ظهرت أول أمس أولي ضحايا "سلعوة الفيوم" التي ظهرت في العاشرة من مساء الثلاثاء الماضي, لتنهال حالات الاصابات حتي الثانية عشر من اليوم ذاته علي قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفي الفيوم لتصل الي 22 حالة مصابة بعقر الحيوان الغريب الذي اطلق عليه شعبيا اسم " السلعوه". ولم يتوقف الامر الي هذا العدد بل تزايد بمرور الساعات فقد استقبلت مستشفي الفيوم العام أمس "14" حالة اخري مصابة بنفس الاعراض, تلتها اليوم 6 حالات اضافية حتي الان. وعلي الجانب الاخر بدأت مديريات الصحة , البيطري, الامن في عمل كافة التدابير اللازمة للتصدي لهذا الحيوان الغير معروف والمجهول حتي الان. فقد صرح الدكتور مدحت شكري وكيل وزارة الصحة بالفيوم انه وصل الى مستشفى الفيوم العام عدد 42 مصابا من اماكن مختلفة بالمحافظة بعقر حيوان في اماكن متفرقة بالجسم وتم عمل الاجراءات اللازمة لهم من اعطائهم مصل ضد العقر والعلاج اللازم وقد تم التنسيق مع مديرية الطب البيطري وتم عمل لجنة مشتركة من مدير عام الطب البيطري ومدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة وقسم شرطة الفيوم واستمرت اللجنة في عملها حتى الثالثة صباحا للقضاء على الحيوانات الضالة ويتم متابعة المصابين بمعرفة مستشفى الفيوم العام. فيما صرح الدكتور مخلوف أحمد مدير عام مديرية الطب البيطرى بالفيوم أن المديرية شكلت دوريات عمل بالتنسيق مع أجهزة الأمن فور إبلاغنا بوجود حالات إصابات بين عشرات من الأهالي بقرى وأحياء مدينة الفيوم بسبب هجوم حيوان السلعوة. وأوضح مخلوف أن الدوريات انتشرت في القري والأماكن التي ظهرت فيها بلاغات هجوم السلعوة على الأهالي مثل قرية طبهار ,واحياء البحارى ,والصوفى, وشارع المدارس, والبارودية, والمدينة الصناعية, والجون, والفوا ل, وبعض القري مثل الزاوية , وطبهار ولكننا لم نعثر لها على اى اثر حتي الان. مضيفاً أن محافظة الفيوم من المحافظات التى تتوسط الظهير الصحراوي لمحافظات الجيزة وبنى سويف فأنها تتعرض لمثل هذه الحيوانات الغريبة التى تستغل فترة الزحام وعدم وجود طعام لها وتنزل الى المدينة لتهاجم الاطفال. وأوضح أنه حتي الان ليس لدية تعليمات باستخدام المواد شديدة السُمية لقتلها من خلال رش بعض الاماكن التي يحتمل اختباءها بها مثل المقابر لخطورة تلك المواد علي البشر. فيما صرح اللواء الشافعي حسن مساعد وزير الداخلية لامن الفيوم بأن هناك تنسيق مع مديريتي الصحة والبيطري من خلال تشكيل فرق أمنية تصاحب لجنة من الطب البيطري لحماية أعضاء اللجنة خلال عمليات البحث عن الحيوان المجهول , واوضح انه ليس لدينا تعليمات باطلاق النار علي الحيوان, وأنه ليس من دورنا البحث عن الحيوان. فيما اصدر الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم توجيهات مشددة لمديرية الطب البيطري ومديرية الصحة بالفيوم بالتعاون والتنسيق مع قوات الشرطة بضرورة وسرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة للقضاء علي الحيوانات المجهولة التي تسبب الإزعاج للمواطنين . وبناء علي تعليمات محافظ الفيوم تم تشكيل لجنة دائمة بمديرية الطب البيطري تضم مدير عام الطب البيطري ومدير الامراض المشتركة والاطقم المعاونة لهم . كما تم تشكيل غرفة طوارئ بالمديرية بالفيوم وجميع الادارات بمراكز المحافظة المختلفة للتعامل مع أي مستجدات . كما تم تشكيل لجنة مشتركة بين الطب البيطري والب الوقائي والشرطة والاطقم المعاونة لها للتعامل مع الحيوان المجهول وقد تم تمشيط مدينة الفيوم من الساعة الثانية عشر ليلا حتي الرابعة فجرا بمناطق البارودية والجون والصوفي والشيخة شفاء والكوبري العلوي والبحاري . واصدر محافظ الفيوم توجيهات لوكيل وزارة الصحة بالفيوم بمتابعة الحالات وتوفير الامصال والعلاج اللازم للحالات كما اصدر توجيهات لمدير الطب البيطري بالعمل علي قدم وساق للقضاء والتعامل مع الحيوانات المجهولة. ومن الجدير بالذكر أن مديريتي الصحة والطب البيطري قد قامت بتشكيل لجنة في 13/4/2014 الماضي للقضاء علي الحيوانات الضالة ,وقد اشترك في اللجنة كلا من الدكتور اسامة علي مخلوف مدير ادارة الصحة العامة والامراض المشتركة ببطري الفيوم, الدكتور أحمد شيرين مدير ادارة المستشفيات بصحة الفيوم , والدكتور ابراهيم عمر مدير ادارة مكافحة العدوي بالصحة, والدكتور عماد حسن مدير ادارة النفايات بصحة الفيوم, وقد اسفرت اللجنة عن قتل "520" حيوان ضال. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية قتل هذا العدد من الحيوانات في حين أنه لا توجد تعليمات باستخدام السُم بمديرية الطب البيطري وتعليمات موازية بمديرية أمن الفيوم بإطلاق النيران علي هذه الحيوانات وان دورها يقتصر علي تأمين حملات الطب البيطري.. في ظل تصاعد أرقام ضحايا الحيوان الغريب" السلعوه" تتقاعس الاجهزة التنفيذية عن التصدي لها وتتواكل علي الاخر ,متجاهلين الكارثة التي حلت بأبناء المحافظة. بدأ ظهورها في مصر في العصر الحديث منذ مطلع عام "1996" , كانت معرفة المصريون بكائن السلعوة لا تتعدى بعض أساطير الفراعنة عن مخلوق يهاجم كل من يحاول أن يقتحم حرمة المعابد والمقابر ويحميها وأنه يشبه الذئب والثعلب ويتمتع بصفاتهما وقصص الأهالي والجدات عن المخلوق الغامض لتخويف الأطفال المشاغبين. وكانت تعتبر خرافة أو أسطورة من الأساطير الكثيرة الموجودة في التاريخ المصري.