قبل ايام قليلة من رحيلة عن مصر بعد ان اعتذر مانويل جوزيه المدير الفنى للاهلى عن الاستمرار وباقى افراد الطاقم المعاون له على راسهم المدرب العام بيدرو الذى لعب دورا كبيرا بالجهاز الفنى خلال تولى مهمة تدريب الفريق .. خرج بيدرو عن صمته وتحدث بكل صراحة عن عرض الاهلى عليه لخلافة جوزيه
جاء ذلك خلال لقاء مطول اجرتة صحيفة الوطن مع بيدرو قال فيه :«شرف كبير لى أن أترشح لخلافة مانويل جوزيه فى تدريب الأهلى وهذا دليل على نجاحى مع الفريق ولكن الظروف الحالية التى أجبرتنا جميعا على الرحيل لم تمكنى من التفكير فى العرض الذى أعتبره وساما على صدرى، فلا يوجد دافع للاستمرار مع الفريق فى ظل توقف النشاط وعدم ظهور رؤية للمستقبل، وأشعر بالفخر لأننى رشحت لخلافة «جوزيه» وأعتقد أنها فرصة كبيرة والحياة نادرا ما تأتى بالفرص الكبيرة لكن الظروف تجبرنا جميعا على الرحيل رغم ما حققناه وما يمكن أن تحققه فى المستقبل، وأرى أن قرار رحيلنا الآن عن الأهلى قرار مناسب فى هذا التوقيت، وبعد تفكير جماعى من الجهاز المعاون وجدنا أن الاعتذار عن التجديد هو الأفضل.
وأنا لا أعرف ما هو اتجاهى المقبل لأننى لم أمتلك عروضا حتى الآن، وسأبحث عن عروض احترافية سواء كان من خلال مانويل جوزيه أو من خلال فرص أخرى لأننى على المستوى المهنى سأقرر أيها أفضل العروض بالنسبة لى، ولكن على المستوى الإنسانى سأكون سعيدا لو كررت تجربة «جوزيه»، ولكن مصلحتى فى العرض الأفضل سواء كان مع «جوزيه» أو بعيدا عنه».
وقال: «سمعت كثيرا عن الأهلى قبل أن أعمل فيه من خلال مانويل جوزيه، ولم أصدق ما قاله ولكن على أرض الواقع شعرت بحجم الأهلى الحقيقى، والوضع فى الأهلى مختلف فلاعبوه يعيشون حياة احترافية وحتى العمال وإدارة النادى محترفة، أيضاً ومن خلال وجودى لعام ونصف مع الأهلى أحسست بالفخر خلال وجودى فى هذه المنظومة وانتابنى شعور غريب قبل اتخاذ قرار الرحيل وكانت مشاعرى مضطربة جدا وأكررها: أنا ماشى حزين من الأهلى. أنا حزين لأننى سأفارق هؤلاء اللاعبين رغم أن الفترة التى قضيتها مع الفريق كانت مملوءة بالتحديات الكبيرة، وبعد أن تولينا المسئولية بأقل من شهر تفجرت الثورة المصرية وانقلبت الأمور وتمسكنا بالاستمرار مع الأهلى فى ظروف صعبة جدا خاصة ونحن أجانب حتى إن السفارة البرتغالية تحدثت معنا عن خطورة الموقف ولكننا فضلنا البقاء مع الأهلى. ولم تقتصر التحديات على الثورة بل كانت هناك مشاكل عديدة بعد إيقاف النشاط وعشنا مواقف لم نكن نتخيلها فى بورسعيد ومالى ومع ذلك تمسكنا بالوجود مع الفريق بعد تلك الحوادث لحبنا الشديد لجماهير الأهلى التى كانت تقوى من عزيمتنا فى كل مكان نسير فيه على أرض مصر».
وأضاف «بيدرو»: «سأفتقد اللاعبين كثيرا، وقمت بمراجعة جميع أرقام تليفوناتهم الخاصة لأننى سأتواصل معهم». ورفض المدرب العام السابق للأهلى الحديث عن فنيات اللاعبين بعد إعلان رحيله قائلا:«أتمنى أن أترك لهم ذكرى جيدة، وأنا تعلمت من الأهلى بعض سماته وهى التضحية من أجل الآخرين وروح الحب الجماعى، ويكفى أن فريق الأهلى مملوء بالنجوم ولكنك لا تشعر باختلاف بينهم فهم جميعا على خلق وسأفتقدهم جميعا».
