· ممدوح حنا: البابا ازداد شعوره بالزعامة في عهد مبارك بعد اصطدامه مع السادات تذكر تعاليم الكنيسة القبطية بأن الاعتكاف أساسي في حياة الراهب والتي تعني أن يموت عن العالم وأضوائه وهذا ما التزم به 116 بابا تولوا قيادة الكنيسة الروحية إلا أن البابا شنودة هو الوحيد الذي نصب نفسه منذ توليه الكرسي الباباوي زعيماً سياسياً للكنيسة فهو الوحيد الذي ألبس الكنيسة ثوب السياسة الذي يتمزق أحياناً وأحياناً أخري يتضاعف ليعلن نفسه أنه أحد صناع المعادلة السياسية في مصر. ذكرت المصادر الكنسية أن اعتكاف البابا الأخير كان بسبب أحداث العمرانية وأن البابا ظل غاضباً ومعترضاً علي تعامل السلطات مع تظاهرات الأقباط في منطقة العمرانية.. ولم تكن المرة الأولي التي يعتكف فيها البابا فهو قد اعتكف عام 1976م حينما تقدم الشيخ صلاح أبوإسماعيل بمشروع قانون تطبيق الشريعة الإسلامية وخصوصاً حد الردة والذي كان سوف يهدد عرش البابا كما يعتقد هو وانتصر البابا في ذلك الحين وذهب القانون إلي مهب الريح.. ولكن أشد فترة شهدها البابا كانت أحداث حريق كنيسة الخانكة.. والتي تصادم فيها البابا بالسادات مباشرة واعتكف البابا كالعادة في مقره في وادي النطرون وبدأ يهيج الأقباط علي السادات ويخرج بيانات لوكالات الأنباء العالمية يؤكد فيها بأن الأقباط في مصر مضطهدون الأمر الذي جعل السادات يشتاط غضباً وخاصة عندما ذهب السادات لأمريكا وقابله أقباط المهجر بمظاهرات غاضبة.. وقرر السادات تحديد اقامته ولكن عندما مات السادات، أفرج عنه الرئيس مبارك ومنذ ذلك الحين ترك البابا الكنيسة ونزل إلي السياسة ليلعب في أروقتها. أكد الدكتور ممدوح حنا منصور طبيب نفسي بأن البابا حاول منذ أن تولي الكرسي الباباوي أن يكون زعيماً للأقباط بعد تعرضهم إلي مضايقات عديدة أثناء حكم السادات ومن هنا بدأت المأساة إذ أن المجال السياسي دائماً لا يسمح إلا بقطب واحد فقط ولا يحتمل قطبين متشابهين كما تقول قوانين الطبيعة.. وعاد البابا يحاول أن يكون الزعيم الوطني السياسي للأقلية القبطية في مصر مما تسبب في نفور الزعامة السياسية التي كان علي رأسها السادات والذي كان لا يقبل أن يشاركه أحد حتي لو أمام عدسات التصوير ومن هنا بدأ يتصاعد النفور وكانت خطوة التحدي الصريح العلني حادث حريق كنيسة «الخانكة» ومن هنا تصاعدت الأحداث وأعلن البابا اعتكافه والسادات أصدر أوامره بالحجر عليه في أحد الأديرة القبطية لعله يعرف حجمه الطبيعي كما وصفه آنذاك السادات إلا أن السادات غادر الدنيا.. وعندما تولي مبارك الحكم بدأ يتزايد احساس البابا شنودة بالزعامة وبدأ يدغدغ حواس الأقباط الذين يشعرون بالظلم أحياناً وبالاضطهاد أحياناً أخري وهنا «توحد» الأقباط بزعامة البابا شنودة وهي ظاهرة هروبية معروفة في الطب النفسي.. وبدأ الأقباط ينظرون إليه علي أنه الذي يحقق لهم الميلاد الثاني. وقال القمص أندراوس عزيز والذي يرفض سياسات البابا في كل القضايا سواء كانت دينية أو سياسية وأنه بصدد إعداد كتاب يحمل الإرهاب الكنسي يصف فيه حالة الإرهاب التي يمارسها البابا علي الجميع وأرجع السبب في ذلك إلي أن البابا يمارس أحادية فكرية ولا يقبل أي رأي آخر وأنا أري بأن اعتكافات البابا والتي يعلن عنها أمام الإعلام ليست تقرباً روحياً لأن الاعتكاف أساسي في حياة الراهب وحياته دائماً اعتكاف وموت عن العالم أما اعتكافه فهو سياسي مرفوض ولست أنا الذي أرفضه ولكن يسوع هذا الذي يرفضه لأنه قال «مملكتي ليست في هذا العالم» فمثلا اعتكافه في 2005 لكي ترجع وفاء قسطنطين وكذلك اعتكافه لكي تعود كاميليا شحاتة لأنهما زوجتا كاهنين، فالبابا هنا خرج عن السياق الروحي والعقيدي للدخول في ألاعيب السياسة ليحقق مساومة والخاسر فيها دائماً الشعب القبطي وفي هذا الأمر فإنني أري البابا يمارس قهرا سياسياً من ناحية وقهراً روحياً من ناحية أخري والأوجب من ذلك أن يعود إلي الكنيسة ويعيد بناءها العقيدي من جديد حتي يقوي الإنسان المسيحي عقائدياً فإن عهد البابا شنودة والذي شهد أكبر عدد من القساوسة والرهبان جعل الكنيسة تضعف فالحصول علي رخصة كاهن أسهل الآن من الحصول علي رخصة سيارة ورسم الكهنة يتم الآن ليس اعتماداً علي العقيدة فهمها ولكن علي الوساطة والرشوة. وأضاف بيشوي البسيط مؤرخ قبطي.. إن الاعتكاف شئ أساسي في حياة الراهب لأن الرهبانية موت عن العالم ولا تطلب من العالم شيئا وهذا ما درج عليه كل رهبان الكنيسة منذ نشأتها.. أما الاعتكاف وقت الأزمات فهو نوع من التحايل السياسي والظهور الذي يرفضه يسوع ذاته. وأشار مدحت بشاي كاتب قبطي.. إلي أن البابا أراد أن يظهر علي الساحة المصرية كزعيم سياسي وليس أباً روحياً للأقباط.