، أو الخطط البديلة التى تنقذ الخطط الأصلية فى حالة هجوم غير متوقع من الحملة المنافسة، أو تضخيم فضائح الماضى فى منافسة لا يعترف فيها المتنافسون بالأخلاق ولا تمتلك الجماهير فضيلة التسامح، وهنا يأتى دور الحملات الانتخابية. كيف يدير المرشح حملته دون أن يفقد أخلاقه؟ أو على الأقل دون أن يبدو كذلك أمام الرأى العام؟ وكيف يستدعى الفريق الإعلامى روح التسامح لدى الجمهور حينما يفشل فى إخفاء فضيحة ما للمرشح؟
استوديوهات هوليوود قتلت منصب الرئيس بحثًا وتصويرًا، وكذلك حملات الرئاسة وكواليسها التى يسيطر عليها هاجس الاختيار بين الالتزام الدائم بالأخلاق ومبادئ الديمقراطية حتى لو كان الثمن خسارة السباق، أو ترك الأخلاق فى الأمانات خارج باب حملة الترشح للرئاسة، واستخدام كل الأساليب مهما تدنت للوصول إلى الكرسى، والأخلاق لن تذهب بعيدًا!
هذا التنافس يظهر على الشاشة كأنه منافسة ومباراة رياضية، تتحول القنوات الإخبارية فى زمن الانتخابات إلى شىء أشبه بتليفزيون الواقع، حيث تلاحق الكاميرات المرشحين طوال الوقت، رحلات المرشح المحتمل وفريقه إلى المدن والولايات، الخطب الحماسية، مواجهة مؤامرات الخصوم والهجوم الإعلامى، التخطيط والتوقع والتوتر والحماس، النبش فى الماضى وحملات التشويه المتبادلة، ضربة من هذه الحملة يقابلها رد قاس من الحملة المنافسة، التخطيط لكسب الأصوات. إنه أدرينالين الانتخابات والتسابق والسعى الدؤوب للفوز بمقعد الرئاسة.
مادة ثرية للدراما تفتقر إليها السينما المصرية التى لم تقدم أى عمل درامى ثرى يتناول كواليس العمليات الانتخابية والصراع حول المنصب، لم تقدم السينما دراما عن أى انتخابات من أى نوع، نقابية أو جامعية أو حتى اتحاد طلاب، ما زال آخر فيلم تناول انتخابات جامعية هو «خلّى بالك من زوزو» حينما فازت سعاد حسنى بلقب الطالبة المثالية، وآخر حملة رئاسية ظهرت على شاشة السينما هى حملة هانى رمزى فى فيلم «ظاظا»!
كل رجال الرئيس يتنصتون
لم يكن الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون موهوبًا مثل كلينتون فى سحر الجماهير بشخصيته الآسرة، ولم تكن فرصه فى الفوز بفترة رئاسة ثانية قوية، كان بحاجة إلى فوز ساحق بعد فوزه بصعوبة فى الفترة الأولى، ولهذا لجأ مع حملته إلى استغلال صلاحياته كرئيس لديه نفوذ ومؤسسات تعمل تحت إدارته للتجسس على منافسيه من الحزب الديمقراطى. ويتناول فيلم «All the President‪'s Men» (كل رجال الرئيس) للمخرج ألان باكولا كيف تابعت جريدة «واشنطن بوست» قصة القبض على خمسة أشخاص داخل مقر للحزب الديمقراطى فى أثناء زرعهم أجهزة تنصت. لم يكن هناك دليل يدين الرئيس حتى سرب شخص من جهاز المخابرات أخفى هويته ل«واشنطن بوست» معلومات حساسة تدين الرئيس وبعض مساعديه، كما تؤكد تورط مكتب الاتحاد الفيدرالى ووكالة الإستخبارات الأمريكية ووزارة العدل فى الفضيحة التى اشتهرت عالميًّا بفضيحة ووترجيت نسبة إلى اسم البناية التى تضم مقر الحزب الديمقراطى الذى تم التجسس عليه
جاذبية المرشح نصف طريق الفوز
ينصب أغلب عمل حملات الرئاسة على إلقاء الضوء على جاذبية المرشح الرئاسى، إذا أحب الجمهور مرشحًا ما ستكون مهمته سهلة فى إقناعهم بما يقوله ويعد به فى برنامجه الانتخابى. تصور الأفلام والمسلسلات اختيار فريق الحملة من رجال ونساء لديهم مهارة وموهبة مخاطبة الرأى العام والتأثير فيه، وقد يكون الرئيس نفسه صاحب موهبة شخصية فى التأثير من خلال خفة ظل وموهبة فى قص الحكايات المؤثرة، المرشح الرئاسى جاك ستانتون فى فيلم «الألوان الأساسية» (Primary Colors) الذى استلهم إلى حد كبير حملة رئاسة بيل كلينتون يبرز أهمية هذه الجاذبية الشخصية للمرشح الرئاسى. ستانتون يتدرب على بعض الجمل العبرية من أجل خطابه وسط تجمع ليهود أمريكان، يستخدم جون ترافولتا الذى يجسد شخصية المرشح الرئاسى نبرة خفيضة عاطفية وهو يحكى حكايات إنسانية مؤثرة من طفولته وصباه حول علاقته بعائلته، يكتشف مدير حملته لاحقًا أنها حكايات لا أصل لها اختلقها ستانتون أو اقتبسها من حكايات آخرين للتأثير على الجمهور!
