أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس حسني مبارك، أثناء اجتماعهما في البيت الأبيض أمس الأول قبيل بدء مراسم حفل إطلاق المفاوضات المباشرة، ضرورة وجود مجتمع مدني قوي وحيوي في مصر، مطالبًا بوجود منافسة سياسية مفتوحة، وأن تجرى الانتخابات المقبلة في إطار من الجدية والشفافية. وأشار البيان الذي صدر عن البيت الأبيض، وحصلت "الشروق" على نسخة منه، إلى أن الرئيس الأمريكي رحب بتعهد مصر بالتزاماتها من خلال مراجعتها المبادئ العالمية لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. كما أشار بيان البيت الأبيض إلى أن الرئيسين تبادلا الآراء حول استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكد أوباما أن دور مصر وجهودها ضرورة مهمة لإنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. من ناحية أخرى قال سليمان عواد، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن "جمال مبارك يرافق والده فقط في هذه الرحلة، ولم يقم بأي مباحثات، ولم يذهب إلى البيت الأبيض، وهو ابن بار بأبيه". جاءت تصريحات عواد أثناء رده على تساؤلات صحفيين أمريكيين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في فندق سان ريجيس، مساء أمس الأول. وخلال المؤتمر ذاته كشف عواد عن أن الرئيس مبارك قال للرئيس الأمريكي أوباما إنه لم يذهب إلى مؤتمر أنابوليس في نهاية عهد الرئيس السابق جورج بوش لأنه لم يشعر بجدية مفاوضاته، على العكس من هذه المرة التي يشعر فيها بكامل جدية الموقف الأمريكي. وكان أوباما قد حث زعماء الشرق الأوسط، أمس الأول الأربعاء، على اغتنام الفرصة المتاحة أمام الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وتحقيق السلام. وجاءت دعوة أوباما قبل استضافته لإفطار رمضاني جمعه مع زعماء مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين في البيت الأبيض. وأشار أوباما إلى تشكك البعض بشأن فرص تحقيق سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في ظل وجود بعض القوى التي تستخدم العنف لإفشال مساعي السلام، واستشهد بالهجوم الذي وقع لإطلاق نار في الضفة الغربية أمس الخميس. كما أشار أوباما إلى استمرار مأزق المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وقال إنه لا تراوده أي أوهام بشأن التحديات التي تواجه فرص حل الصراع. وقال أوباما إن زعيمي الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، يشاركان واشنطن قناعتها بأنه يمكن الوصول إلى اتفاق بشأن دولة فلسطينية في غضون عام. وأكد الرئيس الأمريكي أنه أبلغ طرفي الصراع في لقائه معهما، كل على حدة، أن هذه الفرصة المتاحة الآن قد لا تأتي مرة أخرى في أي وقت قريب، وأنهما لا يمكنهما تحمل تبعة التفريط فيها. ثم تحدث الرئيس حسني مبارك ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إلى الوفاء بالتزامه في صنع السلام، مؤكدا أن على الإسرائيليين انتهاز هذه الفرصة السانحة ووقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مبارك إنه التقى نيتانياهو مرارا، وأكد في خطابه أنه يأمل أن يترجم رئيس الوزراء تصريحاته لمصلحة سلام طالما انتظره الإسرائيليون، وأضاف أنه لم يعد من المقبول، ونحن في بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة، أن نفشل في التوصل لاتفاق سلام. من جانبه، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الرئيس أوباما إلى الاستمرار في مساعدة الأطراف المعنية على تحقيق السلام. وقال عبد الله إننا نقدر التزامكم بقضية السلام في منطقتنا، وإننا نعتمد على التزامكم المستمر بمساعدة الأطراف للمضي قدما. لقد قلتم إن السلام في الشرق الأوسط هو من صميم المصلحة القومية لبلدكم، ونعتقد أنه كذلك، وأنه يندرج كذلك في إطار المصلحة الإستراتيجية الأوروبية، وأنه شرط ضروري للأمن في العالم. وأكد العاهل الأردني أن إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط سيؤدي إلى تحييد قوى الشر والحرب في المنطقة، وأضاف أن إحلال سلام إقليمي سيقود إلى علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية وإسلامية التي ساندت مبادرة السلام العربية، وهذا سيكون أيضا خطوة مهمة لتحييد القوى التي تهدد كل شعوب المنطقة. ثم تحدث بعد ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، الذي أكد أن إسرائيل لن تدع الإرهابيين يسدون طريق السلام في الشرق الأوسط. وأبلغ نيتانياهو الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء عربا في البيت الأبيض أن أي اتفاق سلام يتعين أن يضمن الأمن لإسرائيل. وفى النهاية تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذكر في كلمته أن اتفاقا للسلام في الشرق الأوسط مع إسرائيل يمكن تحقيقه في غضون عام. ودعا عباس إسرائيل إلى تجميد جميع الأنشطة الاستيطانية، وقال إنه حان الوقت لصنع السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية. جريدة الشروق