للمرة الثانية خلال أسبوع واحد تجري دموع رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف أمام وسائل الإعلام، وجاءت المرة الأولى أمام الإعلامية منى الشاذلي مقدمة برنامج العاشرة مساءً حين سألته عن صحة تفكيره في الاستقالة من المنصب بعد يومين فقط من تكليفه. حيث أكد شرف صحة هذه المعلومة، بسبب جسامة المسئولية في هذا الوقت الخطير وكثرة المشكلات الرهيبة التي تفجرت في وجهه منذ الساعات الأولى لتوليه المسئولية بداية من التظاهرات الفئوية للعمال والمدرسين إلى جانب المصادمات الدامية بين بعض المسلمين والمسيحيين والتي هددت بنشوب فتنة طائفية. وبالفعل كاد يعتذر عن التكليف لولا أن رأى برهانا إيمانيا تمثل في تلقيه مكالمة من بعض الشباب المسلمين الذين يقومون بأداء شعائر العمرة أكدوا له خلالها أنهم يدعون له بالتوفيق فيما اختير له، وبعدها بدقائق تلقى مكالمة أخرى من فتاة مسيحية قالت له أنها وأسرتها يصلون ويوقدون الشموع داعين له بالنجاح. لقطة تذكارية لرعاية المسابقة العلمية أما المرة الثانية التي جرت فيها دموع الرجل فكانت منذ ساعات وبالتحديد في تمام التاسعة من مساء ليلة أمس 10 فبراير 2011 خلال المؤتمر الذي أقامته جمعية "عصر العلم" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وشركة "إنتل" ضمن فعاليات نهائيات مسابقة معرض العلوم والهندسة المصري بقاعة خفرع بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر. فخلال كلمته التي لاقت تأييدا لم نشهد له نظيرا من قبل، جرت دموع الرجل رقيق المشاعر حزنا علي الأحوال المحزنة التي تشهدها البلاد والتي كادت تخطف فرحة الشعب بثورته المقدسة، وقد بدأ كلمته بنقل ثلاث رسائل للحاضرين وللشعب عموما.. أولاها ضرورة رد الجميل لمصر ودعم اقتصادها خلال الفترة القادمة والثانية أنه جاء وقت حماية الثورة الطاهرة والثالثة أن الشعب المصري لا بد أن يظل يدا واحدة.
وقال شرف إن ما تشهده مصر الآن هو شيء منظم وممنهج يهدف لإشاعة الفوضى مؤكدا أن هناك من يحاول أن يهدم كيان الدولة وهذا أمر خطير يستلزم استنفار الهمم، وأضاف نحن أؤتمنا علي هذا الوطن وأخذت شرعيتنا من الثورة ويجب أن نحمي الوطن والثورة. رئيس الوزراء يرحب بالحاضرين وأوضح شرف أنه لن يسمح بالمساس بهيبة الدولة قائلا خلال حواره مع برنامج العاشرة مساء:هيبة الدولة يجب ألا تمس فهي ليست خط أحمر بل حائط أحمر لا يمكن أن يخترق وإذا فشلنا في حمايتها فسنكون قد خوننا الوطن.
وأضاف: نحن نتفهم المطالب الفئوية خاصة وأن الناس شعرت بعد الثورة أن مطالبهم قابلة للتحقيق ونحن نتفهم ذلك ولكن لا يمكن المساس بهيبة الدولة ولكن لا نتفهم معني أن تنتهك حرمات المؤسسات بدعوي مطالب فئوية، وكشف شرف أن هناك بالفعل ثورة مضادة تقوم علي أسس ممنهجة ومنظمة. وشدد شرف علي أن المساس بهيبة الدولة سيقع تحت طائلة القانون لأن مؤسسات الدولة هي عرض الوطن ويجب أن نحميها من خلال القانون ..فالقانون يوفر حالة الدفاع الشرعي عن النفس. الاحتفالية العلمية لاقت اقبالا كبيرا وتابع قائلا: أنا مسئول عن 85 مليون مصري وعرض هذا الوطن وده مش أي وطن ده مصر، والعالم كله عايز يساعد مصر لتحقيق الاستقرار فلن نسمح للبعض أن يهدم إنجازات الثورة.