وقال: «هناك لاعبون كان من الممكن أن يتألقوا فى عالم الاحتراف مثل محمد أبوتريكة ووائل جمعة وبركات ولكنهم فضلوا الاستمرار مع الفريق، واللاعب المصرى لا يمتلك الدفاع فى الاحتراف».
وأوضح «بيدرو» أن الأهلى يمتلك مواهب جديدة بعد انضمام وليد سليمان وعبدالله السعيد ولكن توقف النشاط لم يساعدهم فى التألق. ورفض «بيدرو» الاتهامات التى وجهت لجهازهم الفنى بعدم إعطاء الفرصة للشباب وقال: «نحن نساعد الشباب ونساندهم ودعمنا رامى ربيعة قبل إصابته فى المشاركة مع الفريق، وكان كل لاعب له صفات خاصة فمن الصعب أن يتحمل لاعب صاعد ضغوط فريق كبير مثل الأهلى»، وضرب مثالا بأندية برشلونة وبايرن ميونخ وتشيلسى، وقال إن هذه الأندية لا تحتوى على لاعبين صغار، وأكد أن تجربة الشباب فى الفرق الكبيرة لا تأتى بسهولة لأن فرق البطولات تحتاج للاعبين ذوى خبرات كبيرة وقدرات خاصة.
وأعلن أن اللاعب المصرى يحتاج لتغيير عاداته إذا أراد الاحتراف الأوروبى مؤكدا على قصر نظر اللاعب المصرى وعدم وجود الطموح الاحترافى بداخله، وأكد أن سلوك اللاعب المصرى هو السبب فى عدم نجاحه خارج مصر والسبب أن اللاعب المحلى لا يثقف نفسه ولا تساعده البيئة الرياضية على الاحتراف فلا يعقل أن يغير اللاعب المصرى عقليته أو فكره بعد 20 سنة ممارسة فكر معين مع الاختلاف مع اللاعب الأجنبى الذى يحترف مهنة كرة القدم من خلال منظومة احترافية كاملة من الصعب أن تحقق فى مصر الآن.
وفجر المدرب العام السابق للأهلى مفاجأة غير سارة بإعلانه صعوبة تأهل مصر لكأس العالم المقبل 2014 وقال بكل صراحة الطبيعى ألا يصل المنتخب المصرى إلى المونديال بسبب الظروف الحالية والموقف صعب للغاية فى ظل توقف المسابقة وعدم تأهيل اللاعبين والظروف السياسية التى تعيشها مصر فهى ظروف قاسية جدا.
وقال: «أتمنى أن تصل مصر لكأس العالم لكننى تعودت أن أتكلم بصراحة وأعلن الحقيقة وأرى أن وصول المنتخب لكأس العالم سيكون مفاجأة شخصية لى».
وأكد على احترامه الكامل للأمريكى بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب القومى مؤكدا أنه مدرب قدير جاء فى ظروف صعبة للغاية وأن مشكلة عدم التأهل لا تكمن فى «برادلى» ولكنها فى الظروف الصعبة، وأبدى إعجابه الشديد بمتابعة المدير الفنى للمنتخب للاعبين والسؤال عليهم من خلال أجهزة فرقهم وتكوينه معلومات دقيقة عن كل لاعب.
وأشاد «بيدرو» بحسن شحاتة ووصفه بأنه مدرب عالمى وقال: «أنا لا أعرفه جيدا ولكن نتائجه هى التى تتحدث عنه فهو صاحب البطولات القارية وله كاريزما كبيرة وبصماته كانت واضحة مع المنتخب القومى فهو أفضل المدربين المصريين».
واعترف «بيدرو» بخسارة الأهلى فى الاستغناء عن أحمد حسن الذى يلعب مباريات دولية ومحلية بمستوى ثابت، وأبدى إعجابه الشديد بحسنى عبدربه الذى وصفه بأنه أفضل اللاعبين خارج الأهلى، وقال عن محمد زيدان إنه لاعب محترف بمعنى الكلمة.
وأنهى حديثه قائلا: «أتحدث للمرة الأولى للصحافة المصرية لكننى أحب أن أؤكد أن مصر ستظل فى قلبى ولن أنسى جماهير مصر والأهلى».