وكما تكون الجاذبية نصف الطريق للفوز قد تكون كل الهلاك للمرشح الرئاسى، وعن قصة حقيقية يبرز فيلم «Game Change» (تغيير فى اللعبة) كواليس الأزمة التى تعرضت لها حملة المرشح الرئاسى الأسبق والسيناتور الحالى جون ماكين الذى يلعب دوره اد هاريس حينما عمل بنصيحة مستشار حملته وودى هارلسون بأن يستبدل بمرشح الحزب الجمهورى لمنصب نائب الرئيس شخصيةً أكثر جاذبية وشعبية هى حاكمة ألاسكا، سارة بالين. كان هدف الحملة تسليط الضوء على قيادة نسائية شابة وأم عاملة مرشحة لمنصب هام، كانت الحملة تدرك بعض عيوب بالين، ولهذا تم الاستعداد لملء فجوات جهلها ببعض القضايا السياسية، ولكن بالين لم تستمع إلى نصائح مستشارى الحملة الذين فقدوا السيطرة عليها تمامًا، وبدأ البعض يشكك فى قواها العقلية. بالين بارعة فى إلقاء الكلمات لكنها لا تملك الفهم الكافى للموضوعات السياسية الهامة، وتنتشر أخطاؤها الكبرى سواء فى مقابلات أو خطب انتخابية على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى مما يتسبب فى حالة من الإحباط للحملة، ويصب كل ذلك فى صالح حملة باراك أوباما.
أخلاق «منتصف شهر مارس»
تحتاج حملات الرئاسة إلى روح الشباب وحماسهم، الأفكار الجريئة والتفكير خارج صندوق كليشيهات الساسة، إنها حملة تقديم المرشح الذى ربما عرفه الجمهور كما لو كان شخصًا جديدًا يتعرفون عليه للمرة الأولى، وفى فيلم «The Ides of March» (منتصف شهر مارس) يجسد هذا النموذج ريان جوسلينج الشاب الذكى صاحب المبادئ والأخلاق، هو ستيفن مايرز نائب مدير حملة مايك موريس حاكم ولاية بنسلفانيا والمرشح الديمقراطى للرئاسة، الذى يجسده بطل وكاتب ومخرج الفيلم جورج كلونى، يتنافس موريس ضد السيناتور تيد بولمان فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى، وفى العمل يبدو كل شىء فى الحملة مخططًا له بعناية، وشخصية المرشح مايك موريس الجذابة أقرب للنجاح، لكن ما لم يتوقعه مايرز اكتشاف يغير رؤيته لموريس وللحملة تمامًا، بعد معاشرته لمولى، إحدى الموظفات بالحملة، يكتشف أنها حامل من المرشح الرئاسى الذى أقام معها علاقة بعد ابتزازها مقابل مبلغ من المال. تتداعى الأحداث وتنتحر مولى، ويبدأ ستيفن بمثله ومبادئه فى مواجهة مع مرشح الرئاسة ومع مدير حملته الفاسد، تنتهى بأن يقع هو نفسه فى مستنقع الفساد السياسى بعد أن يبتز مرشح الرئاسة للإطاحة بمدير حملته ويحصل على منصبه.
