خط "القاهرة-الفيوم" و"القاهرة-السويس"خارج الخدمة . الركاب يطالبون بتعديل المواعيد وزيادة عدد قطارات الخدمة وعودة الحركة للخطوط المتوقفة . آخر المواعيد القادمة ل"القاهرة" يدخل محطة الوصول الساعة الخامسة . آخر رحلة من "ايتاى البارود" تنتهى فى "المناشى" الساعة التاسعة والربع وركاب القاهرة يعبرون الرياح ب"المعدية" للوصول إلى سيارات الأجرة قطارات الضواحى, أو قطارات الدرجة المطورة, والتى تحمل هموم المواطنين من أبناء الطبقات الوسيطة والمهمشة, باعتبارها وسيلة الانتقال الأكثر شعبية لدى سكان الضواحى على أطراف المدن الكبرى فى مختلف محافظات الجمهورية, تلجأ إليها فئات المزارعين وتجار الخضروات والطيور ممن يرتادون الأسواق التى تعقد أسبوعيا فى عدد من القرى المجاورة فى أيام مختلفة من الأسبوع بحسب نوعية السوق سواء كان للخضروات والفاكهة أو الماشية وغيرها, كما أن قطارات الضواحى هى وسيلة الانتقال مفضلة لدى قطاع كبير من الموظفين الحكوميين فى المحليات بأغلب المحافظات, وكذلك المدرسين وطلاب المدارس والجامعات أو المعاهد الذين تبعد أماكن دراستهم عن محل الإقامة بما يزيد على نحو 50 كيلو متر. وبالرغم من تهالك تلك النوعية من القطارات, ونظرا لاعتياد تلك الفئات على اتخاذ قطارات الضواحى كوسيلة يرونها أكثر أمانا وأقل سعرا من المواصلات العادية, فإنهم يتوجهون لمحطات السكك الحديدة قبل مواعيد الإقلاع بوقت طويل ربما يزيد على الساعة, خاصة فى محطات بداية خطوط الضواحى التى يخدمها كل خط, بل إنهم أحيانا إذا فات موعد من مواعيد الإقلاع, بسبب تأخر القطار أو إلغاء الرحلة أو عدم لحاق الراكب به, فإنه ينتظر الموعد التالى, والذى لا يقل عن ساعة غى أغلب الأحوال. ويلاحظ من بين فئات الركاب, فئة تلجأ إلى القطار كوسيلة مواصلات نظرا لأنها لا تملك القيمة التى تقدرها وسائل المواصلات الخاصة, وأحيانا لاتملك قيمة تذكرة القطار, وبالتالى فهو وبدفاع كثير من الفئات الأخرى التى ترتاد نفس القطار, ممن التقيناهم خلال إجراء هذا التحقيق, له حق ركوب القطار دون مكالبته بسعر تذكرة الرحلة طالما لن يتوفر معه. للأسباب السابقة فإن القطار الواحد فى مطلع رحلته وخلال أغلب الرحلة التى غالبا ما تستغرق متوسط زمن يقدر بثلاث ساعات من بدايتها فى محطة الإقلاع الرئيسية حتى النهاية فى محطة الوصول, يحمل فى الرحلة الواحدة ما يفوق عدد المقاعد بثلاثة أضعافه, حتى أن أبواب العربات ذاتها لا تخلو من الركاب الذين يركبون ومعظم جسمهم خارج العربة, حتى أنه أثتاء إجرائنا للتحقيق, وعلى أحد الخطوط وهو خط "القاهرة-ايتاى البارود" المعروف ب"طريق المناشى", وعند دخول القطار لاحدى المحطات, ونظرا لوجود قطار للبضائع على نفس القضيب الذى كان من المفترض أنه سيدخل عليه المحطة, فوجئ الركاب بدخول القطار على سرعته إلى الخط الموازى على الجهة الأخرى من خلال "التحويلة", مما عرض حياة بعض الركاب للخطر, وهو ما سنعرض له فى حينه. تبين خلال إجراء التحقيق أن عددا من خطوط قطارات الضواحى بالرغم من كونها شريانا من شرايين حياة الفئات الفقيرة والمتوسطة فى الوجهين البحرى والقبلى, لأهميتها كوسيلة انتقال –رغم عيوبها- إلا أنها بالنسبة لهم أفضل من المواصلات الخاصة التى تستغلهم فى أيام المناسبات كما فى شهر رمضان المبارك, وفى الأعياد والمناسبات العامة, إلا أنه ومنذ توقف قطارات هيئة السكك الحديدية عن الخدمة فى أعقاب أحداث "ثورة 30 يونيو", وما زاد بعدها فى وتيرة العنف على يد الجماعات الإرهابية والمتطرفة, خاصة بعد فض اعتصامى أنصار الرئيس