محمد حسنين هيكل ناشد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الجيش المصري أن “يدع ثورة الشباب تٌشرق”، وأضاف أطالب “العواجيز.. من امثالي” بألا يفرضوا تجربتهم على الشباب. وقال هيكل في لقاء بثته الجزيرة في التاسعة من ليلة الأربعاء، أن “أسوء شيء نفعله كعواجيز ان نفرض تجربتنا على الشباب، فعلى الاحزاب القديمة ألا تطل وترفع شاراتهم وسطهم.. ولا يجب على أحد من جيلنا ان يذهب ليخطف تجربتهم أو يخطف الضوء منهم”. وأضاف على الأجيال السابقة ان تتكلم وتتناقش وتكتب “على مسمع من الشباب”، مستطرداً: “أنا لا أستطيع ولا أحب ان أنزل ميدان التحرير، وعمري لم يعد يسمح لي بأن أثور. كل ما يمكن ان نفعله ان نتحرك ونتكلم ونكتب على مسمع منهم، حتى يأخذوا وقتهم لإنضاج ما هم يريدونه.” ووصف هيكل ما تشهده شوارع وميادين مصر بأنه “ثورة مستمرة، الثورة ليست عود كبير يحرق فتحصد النتائج، الثورة عملية مستمرة. ما قبل 25 يناير وقع.. أطلال. ارض ثابتة هي الدولة.. والمبنى تهاوى. رفع الركام سيأخذ وقت، انت تتحدث عن عملية تاريخية كبرى. والثورات تُنضج نفسها باستمرار.” وشرح هيكل رؤيته لما حدث قائلا: “الآن لدي اعترفات من أصحاب السلطة. كان يقال ان هناك تنظيم سياسي يضم 3 ونص مليون.. انهار فجأة؟، تبين انه أكذوبة. وقيل ان هناك ادارة، تراجعت أمام حيوية الشباب وهي الان تعتقل نفسها وتحاكم ذاتها. قيل ان الشرطة مسيطرة كأداة قمع.. ذابت. قالوا ان لدينا تجربة 30 سنة من السلطة، فانهارت أما حيوية الشباب”. وأرجع غياب البوليس إلى أنه “ضمن خطة الطوارئ ارعاب الأغلبية الصامتة، فمع عشرات الاف الشباب والكتل التي تضامنت معها، هناك كتل أكبر.. خطته كانت اصابة الأغلبية بالترويع من الفوضى, الاضطراب اصابهم هم، وأفقدهم العقلية المركزية.. السقوط ليس له نظام.. السقوط في حد ذاته فوضى.. حتى في مواقع القرار، لانه لا يدرك أصلا “جدة” ما حدث. وواصل :”الخلاصة.. سلطة أيلة للسقوط.. في مواجهة شباب تجاسر فخرج. كان عندك كتلة منظمة، الفيس بوك والنشطاء، كلهم 50 أو 60 ألف، فوجئ بكتل جماهير بملايين تتحرك معهم وتؤديهم. نحن أمام عمل ثوري كامل.” وبدا هيكل مبهورا لأقصى درجة بثورة الشباب، ف”هم شباب واجه قسوة البوليس، تكلموا، كروح لا كأفراد، بلغة ومنطق وسياق عصر مختلف عنا كلنا. الشباب كانوا تقريباً يعرفون خطة البوليس للتأمين ضد المظاهرات.. خطوة -1 2- -3.. حتى الفوضى. فنجحوا في خلق مشهد جديد، مع عبقرية عفوية ادركت خريطة العالم والقوة وتصرفت في حدود ما تقدر عليه..” مذكراً باننا “كنا في وضع أسوء من تونس.. فقط كنا ننتظر الجسارة التي قادها الشباب بطريقة ملفتة للنظر”. وسخر هيكل من الحوار”الذي يتم، عمدا، في مقر مجلس الوزراء.. لا في رئاسة الجمهورية رغم ان الطرف المحاور هو نائب الرئيس، وفوق المتحاورين صورة ضخمة للرئيس.. وتنفيذا لورقة وضعها الرئيس”، وتساءل: “الحوار.. ما هي اطرافه.. جدواه.. صلاحياتهم وتفويضهم.” متوقعاً فشل محاولات التحايل على الثورة ب”الامتصاص والتقبل.. وده شباب كويس”.. “حاول مواجهتها بالعنف.. فشل، بالمراغة والتحايل.. فشل”. مشددا على انه “مافيش فايدة من استرجاع ما كان، وأنا مندهش من المطالبة بعودتهم، فلن يرجعوا إلا اذا اتطمنوا إلى مطالب روح عصرهم ستحقق فعلا”. وبحسم قال هيكل: “انتهى الموضوع، الثورة كسرت عهدا وأسقطت نظاما، ساخرا ممن يريدون إنقاذ نظام انهار فعلا “كيف سيتكلم العالم بمصداقية.. نتنياهو واوباما وغيرهما”، فمن وجهة نظره ان “العالم طرف في الحوار، سند وخطر معاً”، موضحا ان العالم يهني أربع كتل: الغرب.. واشنطن، الصين والهند، أمريكا اللاتينية بشعوبها، والأهم,, العالم العربي.. الامة تشعر ان مصائرها تتقرر الآن في شوراع مصر”. وعن واشنطن تحديداً رأى ان “امريكا.. عن بلد هو رأس العالم وقوته الضابطة، وهي تتحرك مدركة ان هذا موقع أخطر من أن يٌترك للمصادفة”. وذّكر هيكل القوات المسلحة بانها “عانت مما عانيناه كلنا ل30 عاما”، وب”الدور المركزي للجيش كحارس أمن وشرعية، وعندما تحركت الجماهير وأسقطت شرعية الحكم بما يستحيل ترميمه، فيجب ان ندرك اننا امام انتقال حكم لا محالة.. نحو نظام جديد”. وتوقع هيكل ان يلعب الجيش دور رمانة الميزان.. “لا تحكم.. لكن ترعى انتقال حقيقي لعصر جديد”. مكرراً ماكتبه في جريدة الشروق عن دور حاسم لنقل الحكم إلى عصر جديد تحت رعاية الرباعي العسكري.. عمر سليمان، حسين طنطاوي، سامي عنان، أحمد شفيق. وعبر هيكل عن انه يتوقع ان الجيش: “هو الضامن لحماية هؤلاء الشباب وروح البلد”. موجهاً خطابه إليه: دعها تُشرق.