غرفة الحرب فى حملة انتخابات الرئاسة
فى فيلم «The War Room» (غرفة الحرب) تصور الكاميرا أدق لحظات تشاور فريق انتخابات المرشح الرئاسى حاكم ولاية أركنساس بيل كلينتون، يجلس الفريق الانتخابى للإعداد لخطة الدعاية واللقاءات الإعلامية، ومتابعة إحصائيات الرأى العام، وفى مشاهد أخرى يقوم بعض أعضاء الحملة بالرد على تمزيق الحملة المنافسة لبعض لوحات الدعاية بالمثل. الفيلم الوثائقى صوّر مشاهد واقعية من داخل حملة كلينتون، وأبرز أهمية أداء المجموعة التى أدارتها على تحقيق الفوز. الحملة المنافسة كانت للرئيس الفعلى للبلاد جورج بوش الأب اتسمت بالبطء والتقليدية فى مقابل حملة كلينتون التى اتسم أداؤها بالحسم وسرعة الحركة، وقدمت كلينتون على أنه شاب بسيط جذاب، صاحب عقلية غير نمطية وأفكار غير تقليدية. الأفلام الوثائقية والمواد الإخبارية تساهم كثيرًا فى تكوين الخلفية الدرامية للأفلام والمسلسلات التى تتناول كواليس حملات الرئاسة، نجد مثلاً مسلسلاً مثل «The West Wing» (الجناح الغربى) استلهم الفيلم الوثائقى «Journeys with George» (رحلة مع جورج) الذى قامت فيه ألكسندرا بيلوسى ووارن لوبارسكى بمرافقة حملة الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش، وبشكل خاص تعامل بوش مع الإعلام بعدم جدية، فهو دائم المزاح والدعابة وهو يتحدث مع الإعلام فى قضايا جادة وهامة. تستغل أغلب الحملات الإعلام لصالحها لما للإعلام من تأثير هائل على الجمهور، نجاح الحملة فى إدارة لقاءات مرشح الرئاسة وطريقة إجابته على الأسئلة واستعداده لأى سؤال مهما كان محرجًا تُشكل لدى الجمهور ملامح أسلوب القائد القادم للدولة على إدارة البلاد. من المشاهد المتكررة فى الأفلام والمسلسلات مشهد مرشح الرئاسة الذى يترك الأوراق التى تحتوى على تفاصيل برنامجه بما فيها من أرقام وخطط زمنية ونسب مئوية ليتحدث من القلب للجمهور، لا يحدث هذا فى الواقع كثيرًا، ولكن قد تكون تلك واحدة من رسائل هوليوود لمرشح الرئاسة أن يتحدث ببساطة ويعبر عن نفسه أكثر.
لعبة الفرز وإعادة العد
حينما تتراجع نتائج مرشح الرئاسة الأمريكى آل جور أمام منافسه الجمهورى جورج بوش الابن فى انتخابات عام 2000 تقرر حملة جور اللجوء إلى القضاء للحصول على حكم بإعادة عملية الفرز يدويًّا بدلاً من الطريقة الآلية التى أخرجت نتائج مشكوكًا بها. هذه الأحداث تم تقديمها فى فيلمين، الأول بعنوان «Recount» (إعادة العد)، وهو يعتمد على صراع اللحظات الأخيرة فى حملة الرئاسة، ويعتمد على قصة حقيقية تصارعت فيها حملتا جور وبوش، الأولى اتهمت الثانية بالتزوير وسرقة الانتخابات. ويقدم الفيلم أيضًا الصراع القانونى بين المحكمة العليا الأمريكية ضد محكمة فلوريدا، الأولى ترى أن تعطيل العملية الانتخابية والتشكيك فى نزاهتها قد يجعل البلد بلا رئيس لفترة طويلة، والثانية حكمت بضرورة إعادة عد الأصوات يدويًّا. يظهر جزء من هذه الدراما ضمن أحداث فيلم «W» الذى يصور مسيرة الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن منذ كان صبيًا وحتى وصوله إلى الحكم من خلال تجسيد الممثل جوش برولين. استلهم مسلسل «Scandal» (فضيحة) هذا الحدث وهو يصور مؤامرة حملة الرئاسة التى علمت بوجود مشكلات فى آلية التصويت الإلكترونى فى إحدى المقاطعات الحاسمة، وتم إخفاء الأمر ودفنه تمامًا حتى إن الرئيس نفسه لم يعلم. كانت زوجة الرئيس جزءًا من حملته وواحدة من مجموعة محدودة فى فريق الرئاسة التى علمت الحقيقة وأخفتها.
المناظرات.. صراع الديوك!
قد تجلب المناظرات الرئاسية الأصوات للمرشح الأكثر لباقة، ولكن ليس بالضرورة أن تجلب الرئيس الأفضل. يفوز الشاب المغمور جيليان بطل فيلم «Head of State» بمنصب الرئاسة بعد حملة انتخابية مرتجلة كانت أهم وقائعها مناظرة بينه وبين نائب الرئيس الذى يسعى لمنصب الرئاسة، بل يعتبره فى جيبه بعد 8 سنوات فى المنصب، وأمام مرشح تافه من العامة. جوهر فوز جيليان بالمناظرة وبأصوات الناخبين هو حديثه للجمهور من القلب، لم يعتمد جيليان على الخطب المعدة سلفًا لمداعبة الجماهير بوعود شكلية حول إصلاح الاقتصاد، بل بالحديث البسيط حول المشكلات اليومية التى يقابلها المواطن العادى. يرد نائب الرئيس حول سؤال عن مكافحة المخدرات أو حمل السلاح بأنه ينوى إصدار تشريعات للحد من الظاهرة، وسوف توزع التشريعات والقوانين فى كتب على المواطنين، بينما يرى جيليان أنه لم يدخن لأن أباه كان يضربه صغيراً ويطرده من المنزل إذا ضبطه يدخن، يرى جيليان أيضًا أن تنظيم حمل السلاح لا يكون بقوانين فى كتب ومطبوعات لا يقرؤها الناس، بل فى شرائط الفيديو والتليفزيون. فى المناظرة يتهم الرئيس بأنه مجرد هاوٍ، ويرد جيليان بأنه فخور بأنه مجرد هاوٍ يعرف مشكلات المواطن ويعايشها.
