الفيلم مرصع بجثث الموتي وكأنه يضع علي تورتة الزفاف بدلاً من الشموع أشلاء ونعوش قتلاه!! لماذا ينتج "محمد رياض" للسينما؟ لأنه لديه شركة إنتاج.. هذه هي إجابته ولكن هل هذا يكفي؟.. المنتج ينتج لكي يحقق أرباحاً وعندما نصبح بصدد منتج وفنان فإنه من المؤكد لديه رسالة يريد توصيلها للجمهور.. فهل كان "رياض" يحمل هذه الرسالة بالتأكيد لم يلحظ أحد في فيلم "حفل زفاف" رسالة؟.. إلا مثلاً أنه ترديد للحكمة الشهيرة "من قتل يقتل ولو بعد حين".. لأن أغلب من قتل يقتل في هذا الفيلم المرصع بجثث الموتي وكأنه يضع علي تورتة الزفاف بدلاً من الشموع أشلاء ونعوش قتلاه!! إذن لا وجهة نظر ولا رسالة يريد "محمد رياض" توصيلها للجمهور ولا أرباح ينتظرها لأنه لا أحد شوهد وهو يقطع تذكرة للفيلم.. ولا يتبقي لنا في هذه الحالة إلا رغبة "محمد رياض" العارمة في التواجد علي الخريطة السينمائية وهي رغبة مشروعة بالطبع ولكنه لم يدرك كيف يلعبها صح.. "رياض" ليس نجماً للشباك هذه بالطبع حقيقة لا تحتاج إلي دليل.. حتي نجوميته في التليفزيون تأثرت كثيراً بالسلب في السنوات الأخيرة لكنه لا يزال محتفظاً بالتواجد داخل تلك الدائرة.. إنه لم يعد بطلاً بالمعني المباشر للكلمة.. في ظل كل ذلك كان ينبغي علي "رياض" أن يبحث عن نجوم لهم جاذبية ويتواجد بينهم.. أغلب الظن أن النجم صاحب الجاذبية حتي ولو كانت محدودة لن يوافق علي أن يقف مع "محمد رياض" ليصبح "رياض" بطلاً ولهذا بحث عن فنانين بلا طموح يقبلون ذلك.. نعم العمل الفني يعاني من ضعف السيناريو الذي يعلن عن نفسه في كل مشاهده وعدم تمكن المخرج "أحمد يسري" من خلق جو عام للفيلم ولا حتي قيادة ممثليه.. رغم كل ذلك فإنك في ظل نفس هذه الظروف لو استبدلت هؤلاء الممثلين بممثلين آخرين لديهم جاذبية ما للجمهور فإنه من المؤكد سوف يتغير كثيراً الحال.. علي الأقل سيشهد الفيلم إقبالاً ولو محدوداً من الجمهور!! علي ماذا كان يراهن "رياض"؟ لا أدري.. هل علي قانون الصدفة أن الجمهور ربما يذهب إلي شباك التذاكر وهو لا يدري ما هو الفيلم الذي سوف يشاهده؟!.. بالطبع هذا مستحيل.. الجمهور يذهب أولاً لاسم نجم الشباك ولا يوجد في أسماء أبطال الفيلم هذا الاسم!! السيناريو الذي ساهم في كتابته المخرج "أحمد يسري" و "حسام حليم" و "هيثم وحيد" قائم علي قانون درامي شهير وهو كرة الثلج التي تهبط من الجبل، حيث تبدأ صغيرة ثم تزداد حجماً ومع تلك الزيادة فإننا نري مزيداً من المشكلات تتضخم الجريمة الواحدة تتحول إلي خمس أو ست جثث.. القاتل يصبح سفاحاً.. مجموعة من الأصدقاء يذهبون في إجازة للبحر قبل زفاف صديقهم الذي أدي دوره المطرب "إيوان" وباقي الأصدقاء هم "إياد نصار" و "أحمد التهامي" و"مصطفي هريدي".. "هريدي" هو الممثل صاحب الأذنين الكبيرتين الذي يستعان به للإضحاك وحتي الآن لم يضحكني.. "أحمد التهامي" الشاب القوي البنية الذي يستعان به أيضاً لقوته الجسدية رأيناه مثلاً في "التجربة الدانمركية".. استخدام جيد لجسده!! "إيوان" المفروض أنه مطرب ورغم ذلك لا يغني