يمكن للغدة الدرقية، وهي غدة تتخذ شكل الفراشة وتوجد في الرقبة، أن تحدث تأثيرا دراماتيكيا على مجموعة كبيرة من وظائف الجسد، وإذا كنت سيدة فوق سن ال 35، فإن فرص تعرضك لاضطراب الغدة الدرقية تتجاوز المعدل الطبيعي بنسبة 30%، وفق بعض التقديرات. يعاني ما لا يقل عن 30 مليون أمريكي من اضطراب الغدة الدرقية، ونصفهم يعانون في صمت أي أنه لم يتم تشخيص اضطراب الغدة الدرقية لديهم، وفق الرابطة الأمريكية للغدد الصماء. ويعد النساء أكثر فرصا للإصابة باضطراب الغدة الدرقية من الرجال بنسبة 10 أضعاف، بحسب إخصائي الطب التكاملي روبين ميللر، مؤلف كتاب "دليل المرأة الذكية إلى فترة منتصف العمر وما بعدها". والغدة الدرقية، التي تقع أعلى تفاحة آدم، هي المسؤولة عن إنتاج هرمون الغدة الدرقية، الذي ينظم العديد من وظائف الجسم، من بينها درجة الحراة والأيض وضربات القلب. يمكن أن تتخذ الأمور مسارا مغايرا عندما يحدث خلل في عمل الغدة الدرقية، سواء في حالة كسلها أو نشاطها الزائد. والعوامل المساعدة على حدوث مشكلات في الغدة الدرقية تتعدد من عوامل جينية إلى حدوث هجوم من المناعة الذاتية إلى الحمل والضغوط والاختلالات في النظام الغذائي إلى جانب عوامل التلوث البيئي، ومع هذا فالخبراء مازالوا غير متأكدين تماما من السبب الحقيقي لحدوثها. وبسبب تأثير هرمون الغدة الدرقية الواسع في الجسم، من المخ إلى الأمعاء، فإن تشخيص اضطراب الغدة الدرقية يمثل تحديا. إليك بعض الأعراض التي يمكن أن ترجح وجود اضطراب في الغدة الدرقية، وينصح عندها بزيارة طبيب متخصص: الشعور بالإرهاق والإجهاد من المسائل المرتبطة بالكثير من الظروف، لكنها مرتبطة بشدة باضطراب الغدة الدرقية، فمن الممكن أن يكون ذلك بسبب نقص إفراز الهرمون، وإذا كنتي مازلتي تشعرين بالإرهاق لدى استيقاظك، أو طوال اليوم رغم نومك لليلة كاملة، فإن ذلك ربما يعني أن ثمة كسلا في أداء الغدة الدرقية. يقول الدكتور ميللر إن "الإرهاق هو العرض الأول الذي أراه في تشخيص اضطراب الغدة الدرقية." الشعور بالاكتئاب أو الحزن عادة ما يكون عرضا لاضطراب الغدة الدرقية كذلك. ويرجع ذلك إلى أنه يعتقد بأن زيادة قليلة في إفراز الهرمون يمكن أن يكون لها تأثير على مستويات مادة السيروتونين (يسمى بهرمون السعادة) في المخ، ولذا ففي حال كسل الغدة الدرقية لن يكون من المفاجيء أن تشعر بالاكتئاب وتغير المزاج إلى الأسوأ. زيادة الشهية للطعام يمكن تكون عرضا كذلك، فزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية يجعلك تشعرين بالجوع طوال الوقت، والعامل الإيجابي الوحيد في ذلك هو أن زيادة إفراز الهرمون يمكن أن يعطل التأثير السعري لزيادة الشهية، ومن ثم لا تكون هناك زيادة في الوزن. لكنه من ناحية أخرى فإن كسل أداء الغدة يمكن أن يتسبب باضطراب حواس الشم والتذوق. أحيانا يكون من أعراض اضطراب أداء الغدة الدرقية أن تشعري بأن تفكيرك مشوش. ربما يكون ذلك عائدا للحرمان من النوم أو تقدم العمر، لكن وظائف المعرفية يمكن أن تتلقى ضربة عندما في اضطراب أداء الغدة. ففي حالة زيادة نشاطها ربما تجدين صعوبة في التركيز، وفي حال حدوث العكس ربما تعانين من النسيان والتشوش في التفكير. عندما تكون لديك رغبة أقل في ممارسة الجنس أو لا تكون هذه الرغبة موجودة، فهي من الممكن أن تكون من جراء تأثير جانبي لاضطراب الغدة الدرقية. فمن شأن زيادة قليلة في انتاج الهرمون أن تكون مساهمة في انخفاض الرغبة الجنسية. هذا إلى جانب عوامل أخرى كزيادة الوزن والإرهاق وآلام الجسد.