ما حدث فى كنيسة القديسين بالاسكندرية مؤلم ومحزن ومؤسف بكل مقاييس الانسانية , وجرح غائر فى قلب مصر ولن اقول مثل البعض بأنه حادث ارهابى وان من فعلها ليس له دين ,فلو كانت هذه الحقيقة فلما اذن المظاهرات الطائفية ولما يطلب البابا من الاخوه المسيحيين عدم الانزلاق وراء الموجه ولما تمتلىء وسائل الاعلام بمقالات تتكلم عن الوحدة الوطنية ومدى قوتها ,اذا كانت موجودة اصلا ,كمسلمة علاقتى بالاخوه المسيحيين علاقة مودة واخوه ولى اصدقاء مسيحيين اعتز بصداقتهم الى اقصى حد وهذا مرجعه من وجهة نظرى للتنشئه الاولى , ولكن لاحظت ان من لهم نفس التفكير من الجانبين الان فى مصر اقلية ,الان زادت الافكار العنصرية والدعوات المحرضة من شيوخ مسلمين وقساوسة مسيحيين وبالنسبة للتربية والتنشئة الاولى التى تشكل كثيرا من افكارنا وطريقة تفكيرنا وتعاملاتنا لم تعد كما مضى وكلنا نعلم مدى انهيار الاسرة المصرية لاسباب اقتصادية واجتماعية فلم تعد تلك الاسرة المصرية التى تربى وتحولت الى الاسرة التى لا وقت لديها سوى للقمة العيش الصعبة فى مصر وهذا رغما عنها , بالنسبة للدولة فاصرت على انه لا مشكلة , اوجدت المشكلة وتدعى ان مفيش مشكلة ,كالعادة فى كل مشكلة بدلا من ان تشخصها وتعترف بوجودها ,حتى يمكن حلها انكرتها تماما و اعتقدت ان مشهد رمضان لما ياخد البابا شيخ الازهر بالاحضان وبوسه على الخد ده وبوسه على الخد ده وفى عيد الميلاد نلاقى المسئولين المسلمين مرصوصين فى الصف الاول وفى اعياد المسلمين لابد من تهنئة الكنيسة للمسلمين وهلما جرا وكأن ده الحل ,رغم ان الواقع مختلف تمام فمصر تغيرت ولن اقول ان العنصرية استشرت بين المسلمين والمسيحيين فقط انما المشكلة ان وباء اصاب المصريين اسمه رفض الاخر, فالمنقبه تنظر للمحجبة على انها اقل والمتشددين يسمون انفسهم ملتزمين و ينظرون لغيرهم من نفس الدين وكأنهم كفارا والمسيحى المتشدد يرى الوسطى خارج عن الدين وبعيدا عن الدين, الكراهية وصلت بينا بأننا نعادى دولة شقيقة علشان ماتش ,نصنع معارك دامية فى الشارع من اجل تفاهات ده شغل النور العالى ,لاء ده كسر عليا ونقرا عن زوج دبح زوجته لانها طلبت طماطم وجار موت جاره علشان العيال ضربوا بعض ومين طعن مين علشان خمسين جنيه ,فيه مشكلة كبيرة بيعانى منها المصريين وهما فيها ظالم ومظلوم جانى ومجنى عليه ,فالعدائية التى يتعاملون بها اتعبتهم فالمصرى كان فريسة الفساد والفقر والجهل طول عقود مضت فقد فيها صفاته الاصليه من تسامح ومشاركة وشهامة وايخاء واصبح النقيض لما كان عليه ابيه وجده ,فالفساد السياسى افسد كل شىء وترك التشدد والافكار المريضة تنتشر فالبطالة والفقر والجهل هما انسب بيئة للعنصرية والتشدد والكراهية وفى الاخر يقولوا مفيش مشكلة ونسيج واحد مع ان النسيج مهلل النسيج محتاج موده و رحمة بينا مسلم لمسلم ومسيحى لمسيحى ومسيحى لمسلم ومسلم لمسيحى , رحمة الانسان بأخيه الانسان بصرف النظر عن معتقداته والمشكلة مش مسلم ومسيحى لكن مشكلة مصرى اتغير واتبدل وطاقة الحب جواه بقت حطام و فاقد الشىء لا يعطية ,فيه مشكلة ياريت بقى نعترف مرة بالمشكلة علشان نلاقى حل ,الوضع مبقاش يسمح بمسكنات يا المريض يتعالج ونستأصل المرض يا الخراب قادم لا محالة .