وأضاف أن هناك جرائم ترويع والناس خائفة علي أبنائها ولا يمكن أن تدور عجلة الإنتاج في تلك الحالة ولذلك كان لابد من الحسم القانوني الرادع، وأوضح أن مهمة حكومته هي إعادة الاستقرار وتدوير عجلة الإنتاج وكلاهما يحتاج للرجوع للأمن.
كما أشار إلى أن ما شهده ميدان التحرير اليوم يؤكد علي ضرورة وجود حالة من الحسم ولكن بالقانون مطالبا الشارع المصري بمصالحة جهاز الشرطة حتى تتمكن من النزول سريع للشارع، وقد جاءت كلمات د. شرف بردا وسلاما على مشاعر الحاضرين ومثلت بالنسبة لهم "عودة الروح" للجموع التي استقبلتها بحفاوة بالغة وستتولى نقلها لذويهم بكل تأكيد. إحدى الموهوبات المشاركات بالمسابقة وقد شارك في المؤتمر الحاشد جمع من العلماء والوزراء في مقدمتهم السير الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، الذي حضر خصيصا من الولاياتالمتحدةالأمريكية لحرصه على المشاركة في هذا الحدث الجلل. كما حضر د. احمد جمال الدين موسى، وزير التربية والتعليم، إلى جانب د. حسن أبو العينين، أمين عام جمعية عصر العلم، والمهندسة هدى الميقاتي، مديرة مركز القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية، والمهندس طه خليفة، المدير العام لشركة "إنتل مصر"، وقاموا جميعا بتكريم أعضاء لجنة التحكيم إلى جانب عدد كبير من المعلمين والطلبة المشاركين في العرس العلمي. اختراع لترشيد استهلاك المياه وشارك في هذه النهائيات أكثر من 140 طالب يمثلون محافظات سيناء ووسط وشرق الدلتا والصعيد حيث ستقام نهائيات شمال الدلتا والإسكندرية في مكتبة الإسكندرية يومي 13 و 14 مارس 2011. و أشار الدكتور حسن أبو العنين ، أمين عام جمعية عصر العلم إلى أهمية تنظيم هذا الحدث في هذا الوقت بالذات وذلك لتأكيد على ضرورة تضافر كافة جهود المجتمع والإنطاق نحو العمل الجاد والبناء من أجل النهوض بمصر ودفع عجلة العمل إلي الأمام. كما أشار إلى أ ن: "هناك حاجة أساسية وملحة في مصر لتطوير التعليم وإعداد الأجيال الجديدة لتتمكن من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة. وبما أن التركيز على المهارات الإبداعية لدى الطلاب بات حاجة أساسية في العالم كله فإن معرض العلوم والهندسة المصري وسيلة هامة لتوفير البيئة اللازمة لدعم أفكار أبنائنا المبدعين " من جهتها قالت المهندسة هدى الميقاتي، مدير مركز القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية:" انه لمن دواعي فخرنا أن مكتبة الإسكندرية تقوم بدورها في نشر الثقافة العلمية وتنظيم هذه المسابقة للعام الرابع علي التوالي. إحدى تطبيقات مصادر الطاقة البديلة فيما قال طه خليفة.، المدير الإقليمي لشركة إنتل مصر "نحن نؤمن في إنتل بأن الشباب هم الأمل الواعد للتصدي للتحديات المستقبلية، ومن المهم أن يعززوا من معارفهم بالعلوم الأساسية. ومن هذا المنطلق عملنا بالتعاون مع جمعية عصر العلم ومكتبة. و مسابقة "معرض العلوم والهندسة المصري" هي مسابقة مصرية تنظمها جمعية عصر العلم ومكتبة الإسكندرية وشركة إنتل على مستوى مصر وذلك تحت رعاية وزارة التربية والتعليم بهدف تشجيع طلاب المدارس الإعدادية والثانوية في المرحلة العمرية من 14 إلى 18 عام للاهتمام بالبحث العلمي ولتنفيذ مشروعات علمية وبحثية تتبع أساليب ومنهجية البحث العلمي، وبهدف تعزيز العمل المشترك بين شركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والحكومة المصرية لنهوض بالتعليم والبحث العلمي .