* " التنمية غائبة ..والمياه متوقفة ..والإهمال مستمر ومدن الحدود معزولة عن العريش" "سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد" أغنية عتيقة يتردد صداها كل عام بمناسبة عودة سيناء لمصر في الخامس والعشرين من ابريل عام 1982 ، دون أن يشعر أهالي سيناء بعودة مصر إلى سيناء بالتنمية والتعمير والرخاء ، كما كانوا ينتظرون لتعويضهم عن سنوات الاحتلال الطويلة ، إلا أن انتظارهم قد طال كثيرا وبقيت المعاناة في كل شيء هي قدرهم المحتوم. اليوم تحتفل سيناء بعيدها القومي ال32 ، وسط صمت لم يقطعه سوى أزيز الطائرات وهي تقصف فجر اليوم منطقة جنوب الشيخ زويد بعشرة صواريخ ، وسط فزع ورعب الأهالي من جراء دوي أصوات الانفجاريات التي هزت المنطقة والمناطق المجاورة على بعد نحو 30 كيلو متر. ولا شيء على الأرض أو في الشوارع يوحي بالأعياد ، ولا مشاهد للفرح على الوجوه التي لم يعد يزورها الفرح ، في ظل حرمان أصحابها من ابسط واقل الحقوق الإنسانية. تأتي الاحتفالات بعيد تحرير سيناء وهي محاصرة من جهة الغرب ، حيث أغلقت السلطات المصرية كوبري السلام فوق قناة السويس منذ 10 أشهر ، لتتكدس السيارات على ضفتي قناة السويس بالساعات وأحيانا بالأيام ،بانتظار العبور إلى سيناء ، فيما تشهد مناطق رفح والشيخ زويد انعزال تام ، عن العاصمة العريش ، ولم تصل لها احتفالات المحافظة بالعيد القومي بأي حال من الأحوال ، حيث لم تشهد مديني رفح والشيخ زويد أي مشروعات جديدة هذا العام على الإطلاق . " صوت الأمة " قامت بجولة ميدانية سالت خلالها أهالي سيناء عن آمالهم وآلامهم التي يشعرون بها اليوم في ظل احتفالات سيناء بعيدها القومي بعد مرور 32 عاما من عودتها للسيادة المصرية. الناشط السياسي محمود الاخرسي من سكان حي الجندي المجهول برفح قال :" لقد تجاهلتنا المحافظة في مناسبة احتفالاتها بالعيد القومي ولم نعرف بالاحتفالات سوى من التليفزيون ، لان رفح معزولة تماما عن العاصمة العريش ولا يقوم أي مسؤول تنفيذي بزيارتها منذ عام 2011 وحتى اليوم. وانتقد " الاخرسي" الاحتفالات التي تقيمها المحافظة في ظل تردي الأوضاع بمختلف أنحاء المحافظة وخاصة بمدن الحدود رفح والشيخ زويد قائلا :"انا ممكن احتفل بأعياد تحرير سيناء ، عندما أسافر من رفح للعريش ولا اضطر لان اسلك الطرق الالتفافية وبدل النص ساعة اقضي ساعتين في الطريق وممكن أتعرض لضرب نار من مدرعة ماشية بس لمجرد العسكري مزاجه يضرب أي حد ، أو عندما أريد أن استخرج شهادة ميلاد أو بطاقة وأسافر الإسماعيلية عشان الجيش والشرطة مش قادرين يحموا ماكينة استخراج البطاقات . وأضاف" الاخرسي "أي احتفالات بأعياد سيناء هذه وأهل سيناء لا يستطيعون أن يسيروا داخل شوارع مدنهم بحرية ، وان يمروا من خلال الكمائن دون أن يقول لهم الضابط أو العسكري ممنوع ولف من أي طريق ثاني ،وعندما أرى مدينتي على خارطة محافظة شمال سيناء ، وليست مدينة منسية تحولت إلى خرابه من كمية البيوت المتفجرة في كل مكان وأصبحت تسكنها الأشباح . وقال " الاخرسي " بألم : أنا ممكن احتفل بأعياد تحرير سيناء لما اشعر تاني أني مصري واني ابن البلد دي وان الجيش ده اللي بشوفه مني وأنا منه .