تسود حالة من الغضب والضيق لدى بعض نشطاء حملة دعم محمد البرادعى للرئاسة بسبب طول فترات غياب الأخير خاصة مع تأكيد مصادر مقربة منه عودته بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة التى ستمثل «منعطفا فى تاريخ الحياة السياسية المصرية فى السنوات المقبلة»، فى الوقت ذاته ناشده العديد من نشطاء التغيير العودة السريعة إلى مصر؛ لأن غيابه «أثر بالسلب على مشروع التغيير». «إذا أراد البرادعى أن يكون حقا رمزا للتغيير فى مصر فعليه أن يتواجد بالبلاد، وفى مقدمة الناشطين الذين يضحون بوقتهم ومجهودهم ومستقبلهم.. مصر أهم من أى ارتباطات والتزامات»، هذا ما أعلنه الناشط فى الحملة الشعبية لدعم البرادعى «محمود الحتة» عبر صفحته الخاصة على «فيس بوك». وقال الحتة ل«الشروق»: نعلم التزامات البرادعى فى الخارج، لكن وجوده فى الداخل فى هذه المرحلة أهم، لأن التغيير سيتم عبر المصريين فى الداخل، دون أن ننكر أهمية خلق رأى عام عالمى». وأوضح مؤسس أكبر المجموعات المؤيدة لدعم البرادعى رئيسا على الإنترنت «وجود البرادعى فى مصر ضرورى جدا ومؤثر على مشروع التغيير؛ وغيابه أثر بالسلب على الناشطين، وأدى إلى حالة من الإحباط بينهم»، وأضاف قائلا: «نناشد رمز التغيير العودة قبل بدء الانتخابات لحاجتنا الشديدة لوجوده فى هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر». يشار إلى أن جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطنى، قد أكد مؤخرا أن انتخابات مجلس الشعب المقبلة تمثل منعطفا مهما فى مسيرة الحياة السياسية فى مصر، حيث ستحدد نتائجها مستقبل العمل الوطنى خلال السنوات الخمس القادمة فى مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وحملت تعليقات العديد من النشطاء فى حملة البرادعى نفس الرغبة، فطالبه الناشط طارق ثروت ب«مزيد من التفاعل مع ما يحدث فى مصر، حتى وهو فى الخارج، وأن يكون له بعض ردود الأفعال القوية التى تتناسب مع مكانه بيننا ومكانته فى قلوبنا وأيضا مكانته وقوته الدولية». «وجود البرادعى يضاعف من حماس الشباب ومجهودهم، ويشعرهم بالأمان والثقة، ومجرد وجوده بيننا يلهب حماسنا ويضاعف جهودنا ويقلل خلافاتنا»، وفقا للشاب محمد مصباح. ورصدت «الشروق» تناقص أعداد الموقعين على بيان التغيير «معا سنغير» الذى يتضمن مطالبه الإصلاحية السبعة إلى النصف تقريبا، فبعد أن كان متوسط الأعداد يصل إلى أكثر من ألف يوميا، تناقص هذا العدد إلى النصف تقريبا. غير أن عبدالرحمن سمير مسئول ملف التوقيعات فى الجمعية الوطنية للتغيير، لم يتفق مع سابقيه، وقال: البرادعى لم يطلب أن يكون رمزا للتغيير نحن من اختار ذلك، وهو يتابعنا يوميا، وحدد موعد العودة والاستقرار نسبيا». وتعقيبا، لم يخف عبدالرحمن يوسف المقرر العام للحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعى «رغبة شباب التغيير فى أن يجدوا البرادعى بينهم باستمرار فى مصر»، قائلا: «طبيعى حين يكون للمعركة قائد أن يرغب الجنود فى أن يروه قائدا للتغيير فى ميدان المعركة»، غير أن يوسف أكد أن «البرادعى يخدم التغيير فى مصر وخارجها». ومن جهته، قال جورج إسحق عضو الجمعية الوطنية للتغيير ل«الشروق»: يجب أن نتعلم رفع شعار معا سنغير وعلى الجميع أن يتحرك ويتفاعل مع مشروع التغيير، رغم أننى بالطبع أتمنى وجوده فى مصر» مضيفا «البرادعى يتواصل معنا عبر تويتر دون أن يكون ذلك بالطبع كافيا، لكن بعد رجوعه ستكون معركته مع الانتخابات الرئاسية». وكان زعيم الوطنية للتغيير قد أعلن من قبل أن حصوله على جائزة نوبل للسلام وموقعه كمدير سابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفرض عليه التزامات دولية وحضور مؤتمرات وندوات خارجية، ووجه فى حديث سابق لموقع «أقباط متحدون»3 رسالة إلى الشعب المصرى بأهمية أن يتحمل المسئولية، وأن لكل شخص دوره فى علمية التغيير، وأن دوره هو الاستفادة من معرفته الدولية، ومصداقيته وطرح أفكار جديدة وتشجيع الشعب على كسر حاجز الخوف جريدة الشروق