كامل أبوعلي ، أو مستر كامل كما جعل مشجعي المصري يحفظون هذا اللقب ويرددونه !! هوأحد الهابطين على الكورة المصرية في الآونة الأخيرة ببارشوت المال ، وهو في الحقيقة شخصية تجسد المعنى الحقيقي للفهلوة والتجارة والشطارة !!
فأبوعلي زمانه .. كان من بداية توليه رئاسة المصري يستقطب جماهيره بصرفه ببذخ على النادي ، ولكن جاءت حادثة بورسعيد لتظهر مهاراته الخفية !! فأبوعلي فور حدوث المذبحة أعلن إستقالته من منصبه ، وبلا رجعة ، ولكن بعد فترة بعدما هدأت الأمور عادت ريما .. و ( لحس ) كلامه !!
وعاد أبوعلي لرئاسة المصري وكأن شيئاً لم يكن .. ثم بعد قرارات اللجنة المؤقتة بإيقاف المصري لعام ، قرر – عبر الوسائل الإعلامية فقط – أن يلجأ للمحكمة الدولية ، وهو ما لم يحدث وكانت مجرد تصريحات لتسكين الرأي العام البورسعيدي، ولكن بعد تغليظ العقوبات من لجنة التظلمات ، لم يجد حلاً سوى طرق أبواب المحكمة الدولية ، وإستغل غيبوبة اللجنة – المنتهية الصلاحية قبل أن تبدأ عملها – وإستغل أمور أخرى ، وصدر أسرع حكم في تاريخ المحكمة الرياضية الدولية !!
وبعد صدور الحكم ظهر أبوعلي بمظهر الفارس النبيل على كافة القنوات ويعلن مبادرته بعدم مشاركة المصري في الدوري حرصاً على البلد ومراعاة لظروفها ، بل وأكد كلامه بإرسال خطاب بهذا الفحوى للجنة المؤقتة ، وهلل الجميع عندها لأخلاق الرجل وحكمته ، بل وكرمه !! حيث أنه أعلن أيضاً في نفس الوقت أنه سيتبرع لأسر الشهداء ، وصفقت الأيدي للرجل الملاك !!
ولكن بعد فترة وكالعادة .. تبخرت وعود أبوعلي ، وبعث نادي المصري خطاب للجنة المؤقتة يخبرها بتراجعه عن عدم خوض الموسم القادم وتمسكه بالمشاركة !! بل وإنه يفاوض الأندية التي إستعارت لاعبيه لإعادتهم ثانية ، ويفاوض التؤام لقيادة الفريق !!
كل هذه المسرحيات الهزلية المذكورة ، قام ببطولتها نجم واحد .. أبوعلي ، ولما لا .. وهو أصبح خبرة في الحبكات الدرامية من واقع عمله كمنتج سينمائي !!
فبعدما تراجع أبوعلي ، وطالب بمشاركة المصري في الدوري ، ظهرت مشكلة في حجم جبل عتاقة !!
الأهلي .. فمجلس إدارة الأهلي يواجه منذ فترة حملة تشكيك ضخمة من جماهيره يقودها الأولتراس ، ويتهمونه بعدم مساندة قضية الشهداء ولا أسرهم ، وأنه باع القضية برمتها ، ولا يهتم بها .
وبعد عودة المصري للدوري .. وعلى خلفية القرار المتخذ من قبل بمقاطعة أية أنشطة رياضية مع أي أندية تخص بورسعيد أو الذهاب إليها ، أصبح المجلس الأحمر في وضع لا يحسد عليه ، ويشبه وضع المحاصر في ركن ما ، وهو وضع خطير ومن الممكن أن تكون ردة الفعل غير متوقعة .
وقام الأهلي عبر اللوبي الإعلامي الخاص به ، بتسريب خبر عن إنسحابه من الدوري !! لكن ، ماذا لو إنسحب الأهلي بالفعل من الكرة المصرية إحتجاجاً على عودة المصري ؟؟
الإجابة .. كارثة على كل الأصعدة ، وبلا تهويل ، فجماهيرية الأهلي التي تقدر بعشرات الملايين ، وحجم وثقل الأهلي في المنظومة الكروية تجعل أمر عدم تواجده بمثابة موت حتمي للكرة المصرية ، فضلاً عن التسويق والقنوات الفضائية التي ستفلس حتماً .
فهل سيعوض أبوعلي الكرة المصرية والفضائيات عن هذه النكبة ؟؟
التي تسبب بها ، عندما نكث وعده ، ونكص على عقبيه في قراره ..
ثم لو إفترضنا جدلاً أن الدوري عاد والمصري شارك به وبدون الأهلي ..
هل يضمن أبوعلي عندها سلامة لاعبيه وجهازه في كل مرة يذهب فريقه لملاقاة أي نادي سواء قاهري أو في المحافظات ؟؟
خاصة في ظل الشتات الأمني الحالي ، فليس من الممكن أن يتم حشد القوات والعتاد الأمني لوزارة الداخلية في كل مباراة للمصري خارج بورسعيد !! حتى داخل بورسعيد ، لأن جماهير بورسعيد ستسعى للثأر هي الأخرى !!
فالأولتراس الأهلاوي متحفز بشدة ، ويشعر بأنها مسألة ثأر لإخوانهم وكرامة لناديهم !! وهم يملكون من القدرة المالية والتنظيم والأعداد الغفيرة ، التي لن يستطيع أن يجابهها الأمن المنهك والممزق ، والذي سينأى بنفسه عن أية صراعات مع فصيل مهم من الشعب !!
فهنيئاً لكامل أبوعلي .. عودة حمامات الدماء على الأراضي المصرية ، جراء قراره الأخير ، ومعروف وقتها ماذا سيفعل ؟ سيعيد نفس المسرحيات السابقة كممثل يظهر يومياً على خشبة المسرح يؤدي نفس الدور يومياً ، أو يذهب للمغرب أو سويسرا ينعم بالرفاهية تاركاً أهل بلده يتقاتلون !!
مستر كامل .. قبل أن تغضب أنت أو مناصروك ، برجاء فكر بإمعان في السيناريو الذي حكته عاليه ، ومن ردة فعل الغير ، ومن غضبة الملايين .
وإذا لم يكن هناك صدى لكلماتي ولم تخف على مصر وشعبها ومن تمزقها ، عليك أن تخاف على لاعبيك وجهازهم ، والجمهور – هذا إذا واتته الجرأة ليصاحب فرقته !! اللهم بلغت .. اللهم فأشهد ، والله المبتغى .