قتلى ومصابون فى تبادل إطلاق نار فى سلافيانسك.. وتزايد الأنباء عن سقوط آخرين شرق وجنوب البلاد فى تبادل إطلاق نار بإحدى نقاط التفتيش فى مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا بين مجهولين وقوات الدفاع الذاتى عن المدينة، سقط على الأقل قتيل واحد وأصيب اثنان آخران، كما أكد أطباء المستشفى المركزى فى مدينة سلافيانسك. المثير فى الأمر، أن فياتشيسلاف بونوماريوف زعيم القوات الشعبية والعمدة الشعبى لمدينة سلافيانسك، أكد ذلك وأضاف أن المحتجين أطلقوا النار على المهاجمين، الأمر الذى أسفر عن مقتل وإصابة نحو 7 مهاجمين، وأفاد شهود عيان أن المهاجمين سحبوا جثث الضحايا والجرحى معهم. وتتزايد الأنباء عن وقوع قتلى وجرحى فى عديد من مدن شرق وجنوب أوكرانيا، على الرغم من توقيع اتفاقية جنيف بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وبمشاركة أوكرانيا أيضًا، فإن كل المقررات التى صدرت عن هذا اللقاء الرباعى كانت هشة ومطاطة لدرجة تثير الشكوك فى إمكانية تنفيذها من الأساس. لقد امتدت مفاوضات جنيف إلى أكثر من 7 ساعات كاملة، ورفض ممثلو الأطراف الأربعة إقامة مؤتمر صحفى موحد، وفضل كل منهم أن يلتقى وسائل الإعلام على حدة، مما يفسر كثيرًا مما جرى طوال الساعات السبع خلف الأبواب المغلقة. وقد أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن المشاركين أصدروا بيانًا يدعو إلى اتخاذ خطوات أولية باتجاه نزع تصعيد التوتر وضمان الأمن لجميع مواطنى أوكرانيا، والتزام جميع الأطراف بالتخلى عن أى استخدام للعنف، أو التخويف، أو الأعمال الاستفزازية، ورفض وإدانة كل أوجه التطرف والعنصرية والتعصب الدينى، بما فى ذلك معاداة السامية. الوزير الروسى قال أيضًا إنه من بين الإجراءات التى سعى أطراف اللقاء إلى تحقيقها هى نزع سلاح جميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية، وإعادة جميع المبانى المستولى عليها بطريقة غير قانونية إلى أصحابها الشرعيين، وتحرير الميادين والشوارع وغيرها من الأماكن العامة فى جميع المدن الأوكرانية، بالإضافة إلى العفو العام عن جميع المحتجين باستثناء من ارتكب منهم جرائم كبيرة. كما شدد لافروف على أن الرباعية تبنت دعوة مهمة متمثلة فى ضرورة إطلاق «حوار وطنى واسع فى إطار العملية الدستورية، على أن يكون هذا الحوار شاملًا وشفافًا وقابلًا للرقابة وينتهى بتعديلات دستورية». وفى السياق ذاته جدد لافروف أن روسيا ليست لديها رغبة فى إرسال قوات إلى أوكرانيا، واصفًا شعبها بالشقيق، مع ذلك فقد أعرب عن قلق موسكو العميق جراء التمييز الذى يتعرض له المواطنون الناطقون بالروسية فى البلاد. وأكد لافروف أنه لا يشكك فى إجراء إصلاح دستورى فى أوكرانيا، سيضمن بالكامل «حقوق جميع الأقاليم والمجموعات العرقية والأقليات الناطقة باللغات الأخرى». أما وزير الخارجية الأوكرانى أندريه ديشيتسا، فقد أعلن أن القوات الأوكرانية المتمركزة فى شرق البلاد والتى تشارك فى عملية خاصة، يمكنها البقاء هناك على الرغم من بيان جنيف. وأشار إلى أن القوات المنتشرة هناك، موجودة على أراضى أوكرانية ولا حاجة إلى سحبها، وأنه من الممكن أن لا تشارك جميع القوات فى تنفيذ هذه العملية فى حال رأينا علامات لوقف تصعيد الوضع. ولكن بعد ساعات فقط من إعلانات الأطراف التى شاركت فى جنيف، تفاقمت الأوضاع بشكل حاد وسقوط قتلى ومصابين. وتغيرت لهجة التصريحات إلى شكل من أشكال التصعيد والتحذير، بل والتهديدات. إذ حذر دميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسى من أن «مجرد خطوة إضافية واحدة من جانب الناتو باتجاه الحدود الروسية سيقود إلى إعادة تشكيل هياكل الأمن الأوروبى برمتها». وقال بيسكوف إن توسع حلف الناتو شرقًا سيمثل تهديدًا جديًّا بالنسبة إلى روسيا، لأن «الناتو لا يمكن أن يتخلى عن صفته كمنظمة عسكرية»، الأمر الذى ستجد روسيا فيه نفسها مضطرة إلى اتخاذ تدابير لازمة لضمان أمنها. وفى حديثه عن احتمال انضمام أوكرانيا إلى عضوية الحلف أعرب بيسكوف عن أمل الكرملين فى أن «المستقبل العسكرى السياسى لهذا البلد لن يتضمن مثل هذه العضوية». وفى إطار التصعيد الداخلى، أعلن وزير الداخلية الأوكرانى أرسين أفاكوف، عن احتجاز 3 أشخاص مسلحين بالبنادق الأوتوماتيكية المسروقة من مبنى إدارة مجلس الأمن الأوكرانى فى مقاطعة لوجانسك، وتمت ملاحقتهم ثم تطويقهم واحتجازهم من دون إطلاق النار. ومن جانبه أعرب رئيس البرلمان الأوكرانى رئيس الدولة المؤقت ألكسندر تورتشينوف، عن أمله فى أن يتم اعتماد تعديلات على الدستور تقضى بتوسيع صلاحيات الأقاليم فى أسرع وقت. وتوقع تورتشينوف أن يصوت البرلمان على هذه التعديلات فى القراءة الأولى قبل نهاية شهر مايو المقبل، على أن يتم التصويت النهائى عليها فى شهرى سبتمبر أو أكتوبر من العام الجارى. وحول التطورات الأخيرة فى سلافيانسك ووقوع قتلى ومصابين، وبما يكشف عن هشاشة اتفاق جنيف، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من الهجوم المسلح الأخير الذى وقع فى سلافيانسك. وعبرت عن استياء موسكو من «استفزاز المسلحين الذى يدل على عدم رغبة السلطات فى كييف بالسيطرة على القوميين والمتطرفين ونزع سلاحهم»، كما أعربت عن دهشتها من أن هذه المأساة وقعت بعد توقيع اتفاقية جنيف .