النفاق أنواع..وأسوأ أنواع النفاق هو الذي يستتر خلف الدين والعقيدة..حتي يقدم المنافق نفسه للواقع الجديد..علي أنه رجل العقل والحكمة..بينما هو في الحقيقة أحد المنافقين القدامي الذين يرتدون حلة جديدة تليق بالمتغيرات التي حدثت..واعجب ما في الأمر هو ما صدر من ذلك الشيخ العجيب..الذي استضافه الكابتن "خالد الغندور" بدون مناسبة.. والذي تصر القنوات الفضائية المصرية علي استضافته أيضا وبدون مناسبة...فقد ترك ذلك الشيخ الفضائي الدنيا كلها والفساد كله وأخذ يتحدث ويفتي بأن الذي مات في المظاهرات ليس شهيدا..وكأنه يستكثر علي ضحايا الثورة حتي أن يدخلوا الجنة ثم يحاول في "فيهقة" عجيبة أن يلبس كلامه ثوب الدين فيقول إن الدين قد حصر الشهداء في أنواع منها من مات دون ماله أو من مات دون عرضه وأنا لا اعرف ما الذي يتعب هذا الرجل او يؤلمه في أن يدخل من قتل في المظاهرات في زمرة الشهداء..بل أنا أؤكد لسيادته أن من يقتل في المظاهرات هو سيد الشهداء...وسأشرح لك ذلك...فأولا ياسيدي أن هذا الذي يتظاهر لم يكن يدافع عن ماله فقط..بل كان يدافع عن مال الشعب كله..ذلك المال الذي نهبه الناهبون وسرقه السارقون واستولي عليه اللصوص خلال عشرات الأعوام..بينما كان العديد من المشايخ يتحدثون في نفاق للحكام ومجاملتهم وإثم من يخرج عليهم فاذاكان الذي يدافع عن ماله فقط فهو شهيد فكيف عن حكم الذي يدافع عن مال الأمة كلها وعن مالك أنت شخصيا..وثانيا يا سيدي..فإن هذا المتظاهر كان يدافع عن عرض الأمة أيضا..الذي انتهك علناً بحضور مشايخ السلطان..فلم ينطق واحد منهم بكلمة يندد فيها بهتك عرض الرجال والنساء في الأقسام والسجون أو ينعي بكلمة مئات القتلي من التعذيب..فهب الشباب يدافعون عن عرض الأمة وعرضكم فاذا كان الذي يموت دون عرضه فهو شهيد..فكيف الذي يموت دون عرض الأمة كلها.. وثالثا وهو الأهم..فإنه من علم الاسلام الثابت..أن سيد الشهداء حمزة ومعه رجل لقي إماماً جائراً فنهاه فقتله..وكلمة الحق عند السلطان الجائر..هي تلك الكلمة التي وقفت في حناجر شيوخ الفضائيات الذين استغلوا الدين للشهرة وقبض الثمن بالساعة بينما انطلقت من حناجر الشباب لتقتل صلف النظام السياسي وغروره و تجبره علي أن يعترف بجرائمه...وأقولها لك صراحة.."ياعم كفاية..وجعتم دماغنا"..فإذا كنت تريد أن تقنع الناس بأن سيادتكم في حالة حزن وأسي علي الملايين التي تضيع علي مصر الآن بسبب استمرار المظاهرات فأنا لا أعرف أين كان حزنك طوال ثلاثين عاما أو يزيد..بينما كانت تقوم العصابة بسرقة المليارات وتوزعها علي الأربعين حرامي..وأصارحكم القول..أن صلاحية هذا النوع من المشايخ قد انتهت..فقد فات وقتهم..ولا توجد صلاحية الآن إلا للشعب وللمشايخ من أصحاب كلمة الحق.ومع ذلك يا سيدي فقد حلت لك الثورة المئات من المشاكل التي كانت ستكلفنا مستقبل البلد وحياته..فيكفي أنها حلت مشكلة الطائفية التي صنعها النظام الفاسد..ويكفي أنها سترد بعض الأموال التي سرقت..وتحافظ لك علي المليارات التي تبقت..بعد أن كان النظام الفاسد ينوي بيع المرافق العامة وحديقة مستشفي العباسية وما تبقي من أملاك للدولة..ومع ذلك أتت إليك هذه الفوائد وأنت تجلس أمام الكاميرا ..وكل مايهمك هو أن تبحث في حكم من مات في المظاهرات..وأنا الآن أحب أن أعلمك أن من مات في المظاهرات ليس شهيداً فقط..بل هو سيد الشهداء. وبمناسبة من يرتدون زي المشايخ بينما يبحثون عن مصالحهم في الفضائيات..فيروي أن أحد المواطنين قد سأل واحداً منهم عن حكم السور الذي يبنيه أحدهم في أرض يملكها جاره..فأفتي الشيخ الفضائي قائلاً في حماس..:"الدين يقول..يتم هدمه فورا".. وهنا قال له المواطن: "ولكنك أنت من قام ببناء هذا السور علي أرضي"..فتنحنح الشيخ الفضائي..ثم قال بصوت خفيض"الدين يقول..المسامح كريم" وعجبي مختار نوح