سحائب حزن مرير خيم علي قلوب كل الأحرار في وطننا العربي المهلهل والممزق بالصراعات .. المشهد الدامي في العراق فاق توقعات أكثر المتشائمين .. كأس مرارة تجرعناه ليس بفعل مجرمي داعش فقط بل كذلك بفعل الخونة والجبناء وأشباه القادة .. باليقين لم ينكسر العراق ، ولن ينكسر بمشيئة الله .. قد نكون خسرنا معركة واحدة مع داعش ، لكن لم نخسر الحرب كلها ولن نخسرها قطعاً . لمن لا يفهم ، العراق منذ فجر التاريخ يملك ميزة تكفل له التفوق ، يملك شعباً عصياً على الكسر .. يملك حضارة لم تقبل يوماً أن تكون على الهامش ، ويملك وطناً جميلاً ملوناً بكل ألوان المحبة والتآخي، ولن يقبل شعب العراق أن تتحول حرائره يوماً إلى سبايا تدور من دار لدار، ومن أرض لأرض .. نعم أعترف أني أنام هذه الأيام باكٍ على حال العراق.. أبكِ لدم كل الشهداء، أبكِ لشمات كلاب الطائفية والبعثية والمغيبين وهم يتراقصون كالقرود أمام شاشات فضائياتهم البترودولارية، غامزين لامزين، فرحين، شامتين بخسارة الجيش العربي الذي طالما وقف يذود عن عرض العروبة والإسلام على مر الزمان .. أمثال قنوات عرعور، والضاري.. وغيرها من قنوات العُهر المقيت .. نعم قد أشعر بالحزن يسربلني ، لكن لم أشعر بالخسارة رغم ضجيج طبول المغول الجدد التي يقرعونها كلما تقدمت قطعانهم المشوهة شبراً على ارض العراق الحر . يقيناً الذي لم يفارقني للحظة أن النشامى سينهضون من هذه الكبوة العارضة ، وأن القادة الحقيقيين سيقودون حتماً هذا الجيش الشجاع الذي لم يتسنى له خوض غمار معركة الكرامة نحو النصر .. وقد بدء الغيث ونهض فتيان العراق للتطوع .. واستفاق الجيش العراقي من كبوته ، ونازلوا كلاب داعش في تكريت فأذاقوا الداعشيين مرَّ العذاب .. وقطعاً الموصل والفلوجة في الطريق ، وكل مكان من ارض العراق الطاهرة وصل إليها أوغاد داعش.. وسيعيدون الموصليين الأحرار، والموصليات الحرائر ، وغيرهن من العراقيات العفيفات النازحات إلى بيوتهن الحرة الكريمة.. يقيني أن نصر الله قادم لا محال .. إنما هو صبر ساعة .. وما هي إلا أيام معدودة لتعلو رايات النصر العراقية على أكتاف الشجعان. في الموصل وتكريت والفلوجة.. ولن يبق في القلب بعد لوعة فراق الشهداء سوى مرارة أحدثها شماتة من كنا نظنهم بالأمس أحباب ، فحين يشمت بك الغريب فهذا أمرٌ غير مستغرب .. إنما شماتة ذو القربى لأهلنا بالعراق أشد قسوة .. ويبررون بأنهم شامتون بدولة المالكي ، أيتعامون عن أن العراق العظيم أكبر من أن يكون دولة لأحد ؟ لا المالكي ولا غيره .. العراق وجيشه الباسل ملكاً للعراقيين ونعم السند دوماً للعرب .. وصدق الشاعر طرفة بن العبد حين قال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً .. على المرء من وقع الحسام المهند .. وقاك الله يا ارض الرافدين شر الشامتين ، ممن كنا نظنهم يوماً عرباً أو مسلمين ..