عانت الحركة المسرحية في الفترة الماضية من ضعف واضح وتدهور شديد في جميع النواحي أدي إلي انصراف الجمهور وكبار النجوم بعيداً عن هذا الفن الشامل الذي يحوي بين جوانبه المتعددة ألواناً شتي من المهارات الفنية ، والقدرات المهنية والمواهب الأدبية لذا لم يخطئ من وصفه «أبو الفنون »و من قال «اعطني مسرحاً ، أعطك شعباً ناضجاً ومعاناة المسرح وصلت الي القطيعة الواضحة في ترجمة النصوص العالمية ، وبالتالي فقدنا التواصل مع العالم الخارجي ، وهو ما أدي الي تجمد ثقافة فنان المسرح عند حد معين، هذا بخلاف اختفاء المسرح الخاص والفرق المستقلة وضعف المضمون الذي يقدم علي مسارح الدولة . ولهذا اردنا من هذا التحقيق أن نبين وجهة نظر شباب المسرح وآمالهم في مستقبل « أبو الفنون» علي مختلف الأصعدة الفنية في التأليف والتمثيل والإخراج في البداية يقول الفنان شادي سرور « مدير فرقة شباب بالبيت الفني للمسرح » : إن ثورة 25 يناير أعادت لفئة شباب المسرح الأمل من جديد في العودة وبقوة في إظهار إبداعاتهم الفنية بعيداً عن الفئة التي سيطرت عليه طوال الفترة الماضية ، مشيرا الي أن المسرح مازال الأمل فيه كبيراً وأن كان قد تفاقم حاله سوءاً في الفترة الاخيرة بسبب قلة الجمهور وضعف محتوي ما يقدم ، وعارض سرور كل من أشار للتطورات التي شهدها مؤخراً وخاصة مسرح الشباب ، وطالب شادي شباب المسرح بأن يعملوا من أجل تقليل الفجوة بين العمل المسرحي والجمهور ، اعتماداً علي خطوات تنفيذية أهمها جودة العمل وإضافة عنصر الإبهار والمتعة . ويري مازن الغرباوي -ممثل شاب ومخرج بالبيت الفني للمسرح ويعرض له مسرحية هنكتب دستور جديد- أن المسرح سيعود بقوة ولكن إذا توافرت فيه عدة عناصر أهمها الإتقان والإخلاص في العمل وأن يؤدي كل شخص عمله بحب ، واختزال مدة العرض حيث لا تتجاوز الساعة والنصف لمواكبة الحياة السريعة التي نعيشها ومراجعة اسعار التذاكر بالنسبة للجمهور بحيث يكون سعرها في متناول الأسر البسيطة ، وإضافة عنصر الإبهار للعملية المسرحية من حيث الإضاءة والديكور الموسيقي، وهذه الأمور ستدفع بالجمهور الي المسرح مرة أخري . وتوقع اسامة نور الدين«كاتب ومؤلف مسرحي» أن تحدث نهضة ثقافية شاملة في المنهج الذي يسير عليه المسرح باعتباره من أهم المنابر التي تخاطب الناس بعد المدارس وأماكن العبادة الدينية ، ولابد أن يكون له تأثير في الفترة القادمة ، وأن تزدهر علي يديه الثقافة التي اختفت في ظل فساد النظام السابق ، ويضيف نور الدين :كان هناك قمع للمسرح والنظام السابق ممثلاً في مبارك الذي كان يدرك خطورة تواجد المسرح وتأثيره علي عقلية المشاهد ومن ثم قام بإفساده ، ولكن بدأ يختلف مؤخراً بعد الثورة .