· أعيش حلمًا جميلا فقد عاصرت ثورات كثيرة لكنني لم أشاهد مثل هذه الثورة البيضاء التي جاءت لتعبر عن آمال طبقة عريضة من الشعوب · مصر قادرة علي رد أي عدوان خارجي يتربص بالوطن وأبناؤها قادرون علي تجاوز الأزمة صيحات عديدة تملأ الشارع المصري الآن لتؤكد أن الفوضي بمعناها الحقيقي لم تأت بعد وان مصر مازالت في منعطف خطير اما ان يتحد الجميع واما ان ينفرد العقد فلا من احد يستطيع لملمته مرة أخري. يحيي الفخراني واحد من هؤلاء الذين يخشون الفوضي التقته «صوت الأمة» لتتعرف منه علي قراءته للمشهد الحالي والقادم بمصر وذلك في الحوار التالي. كيف تقرأ المشهد الحالي؟ - كأني أعيش في حلم جميل فقد عاصرت العديد من الثورة علي مستوي العالم كله لكني لم اشاهد أو أعاصر مثل هذه الثورة البيضاء التي جاءت لتعبر عن آمال وطموحات الطبقة العريضة داخل المجتمع المصري وهم الشباب الذي أسقط نظاماً قائماً منذ 30 سنة وسرعان ما التف حوله جميع طبقات الشعب فحرروا فيهم الخوف والفزع من فكرة مواجهة النظام والتعبير عن ما في صدورهم بشكل صريح بعد أن تعدت المسألة لأن تصبح مسألة حياة أو موت في وجه النظام.. لا شك انه كان مشهداً عظيماً سيخلد ليس بمصر وحدها ولكن سيخلد في سيرة التاريخ العالمية فالعالم كله ينظر الآن لمصر بنظرة مختلفة تماماً عن السابق بفعل ما خلقه هؤلاء الشباب والثوار واعتقد ان مصر في كل يوم من الآن ستحصد العديد مكسباً بعد مكسب. لأي ثورة ضحايا وخسائر فكيف تنظر إلي ما يحدث داخل الشارع المصري الآن وخاصة احتجاجات المؤسسات والهيئات الحكومية من مطالب مشروعة ولكنها في ذات الوقت يستحيل تنفيذها علي أرض الواقع؟ - علي الجميع أن يرفع شعاراً واحداً الآن وهو العمل.. فقد كانت مشكلتنا في الماضي هي المواطنة واعتقد انها تحققت واصبحت أهم مكاسب هذه الثورة البيضاء اذا نحن الآن في مفترق طرق اما العمل واما انهيار هذه الثورة فعلي الجميع أن يعلي الآن مصلحة الوطن علي مصلحته الشخصية واعتقد ان ما يحدث الآن من مظاهرات تمثل خطراً علي اقتصادنا ما هي الا احساس بالذات وفي نفس الوقت طلبات مشروعة ولكن العمل مع الاستقرار خلال الفترة القادمة هما القادران الواحدان لتحقيق تلك الطلبات. البعض توقع حدوث فوضي خلال الفترة القادمة وانها ستكون أكثر حدة عن الماضية.. فهل أتت الفوضي أم انها لم تجئ بعد من وجهة نظرك؟ - اعتقد ان ال فوضي لم تجئ بعد وعلي الجميع ان يتكاتف حتي لا يقف هذا الموقف وأن لا ننسي ان احداث فوضي بمصر هي النظرية القائمة من أعداء هذا الوطن حتي تكون ذريعة لتقسيم مصر وهو حلم الحالمين للمتربصين بمصر وشعبها فمصر قادرة علي ردع أي عدو متربص بالوطن وابنائها قادرون علي تجاوز الأزمة بسرعة. البعض ذهب إلي الترشيح الرئاسي من الآن واختيار اشخاص بعينها.. فمن يكون مرشحك؟ - أنا معرفش وهذا الشئ سابق جداً لأوانه.. فوقتها علي الجميع ان يتقدم ببرنامجه الانتخابي ويجلس المواطن واضعاً قدماً علي قدم ليختار من المرشحين ما يناسب أو يوافق أحلامه وطموحاته هذه هي ثقافة الديمقراطية التي يجب ان يكتسبها الجميع وأنا اجزم بأن الجميع اكتسب بالفعل هذه الثقافة وسأضرب مثلاً.. رئيس وزراء انجلترا لم يكن الشعب البريطاني يعرفه اطلاقاً قبل التقدم للترشيح لكنه قدم برنامجاً محترماً فعرفه الشعب وتم اختياره علي هذا الاساس.. اذا البرنامج الانتخابي وحده هو المقياس اما من يختارون من الآن فأعتقد ان اختياره سيكون خطأ بدرجة كبيرة.. فعلي الجميع ان يتحرر من العاطفة التي تتحكم في عدد كبير من ابناء هذا الوطن.. فقد حان الوقت للتحرر الكامل.