طل علينا الإعلامي الكبير أحمد شوبير في حلقة الأمس من برنامج "كورة النهاردة" وبد منفعلا للغاية وهو يقرأ خبر عن أن الفرق البورسعيدية في بطولة المدارس ببنها اضطرت أن تعود إلى أدراجها بسبب أمر من الأمن بناءً على تهديدات جاءت لهم بتربص بعض افراد الالتراس لهم، ووصل الأمر الى طلب شوبير للبورسعيدية بأن يعملوا على الحصول على جنسية أخرى واللعب في بلد أخرى. هل الإعلامي الكبير والمخضرم لا يدري أن تلك التصريحات قد تؤدي الى أشعال الفتنة بين البورسعيدية والأهلاوية في الوقت الذي نتمنى فيه أن ينجح العقلاء في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لمحاولة عودة المياه الى مجاريها رغم صعوبة تحقيقها بشكل سريع؟. الغريب أن شوبير كان له موقف مغاير تماما عندما تناول الأزمة التي افتعلها الجمهور الجزائري الذي حضر لقاء منتخبنا للشباب أمام غانا في المباراة النهائية لبطولة الأمم الأفريقية وقام بتشجيع غانا وتوجيه السباب للاعبي مصر وقذفهم بالزجاجات، وقلل شوبير من اهمية الحديث بشكل مكثف حتى لا تحدث فتنة بين الشعبين الشقيقين. شوبير الذي كان مهتما بشكل جاد ألا تحدث فتنة بين المصريين والجزائريين مؤكدا أن ما فعلوا ذلك مجموعة من جماهير الكرة المتعصبين، مهاجما وسائل الإعلام المصرية بسبب تركيزها على الواقعة مما قد يعيد الأزمة بين مصر والجزائر كما حدث في أعقاب لقاء أم درمان.. هو شوبير الذي لم يكن حريصا على وحدة الشعب المصري وعدم اثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد بحديثه عن واقعة ما كان يجب التوقف أمامها إذا كان الحديث عنها سيكون له تأثير بالغ الضرر. عزيزي شوبير لماذا طالبت بالتغاضي عن واقعة الجمهور الجزائري التي قام بها اكثر من 5 ألاف جزائري، وتسلط الضوء على واقعة إذا كانت صحيحة بالفعل قد يكون عدد الالتراس لا يتعدى العشرات "ونحن نشجب وبشدة أي اعتداء على أي مواطن بورسعيدي في أي مكان في مصر".. الاجابة واضحة، حضرتك ترى أن فضح الالتراس الذي تعاديه وتشويه صورته أهم من مصلحة البلد "وليس مهما أن تندلع الحرائق في بورسعيد مجددا بعد الهدوء الذي حل بها". عزيزي شوبير أين المهنية عندما تناولت خبرا ذكر عن واقعة على لسان البورسعيدية دون أن تكلف نفسك بالاتصال بالأمن الذي أصدر أوامره للفرق البورسعيدية بمغادرة بنها؟ أليس من المنطقي أن تتأكد من صحة الواقعة وملابساتها قبل أن تنخرط في الحديث في التفاصيل؟. على كل حال الإزدواجية ليست غريبة على الكابتن شوبير عضو الحزب الوطني المنحل، فهو الذي ينتقد الشيوخ بسبب حديثهم عن السياسة، وهو الإعلامي الرياضي الذي ترك الحديث عن الرياضة وأقحم نفسه في الحديث عن السياسة بشكل مكثف عبر برامجه التي من المفترض أنها للحديث عن الرياضة. شوبير هو الذي انتقد من مرتضى منصور بسبب أسلوبه في الحديث عن باسم يوسف، وهو الذي هاجم الالتراس بضراوة بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة والتي كان فيها أسلوبه لا يقل عن أسلوب مرتضى منصور. شوبير الذي انتقد التحقيق مع باسم يوسف معتبرا ذلك وضع قيود على حرية الاعلام والنقد، وهو الذي لم يمتلك نفسه بعد توجيه محمد جمال بشير احد افراد التراس زملكاوي وهو ضيفا في برنامجه، وخصص الحلقة التي تليها وهاجم محمد بشير بضراوة وقلل من أهميته وأهانه بشكل غير مقبول. عزيزي شوبير.. راجع نفسك، نريد أن نجلس أمام الشاشة ونحن نتابعك كما كنا نتابعك في بداية عملك الإعلامي في برنامج "مرحبا" الذي قدمته عبر القناة السادسة، أو بداياتك مع قناة دريم.. نريد إعلام هادف بلا تصفية حسابات أو مصالح.