فى الفيلم الفائز بأوسكار أفضل سيناريو عام 1972 نرى نموذجًا آخر لمناظرة تؤدى إلى فوز مرشح غير متوقع، انتخابات الرئاسة تقريبًا محسومة لصالح السيناتور الجمهورى صاحب الشعبية الواسعة كروكر جارمون، وكان على الحزب الديمقراطى تقديم وجه جديد لدخول سباق الانتخابات على الرغم من إدراكه النتيجة مسبقًا. وقع الاختيار على سيناتور شاب صاحب مبادئ وجاذبية قليل الخبرة السياسية هو بيل ماكاى، كان دور ماكاى الذى جسده روبرت ردفورد أن يتسابق ويخسر بشرف، وفى نهاية مناظرة وافق على أن تكون إجاباته فيها مدروسة ومنمقة يخرج عن النص المرسوم ويتناول الأسئلة المسكوت عنها التى يراها الأهم فى لم شمل أمة توشك على التمزق، أسئلة حول الفقر والعنصرية. وتحدث المفاجأة ويفوز ماكاى، وبعيدًا عن الصخب الإعلامى وحفلات الفوز يقف ماكاى أمام مستشاره السياسى ومهندس حملته الانتخابية التى كان كل طموحها الخسارة بشرف، يسأل ماكاى بحيرة: «والآن.. ماذا علينا أن نفعل؟
مدير الأزمات وخطط إلهاء الرأى العام
فيلم «رجل العام» كتبه وأخرجه بارى ليفنسون، واحد من أهم من قدم كوميديا حملات الرئاسة بصورة ساخرة وأفكار مبتكرة، ليفنسون له فيلم آخر هام يتعلق بالانتخابات الرئاسية بعنوان «Wag the Dog» (عندما يهز الكلب الذيل)، وفيه يقدم معالجة ساخرة لأزمة رئيس على وشك الترشح لفترة ثانية فى نفس وقت الكشف عن فضيحة جنسية له. الفكرة مقتبسة عن فضيحة بيل كلينتون ومتدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكى. وفى الفيلم يقوم مستشار سياسى بأبسط خطة لإلهاء الجمهور عن الفضيحة، يقوم بالتعاون مع منتج هوليوودى شهير بتلفيق قصة لجذب نظر الإعلام والجمهور، وهى اندلاع حرب بين أمريكا وألبانيا الدولة الأوروبية الصغيرة، وفى فيلم «رجل العام» يجسد روبن ويليامز شخصية مقدم البرامج الساخر توم دوبس الذى يضغط عليه جمهوره بالترشح للرئاسة، هو ليس محسوبًا على أى من الحزب الديمقراطى أو الجمهورى، كلاهما نال من سخريته اللاذعة الكثير، ورغم أنه يدخل السباق الرئاسى بصورة غير جدية، ويقنع بالمركز الثالث الذى حصل عليه مع بداية الانتخابات، ويدير وقائع حملته السياسية بنفس حالة السخرية التى يقدم بها برنامجه، فإنه يجد نفسه وقد فاز بأصوات الناخبين الولاية تلو الأخرى حتى فاز بمنصب الرئيس وسط صدمة القوى السياسية فى أمريكا والعالم وصدمته هو شخصيًّا. يكتشف الرئيس المنتخب لاحقًا وجود عيب خطير فى ماكينات التصويت الإلكترونى حاولت الشركة الموردة إخفاءه بكل الوسائل، فيتنازل عن المنصب مكتفيًا بلقب «رجل العام» الذى تمنحه إياه مجلة «تايم». فى مسلسل «House of Cards» (بيت الأوراق) تأتى فضيحة علاقة غرامية لزوجة نائب الرئيس فى وقت حساس للغاية يستعد فيه الرئيس الأمريكى للاستقالة وتكليف نائبه بالمنصب، ولإلهاء الإعلام عن هذه القضية تبرز قضية أخرى عن ماضى نائبة تعرضت فيه لاعتداء جنسى فى أثناء دراستها الجامعية من قبل شخص أصبح صاحب منصب كبير، وتنجح الزوجة فى قلب كراهية الرأى العام ضدها إلى تعاطف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.