سمع عن الانفلات الامني وكما يقولون الشرطة في تراخ وغائبة والساحة مهيئة للعبث والسرقة ... هكذا أقنع "سمير" نفسه في ان يفلت من القبض ويفوز بصندوق المجوهرات والاموال ... خطط وحدد يوم تنفيذ الجريمة .. لم لا وهو متأكد ان الشرطة لن تعوقه او تخيفه ... وحدثت الجريمة في صباح يوم الجمعة وفي شقة فاخرة بالهرم حيث تقيم اسرة طبيب غير موجود لأنه يعمل في احدي الدول الخليجية .. الام مشغولة باعداد سندوتشات لطفليها.. في العادة تذهب الاسرة الي نادي المعادي بعد ان تمر الام علي والدتها في العاشرة والنصف كل صباح لتطمئن عليها، حيث تسكن في المعادي ... وتذهب الجدة معهم .. الطفلان سعيدان وهما يجهزان العابهما ..طرقات حادة علي الباب بالرغم من وجود جرس .. الابن الاكبر "محمد" عشر سنوات يفتح الباب .. شاب بملابس الشرطة يسأله "بابا فين...؟" ترك "محمد" الباب لينادي أمه .. يسألها الضابط عن زوجها ثم يظهر رجلان آخران احدهما بملابس النقاب ويضربها علي رأسها في نفس الوقت ينضم اليهم الرابع ويغلق الباب... الرجل المنتقب يتحدث بصوت خشن ولا تظهر سوي عينيه .. يسألها عن مكان النقود والمجوهرات وكاميرا الفيديو وبعض اشياء من التحف الغالية اندهشت الام التي اعتدي عليها بالضرب... دفعها امامه هي و الطفلان الي حجرة النوم ثم يوثق الجميع بالحبال... ووضع بلاستر علي افواههم... وتتم عملية السرقة ولا ينسي المنتقب ان يغازل الام ضاحكاً و يقول لها.." كيف يظل هذا الجمال وحدة بلا رجل ..؟ واذا كان زوجها تركها وحيدة ليجمع الاموال فهاهم يرنحونها منها و ينعمون بها..." أغلقوا الشقة بعد ان أغلقوا غرفة النوم واختفوا..ولكن نسوا ان ينزعوا فيشة التليفون .......شعرت الجدة بالقلق علي ابنتها وحفيديها ...اسرعت الي التليفون وطلبت ابنتها في الهرم .. سمعت رنين ولم تغلق السماعة... حجرة النوم مغلقة علي الاسرة الصغيرة الموثقة بالحبال ... لكنهم لا يستطيعون شيئاً.. الا ان "محمد" حاول الزحف حتي مكان التليفون وأسقط الجهاز علي الارض وبدأ يئن بصوت مرتفع .. الجدة شعرت بالخطر ... قطعت الطريق من المعادي الي الهرم هي وبعض الاقارب ..كسروا الباب وبحثوا بداخل الشقة حتي وجدوا الاسرة موثقة بداخل حجرة النوم ... قصه الجريمة أبلغ بها قسم الهرم واسرعت الاجهزة وعلي رأسهم اللواء كمال الدالي الذي توقف عند تفصيلية صغيرة .. لماذا كانوا منتقبين ..؟ و يكون الجواب انه لابد ان يكون احدهما معروف لهم وخصوصا انه يعرف عنهم تفاصيل ... صندوق المجوهرات والاموال والتحف والاجهزة سأل الام عن آخر من دخل البيت فأخبرته انه السباك "سمير" وانه قريب الشغاله التي تعمل لديها وتذكرت الام انها لحظة وجود الشغالة كانت تعرض صندوق المجوهرات علي صديقة لها وذكرت ان لديها مبلغا من المال مأتي الف جنيه تريد أيداعهما البنك .. التحريات أثبتت ان السباك علي علاقة حب بالشغالة ولا يستطيع شراء شقة .. حصل اللواء كمال الدالي علي أذن نيابة ... ثم داهم شقة السباك وبالبحث داخلها ظهر صندوق المجوهرات ملفوفا في ملاية سرير ومدفون في برميل .. وأعترف المتهم بأن الاموال وزعت علي شركاه . وهو حصل علي الاجهزة فهو عريس ... وقدر المجوهرات باكثر من خمسمائة الف جنيه كانت ثمن شقة في الشيخ زايد .. وسخر من نفسه قائلاً.." كنت متصورا ان الشرطة نائمة وغائبة كما كنت أسمع من وسائل الاعلام .. " ولكن لا زي الشرطة ولا النقاب نجح بهما "سمير" في الفوز بصندوق المجوهرات وتحقيق حلمه ... فقد وجد نفسه في قبضة الشرطة التي كثيراً منذ 25 يناير ونجاح الثورة وهو يسمع انها غائبة ... وهناك انفلات امني.. لأن الشرطه يقظة وتحمي المواطنين حتي لو كان اللص بالنقاب وزي الشرطة..