إلا بعد أن تنتهي أحداث الفيلم نسمع صوته فقط علي تترات النهاية.. الشخصيتان الرئيسيتان هما "رياض" رجل الاستثمار الغني و"إيوان" العريس الذي ينتظر ليلة زفافه.. يبقي في الجعبة العناصر النسائية "هيدي كرم" التي تستعد للزواج من "إيوان" و"فيدرا" تؤدي دور زوجة "إياد" التي أطلقت علي نفسها في فيلم «أرض الخوف» لداود عبد السيد أول وأهم ظهور سينمائي لها اسم "فرح" وتخبطت بعد ذلك في أكثر من تجربة وهذه المرة تعود إلي اسمها الحقيقي "فيدرا" ويجب عليها أن تستقر علي اسم!! الممثلون قال عنهم المخرج في حوار له علي صفحات «الدستور» مع عبير عبدالوهاب إنهم ضعاف.. هؤلاء الضعاف لو أحسن توظيفهم درامياً فإنهم سوف يقدمون بالتأكيد أداء أفضل بكثير مما شاهدناه أمامنا.. القتل الخطأ كان هو عنوان الفيلم.. أول قتل لحسناء روسية اصطحبها "محمد رياض" علي المركب تحية لأصدقائه.. الثاني مع سبق الإصرار "عبد الله مشرف" صاحب المركب الذي تقتل عليه المرأة الروسية يقتله "محمد رياض" خوفاً من الفضيحة وتبدأ كرة الثلج في النمو.. الثالث "إياد نصار" حيث أن "أحمد التهامي" يقتله بالخطأ تحت الضغط العصبي.. جرائم "التهامي" كما نري وليدة الصدفة والحظ العاثر.. بينما "فيدرا" أو "فرح" يقتلها مع سبق الإصرار "محمد رياض" وفي هذه اللحظة تظهر له فكرة جهنمية أن يقتل أيضاً صديقه "التهامي" يستدرجه إلي مسكن "فيدرا" المقتولة ويقتله ويقول إنه سوف يبلغ الشرطة أن "التهامي" حاول قتل "فيدرا" وعلي الجمهور والشرطة تصديق ذلك.. حيلة غريبة جداً كيف اقتنعت الشرطة بذلك، حيث انه سوف يدعي أنه كان يحبها وقتل في البداية زوجها وأثناء دفاعها عن نفسها قتلا معاً.. إنها جريمة تستحق فيلماً قائماً بذاته لكن لا أحد من كتاب السيناريو فكر في الجمهور هل يصدق ذلك.. وذلك لأن "محمد رياض" كانت لديه جريمة أخري إنها جريمته هو ومقتله هو!! ألم أقل لكم "من قتل يقتل ولو بعد حين" حيث إننا نكتشف أن "هيدي كرم" كانت تحبه وعاش معها مرحلة زمنية ثم تركها لكنها لا تزال تريده وفي هذه اللحظة تنهال عليه بتمثال يقضي عليه!! ونري النعش في نهاية الأحداث ولا يتبقي من الشلة سوي "إيوان" و "مصطفي هريدي"!! بعيداً عن ضعف السيناريو لم أجد أمامي مخرجاً قادراً علي ضبط إيقاع ولا ضبط أداء ممثليه.. كما أن هؤلاء الممثلين رأيتهم جميعاً في أسوأ حالاتهم ولا يمكن أن تلمح لا جهداً في الموسيقي التي قدمها "جوان كنيدي" ولا «مونتاج» لأحمد حافظ أو تصوير "جلال التركي" لا شيء تستطيع العثور عليه في هذا الفيلم له علاقة بالسينما إلا فقط أن تسأل: ما الذي حصده "محمد رياض"؟! نعم أضاف إلي رصيده فيلم.. ربما يحمل رقم 5 في مشواره.. كما أنه لعب بطولة الفيلم وهكذا صار بطلاً لأول مرة علي الشاشة الفضية.. هل البطولة يصنعها الفنان أم الجمهور؟.. وهل النجومية صفة يطلقها الفنان علي نفسه أم يطلقها عليه الجمهور؟! نعم أخطأ "محمد رياض" ليس عندما قرر أن ينتج لنفسه ولكن عندما تصور أن هذه هي السينما وأن "حفل زفاف" سوف يصبح هو حفل عرسه للسينما!!