قبل ثلاثة أسابيع أثارت قضية «صاحبة الهامر الحمراء» الرأي العام، والتي رفضت الانصياع لأوامر ضابط المرور والامتثال له، وهددته حسب زعمه بالاتصال بوزير الداخلية وأعطته هاتفها المحمول ليرد علي الوزير حبيب العادلي، إلا أن الضابط رفض بإصرار وتمسك بحقه في تحرير عدة مخالفات لها، إضافة لتحريره محضراً لها بتهديدها له بدهسه بسيارتها. قضية صاحبة «الهامر الحمراء» والتي أثارتها «صوت الأمة» قبل ثلاثة أسابيع دفعتنا أيضاً للتنقيب في الملفات حول كيفية دخول «الهامر» إلي مصر، والذين يمتلكونها من رجال الأعمال والفنانين والأثرياء والوزراء. و«الهامر» هي تلك السيارة الأمريكية الشهيرة التي يتعدي ثمنها عدة ملايين من الجنيهات والمفارقة أن صحيفة «كوريير ديلاسيرا» الإيطالية فضحت المسئولين المصريين الذين يركبون «الهامر» وأشارت إلي أن نظراءهم في الاتحاد الأوروبي لا يملكون هذه النوعية من السيارات، وتندرت الصحيفة الإيطالية علي الأثرياء المصريين، لافتة إلي أن الشعب المصري المعروف بخفة ظله أطلق أسماء الحيوانات علي السيارات باهظة الثمن ومنها «الخنزيرة» و«التمساحة»، أما السيارة «الهامر» فقد استوردها المصريون بعد إعجابهم الشديد بأفراد قوات المارينز «الأمريكان» الذين كانوا يقودونها أثناء غزوهم للعراق. وتتميز «الهامر» بالقوة والصلابة ومنها موديلات مصفحة ويستخدم أفراد المارينز المصفح منها والذي يتميز بشدة التحصين، وقائمة الذين يملكون «الهامر» في مصر تضم رجل الأعمال نجيب ساويرس ومحمد منصور وزير النقل وسعد الصغير وعمدة وتامر حسني وأحمد فلوكس وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وعمرو دياب، والأخير كان أول من أدخل «الهامر» مصر ويطلق علي سيارته هامر H2، وهي أحدث الأنواع، أما المطرب عمدة فقد حصل علي سيارته من الأميرة «سماهر» مما دفع سعد الصغير ليشتري ذات الموديل الذي اشتراه عمدة، ومازالت معظم سيارات هؤلاء الفنانين تحمل لوحات جمركية ومنها سيارة أحمد فلوكس والذي اشتراها من ليبيا، ومعظم الذين يمتلكون «الهامر» في مصر يضطرون إلي السفر بها خارج مصر مرة كل ثلاثة أشهر، لتجديد مدة إقامتها حسب قوانين الجمارك والمرور. ويصل عدد السيارات الفارهة في مصر حسب الصحيفة الإيطالية إلي 700 سيارة،وقدرت قيمتهما بعدة مليارات من الجنيهات، مشيراً إلي أن 100 شخص فقط هم الذين يملكون هذه السيارات فيما يملك أحد رجال الأعمال المشهورين بتجارة السيارات «ماي باخ» وتقدر قيمتها بمليون دولار، وتحتوي السيارة علي صالون يشبه غرفة الاجتماعات، إضافة إلي مطبخ، وثلاجة، وينفصل من بداخلها تماماً عن العالم الخارجي. ويذكر أن أشهر حوادث «الهامر» في مصر كانت العام الماضي عندما اصطدمت سيدة سعودية بعدة أشخاص في ميدان طلعت حرب، ونظراً لقوة وصلابة السيارات الأمريكية لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم من بينهم طالب اذربيجاني وبعد تحقيقات سرية تم الكشف عن هوية السيدة واتضح أنها أميرة سعودية واستطاعت بقوة نفوذها وثروتها أن تدفع الدية إلي أهالي الضحايا وليغلق ملف القضية.