الجيش هو حامينا حتي من أنفسنا، الجيش الذي وقف مع الثورة والشباب بكل إمكانياته وانتشر في شوارع القاهرة يحمي ويراعي الشباب الذي أسقط النظام. النظام الذي ظل 30 عاماً «يمتص» ويحطم أحلام الشباب وكلنا كنا ندور حول رأي الحاكم وما يقوله ولا نقاش ولا حوار. كنا نقول آمين خاضعين «كالنعاج» طوال هذه السنوات لم نتعلم الحوار والمناقشة لم تكن هناك ثقافة حوار، كان رأي واحد وشرطي لكل مواطن يراقب ويعاقب.. الآن وبعد 25 يناير الكل فتحت شهيته للحوار وعايز يعبر ويتكلم لدرجة «التوهان» نصارع ونحارب مطالبين بتحقيق الأحلام والآمال بسرعة وكأن مفتاح «علاء الدين بيد الجيش» مطالب فورية شباب متحمس يريد من يسمعه في كل لحظة.. يريد معرفة ما يدور خلف الأبواب وعلي المكاتب.. وهذا حقه، فهو مفجر الثورة.. ومقدم الشهداء والمصابين.. الكل يريد سرعة المحاكمات سرعة عقاب قتلة الشهداء القناصة لابسي طاقية الأخفي.. الشرطة لا تعرف من هم القناصة.. كنا منذ نزول الجيش لحماية الثورة ونسمع إيد واحدة.. والآن أشعر أنها أصبحت غير واحدة الشيطان يقف بينهما.. قد يكون هناك من يلعب في الساحة ويجده مسرحا للفرقة والوقيعة بين المجلس العسكري والشباب. الجيش المصري أتذكر عندما كنا نكتب شيئاً عنه يقولون خط أحمر.. فقد أجريت حواراً منذ أعوام مع اللواء فاروق حمدان قائد حرس الحدود.. بعد الحوار أخذ مني الورق وعرض علي المجموعة 26 وهي الجهة التي تصرح بالموافقة وتحسم الموضوع بختم النسر حتي ينشر.. وقد كان الموضوع عن دور حرس الحدود في حماية حدودنا ومنع تهريب المخدرات.. والجيش كان بعيداً عن تعامله مع الشعب.. والآن الكل يدير حوارا وأحاديث وفتح مكلمة طويلة في برامج التوك شو والكل يستظرف بما لديه من خفة دم ويحلل ويقول رأيه وكأنه عالم ببواطن الأمور، يا ضيوف القنوات الفضائية والبرامج «مهلاً» من تتناولونه هو جيشنا وليس «الفن» أو «الرياضة» أو حتي «الجريمة» يتكلم الجميع ويدلي بدلوه ، اسمع العجب ويرتفع الضغط، ستة شهور ونحن ندور ونذهب إلي الأسوأ، ما ذنب باقي الشعب، نري الشارع مهددا، جعلنا كل شئ مهان لا رقيب ولا حسيب حتي البلطجية دخلوا اللعبة وقالوا أنهم ثوار 25 يناير، لابد من وقفة ومراجعة النفس، نعم لشباب الثورة، نعم لمطالب الثوار نعم للاستقرار ولكن بالفعل والحوار وكيف ندير الحوار بعيداً عن العنف والتكسير والتخريب وزعزعة أمن المواطن ويعود الجيش والشعب يد واحدة. نترك الجيش بارك الله فيه وأعود إلي حياتنا اليومية، أول مرة أدخل قسم شرطة منذ قيام الثورة دخلت قسم مدينة نصر وبالتحديد مصلحة الجوازات، لفت نظري الاحترام والمقاعد النظيفة.. وموائد للاستعمال في كتابة البيانات المطلوبة، رجل مهذب مبتسم انه العقيد حسني يس الشرقاوي قائد المصلحة يتحرك دائماً بين المواطنين يزيل العقبات ويسهل التعامل، خمس دقائق كنت أنهيت المهمة، نعم تغيرت المعاملة، ابتسامة افتقدناها طوال سنوات من رجال الشرطة، شكر للعقيد حسني الشرقاوي رئيس مصلحة الجوازات بمدينة نصر ولكن لي سؤال لماذا لا يكون في كل قسم ماكينة تصوير للمستندات تيسيرا علي المواطنين بدلاً من خروج المواطن خارج القسم بحثاً عن ماكينة تصوير.. وقيمة التطوير تدخل في خزانة الوزارة؟! تركت القسم مبتسمة واتسعت الابتسامة عندما رفض عسكري المرور الذي ينظم حركة السيارات خارج القسم ما أردت أن أعطيه له..