المخلوع "محمد مرسى" فى محيط "مسجد رابعة العدوية" و"ميدان النهضة" فى 14 أغسطس 2013, وانتشار العنف فى المحافظات على أثر ذلك, ثم عودة حركة القطارات جزئيا إلى أن وصلت للمعدلات التى هى عليها حاليا, إلا أن عددا مهما وحيويا من خطوط الضواحى لم تعمل حتى الآن, وهو ما كان سبب شكوى الركاب على تلك الخطوط, خاصة خط "القاهرة-الفيوم" وخط "القاهرة-السويس"؛ ومن المعروف أن هذه القطارات تخدم غالبية الأحياء والقرى الواقعة على أى من تلك الخطوط, وهو سبب تسميتها بقطارات الضواحى, بل إن بعض هذه القرى فى حالة عمل هذه الخطوط, يجعله فى أزمة حقيقية إذ تقع هذه القرى أحيانا بالقرب من الطرق السريعة, والتى تكون وسائل مواصلاتها قادمة من المدن بحمولتها الكاملة, مما يصعب على سكان القرى مهمة الركوب على هذه الطرق, خاصة وأن تفتقد لوجود مجمعات لمواقف سيارات الأجرة بداخلها, مما يضطرهم لاتخاذ وسائل مواصلات على نفقاتهم الخاصة. ومن خلال شريحة من المواطنين الذين يتخذون قطارات الضواحى وسيلة أساسية للتنقل بين المدن والمراكز الكبيرة بالمحافظات المختلفة والقرى التابعة لها, وعلى خط "القاهرة-ايتاى البارود"-(طريق المناشى), والذى يخدم محافظات "القاهرة", "الجيزة", "المنوفية", والبحيرة", يتبين حجم المعاناة التى يلاقيها الركاب كل يوم فى رحلة الذهاب والإياب بين أعمالهم ومحال إقاماتهم. استقلينا القطار رقم (689) والذى يقوم من محطة "القاهرة" فى السادسة إلا الثلث مساء, وكان القطار شديد الازدحام لدرجة تجعل الراكب فى الطرقات بين المقاعد ينحنى على رأس الجالس على المقعد بجانبه, وكان البعض قد أخذ حيطته, ويحمل معه كرسى صغير يقوم بنصب قوائمه فى بداية الرحلة وإطباقها عند الوصول, وفى ظل ذلك بدأت بعض المشادات الكلامية بين الركاب الذين توافدوا وقت الإقلاع وغيرهم من الواقفين على باب العربة من قبل, خاصة وأن بين هؤلاء وأولئك من يحمل حقائب سفر أو أجولة لمتعلقات عمل, والجميع يريد أن يجد لمتعلقاته مكانا على الأرفف الجانبية أعلى العربة والتى لوحظ غيابها أو تلفها فى بعض العربات, إلا أن آخرين تدخلوا وأنهوا الموقف. وبعد وصول القطار إلى محطة "إمبابة" احدى ضواحى محافظة "الجيزة", ومغادرته كانت قد نشأت أحاديث بين مجموعات من الركاب سواء من كان على المقاعد أو عند أبواب العربات, وفجأة عند دخول احدى المحطات, وهى محطة "الخطاطبة", ولوجود قكار للبضائع على الرصيف الذى كان من المفترض أن يكون على قطار الركاب الذى نقله, دخل السائق وعلى نفس سرعته على الرصيف المقابل, مما احدث حالة من عدم التوازن للقطار, أدت إلى اختلال توازن الركاب الواقفين على الأبواب انتظارا لمحطة وصولهم, مما كاد معه أن يسقط البعض تحت عجلات القطار, وفى حوارنا مع أحدهم أكد أنه لولا أن راكبا بجواره أمسك به فور اختلال توازنه لسقط خارج القطار. أما سبب الزحام بالقطار بما يزيد عن أوقات أو مواعيد أخرى فأرجعه البعض إلى أن آخر رحلة لقطار الضواحى على "طريق المناشى" هى التى يقوم بها القطار رقم (689) الذى يخرج من "القاهرة" الساعة 05.40 م, والذى واجهنا فيه هذه العقبات وما سنعرضه على لسان البعض فى السطور القادمة.