والشبكات المصرية شغالة والكوبري مفتوح من الجانبين والإهانة للناس أتوقفت على الكماين والعيان يقدر يكسر حظر التجوال عشان يروح لدكتور أو مستشفى تنقذ حياته من الموت" ولا تزال مطالب أبناء وسط سيناء باقية حسبما أكد سليمان عيد من مدينة نخل بضرورة إنشاء محافظة جديدة بوسط سيناء واستكمال ترعة السلام وتوصيلها لمناطق الوسط وإقامة شبكة مواصلات لربط وسط سيناء بشمالها وجنوبها . ومن الشيخ زويد طالب احمد ارميلات بضرورة فتح ملفات المعتقلين والاحكام الغيابية ، مؤكدا على ان هناك حملات امنية تقوم باعتقالات عشوائية لعشرات الابرياء وما زالوا معتقلين بسجن العزولي بمعسكر الجلاء ، ومنهم شباب وكبار سن لا علاقة لهم باي احداث ولم يرتكبوا اي جريمة ، لابد من اطلاق سراحهم سعيا للاستقرار الامني والاجتماعي بشمال سيناء وفي العريش تتجدد المطالب عى لسان احمد الأسمر بتشييد خط سكك حديدية وإنشاء شبكة مواصلات وتشغيل مطار العريش لربط سيناء بالوطن الأم ، مشيرا إلى أن الإهمال والانفلات الأمني وراء تدهور الأوضاع في سيناء في الآونة الأخيرة ، ومؤكدا على أن تعمير سيناء ليس ترفاً بل ضرورة وطنية لحماية مصر من الخطر القادم من الشرق. ومن مدينة الشيخ زويد يؤكد سلام سلامة على نقص الخدمات الطبية والتعليمية، فالأطباء يرفضون المجيء إلي سيناء بالرغم أنهم يعملون نصف شهر فقط لكنهم يرفضون المجيء بسبب وعورة الطرق الالتفافية للوصول إلى المدنية ، مشيرا إلى أن مستشفى الشيخ زويد المركزي أصبح مستشفى ترانزيت يدخله المريض او المصاب لدقائق ، حتى يتم الانتهاء من كتابة ورقة تحويله لمستشفى العريش العام . وفي مدينة بئر العبد يشكو شبابها من التجاهل الحكومي لهم وخاصة المحافظ الحالي اللواء سيد حرحور ، حيث يؤكد منصور الرياضي أن المحافظ لا يهتم بمدينة بئر العبد ولم يزرها منذ توليه منصبه قبل 3 سنوات الى مرة واحده فقط ، قائلا "حرحور" محافظ العريش فقط وليس محافظا لشمال سيناء. وقال المزارع سليمان محمد سلامة من مركز بئر العبد ، أن أرضه لا تبعد عن مجرى ترعة السلام سوى 500 متر فقط ، إلا إنها جافة ولا توجد بها مياه بأمر وزير الزراعة ، مما يضطرنا لحفر الآبار المكلفة ماديا واستخراج المياه المالحة التي لا تصلح سوى لري زراعات الزيتون فقط ، مطالبا الحكومة باتخاذ قرار وطني بإطلاق المياه بترعة السلام لتخفيف معانات المزارعين الذين يزرعون أراضيهم بالجهود الذاتية وبمعزل عن الحكومة التي تعاقبهم بفصل المياه عن أراضيهم. وقال عماد سليمان من قرية الأحرار نطالب بتشغيل ترعة السلام حتى يتمكن الشباب من استصلاح الأراضي المحيطة وزراعتها بما يعود بفائدة علي أبناء سيناء ،لأن البطالة تضاعفت في محافظة سيناء لافتقارها للمشاريع التنموية سواء كانت تجارية أو زراعية أو صناعية . كما يطالب محمد شحته السماعنة من مدينة بئر العبد بضرورة إنشاء جامعة حكومية تحفز الشباب السيناوي علي الدراسة الجامعية وتحفز الشباب الآخرين علي الانتقال إلي سيناء من أجل الدراسة مما يساهم في تعمير وتنمية شبه الجزيرة السيناوية. فيما انتقد محمد صبري سرحان تصدير الرمل الزجاجي إلى اوروبا دون الاستفادة به بسيناء من خلال إقامة العديد من المصانع فى سيناء ،خاصة في ظل وجود خامات عديدة ومنها الرمل الزجاجي والزيتون الذي يعتبر من أفضل الأنواع العالمية، وكذلك الرخام بدلا من تصديره إلي الدول الأوروبية وإسرائيل ثم استيراده مصنعاً بضعف قيمته بالرغم أن المواد الخام مصرية. وتساءل المهندس عبد الحميد الاخرسي عن أسباب رفض الدولة لتقنين أوضاع بدو سيناء وتمليكهم الأراضي التي يقيمون عليها، وإذا كانت الدولة تخشي من بيع الأراضي للأجانب فيمكنها فرض شروط لمنع مثل هذه التجاوزات. كما تساءل عن كيفية تعمير سيناء وتنميتها في ظل عدم وجود خدمات أو مدارس أو مستشفيات. واتهم الفضائيات بالإساءة إلي البدو، وأكد أن الإعلام لا يزال يسيء إلي سيناء وأهاليها من رفح إلي القنطرة. وتحدث محمود برهوم من رفح عن انعدام المياه الصالحة للشرب بمدينة رفح، وطالب بالاهتمام بالمواطنين المقيمين برفح ، وعدم عقابهم بذنب غيرهم ، وشدد علي ضرورة توفير خطوط مياه حقيقية تحتوي علي المياه الصالحة للشرب.