شهدت منطقة الحسين بالقاهرة توافد المئات من محبي آل البيت الله ، وذلك في ذكري ميلاد الإمام الحسين رضي الله عنه حفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، حيث قامت الوفود بالاستعداد لهذه الليلة المباركة من التاسعة مساءً. بدأ الحفل في العاشرة والنصف مساء بقيام المنشد محمد ياسين التهامي أبن الشيخ ياسين التهامي فقرته الأولي لتستمر قرابة الساعتين بدون راحة ، وانسجم الجمهور مع المديح وكأنهم يسبحون في الفضاء لا يشغلهم سوي الابتهال للخالق عز وجل، والتسبيح باسمه لينهي فقرته في منتصف الليل. وبعد انتظار أقل من عشر دقائق، صعد علي المسرح الشيخ ياسين التهامي لتتعالي الصيحات وأستعد للحفل باحتساء كوب من الشاي ، ثم بدأ بإنشاد "الله حي" لتتعالي الآهات من الجمهور وكأن الملذات جميعاً اجتمعت في صوته ، وفي اصرار من الحضور بعدم الانصراف للاستمتاع بكل ثانية في هذه الأمسية الرائعة ، وقام بعض المريدين برفع صور الرئيس المنتخب حديثًا "السيسي". يذكر أن الإمام الحسين ولد في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين. وهو الّذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين ، وذلك أن معاوية بن أبي سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشا اعترضه في كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع راسه شمر بن ذي الجوشن ، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق ، فتظاهر يزيد بالحزن عليه، حتى إنه لم يقتص من قتلة الحسين ، بل أكرمهم وولاهم أُمور المسلمين. دفن جسده في كربلاء واختلف في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه ، كان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادية ، ويسمى بعاشوراء وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند جميع المسلمين ولا سيما الشيعة.