أحد الركاب قال أن المواعيد الخمسة التى تسير من خلالها الهيئة قطارات الضواحى على "طريق المناشى" لا تتناسب مع ظروف الركاب الذين يقيمون بالضواحى التى يتخدمها تلك القطارات, مشيرا إلى أن "جرار استكشاف" تحركه الهيئة من "ايتاى البارود" صباحا دون أن يخدم الركاب, وهو ما يرى الراكب ضرورة أن يتم تشغيله باعتباره أحد المواعيد لزيادة عدد الرحلات مما يسهل عملية الانتقال صباحا على حد قوله. فى حين شكك آخر غى وجود أى مبرر لعودة كامل طاقة القطارات التى تخدم الضواحى, بعدما زالت الدواعى الأمنية التى كانت قد أعلنت الهيئة انها سبب توقف حركة القطارات على مستوى الجمهورية, ووصف الراكب موقف الهيئة فى عدم تشغيل الخطوط الموقوفة بأنه عدم اهتمام بالمواطنين الذين يسافرون على هذه الخطوط بدعوى أنها لا تأتى بعائد على الهيئة -على حد قوله- فلو كان السبب دواعى أمنية, فما سيحدث على خط من الخطوط يمكن أن يحدث على أى خط آخر. وأبدى الراكب استياءه من تسيير عدد من المواعيد على ذات الخط, تفصل بينها فترات زمنية قصيرة, وهى مواعيد القطارات أرقام (679, 681, 683) والتى تقوم على التوالى فى المواعيد المسائية (01.00- 01.55- 02.30), ثم تمر فترة نحو ثلاث ساعات بعدها حنى الساعة (05.40) مساء كآخر رحلة إقلاع من "القاهرة", بالإضافة إلى الفترة الصباحية التى يقلع فيها من "القاهرة" القطار رقم (669) والذى يقوم فى الساعة (07.05) صباحا ولا تقوم بعده قطارات حتى الساعة الواحدة ظهرا, ويكون آخر قطار متجه ل"القاهرة" قد وصل محطته النهائية" الساعة الخامسة مساء. وقد أيد عدد من الركاب هذه الشكوى وطالبوا بزيادة مواعيد الرحلات المسائية لتكون آخرها فى فصل الصيف عند الساعة الثانية غشرة منتصف الليل, والعاشرة مساء فى الشتاء. أحد الركاب والذى أبدى استياءه من توقف حركة القطارين اللذين كانا يصلا "القاهرة" فى الخامسة صباحا والذى يليه فى السادسة صباحا, مطالبا بعودتهما للعمل, مؤكدا أن لكونه عامل نظافة فى "عين شمس" ب"القاهرة" ليس بمقدوره أن يدفع فى المواصلات ما يزيد على سبعة جنيهات كل يوم. وأجمع عدد من الركاب على أن المواعيد المسائية خاصة ميعاد الثالثة إلا الربع الرابعة إلا الربع وهما من الدرجة السياحية وكانا يتحركا من "القاهرة", قد توقفا خلال الفترة الماضية. أحد الركاب فى رحلة العودة أبدى تضرره من رحلة آخر قطار للعودة على "طريق المناشى", والذى يبدأ من "ايتاى البارود" فى السابعة وخمس دقائق, والذى تنتهى رحلته ب"المناشى" فى التاسعة والربع مساء دون أن يصل ل"القاهرة, فى حين يستقله عدد كبير من سكان "القاهرة" من فئات مختلفة, مما يضطرهم للنزول فى محطة "الماشى", ولا يوازيها طريق للمواصلات العادية إلا على الناحية الأخرى من الرياح التوفيقى, حيث لا يوجد كوبرى للسيارات أو المشاة يستطيع الركاب الانتقال من خلاله إلى الجهة المقابلة, وعندها يضطرون إلى ركوب "معدية" للجسر المقابل, حيث تقف سيارات أجرة, رتب أصحابها وقوفهم بتلك المنطقة على أساس آخر موعد, بل وآخر محطة للقطار القادم فى اتجاه "القاهرة", ولا تقل الأجرة عن ثلاثة جنيهات تضاف إلى قيمة التذكرة التى كان قد سسد الركاب قيمتها فى القطار, والتى لا تقل قيمتها عن جنيه ونصف الجنيه. الراكب الذى بدت عليه لهجة محافظات الوجه القبلى, والذى كان من الواضح أنه بائع متجول, أبدى استياءه من أن يقف القطار عند "المناشى" ولا يستكمل الرحلة حتى "القاهرة", مشيرا إلى أنه كان يستقل أيضا القطار الذى يتجه من "القاهرة" إلى "الفيوم", إلا أنه متوقف منذ أحداث "ثورة 30 يونيو" ولم يعمل حتى الآن, وهو ما أكده "مكتب الاستعلامات" ب"هيئة السكك الحديدية", مؤكدا أن الركاب القاصدين محافظة "الفيوم" أصبحوا يتوجهون إلى "ميدان الرماية" ب"الجيزة" حيث سيارات الأجرة المتجهة إلى محافظتهم, مشيرا إلى أن أهم ما يشغله هو الوقت الذى يستغرقه بين المواصلات المتقطعة بدلا من أن كانت الرحلة فى القطار تتم على مرة واحدة حتى بلدة المقصد.