" أعتقد أن البرازيل يمكنها الإفلات من توابع الأزمة الاقتصادية العالمية إذا أصرت علي زيادة مساحتها العالمية في تصدير بضاعتها الرائجة والمطلوبة دوليا من لاعبي كرة القدم الشباب " فاكرين " بيليه " ؟ مين ممكن ينساه ؟ سحره ، حركاته ، لمساته ، أهدافه ، خبرته الكروية ، وإيمانه بالشباب ، الذي دفعه ليدلي بالتصريح السابق . شخص يؤمن بالجيل القادم ، يؤمن بالفرصة التي قدمت إليه كلاعب ناشئ في منتصف خمسينات القرن الماضي ، فحولته نجما يخلد تاريخ كرة القدم اسمه ، تلك الفرصة التي يمكن أن تمنح للاعبين آخرين ليكونوا حصيلة من نجوم الكرة تغزو العالم بخبرات ومهارات وأساليب لعب جديدة برعت البرازيل في تقديمها ، وحبس الأنفاس بأدائها . إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو- وهو الاسم الحقيقي لبيليه - أدرك هذا جيدا ، ورأي الحل في جيل قادم من الشباب الذي سيعود بدخل قومي علي البرازيل ، لم يفكر في طرح ابنه أو محاولة تسويقه في هذه الظروف ، رغم أن ابنه إيدينهو لاعب كرة قدم من الطراز الأول " ابن الوز " كما يقولون ولكنه خضع في الأيام الأخيرة للتحقيق معه بتهمة تعاطي الكوكايين ، وهي التهمة التي أحدثت أزمة بين الجوهرة السوداء وبين النجم البرازيلي الشاب روبينهو ، حيث قام الأسطورة البرازيلية بيليه بالإدلاء بتصريحات اتهم فيها النجمين رونالدو و روبينيو بتعاطي المخدرات، في حديث خاص لإحدي المحطات الفضائية البرازيلية. وقال بيليه في خلال حديثه لمحطة "خوفيم بان" الإذاعية البرازيلية: "من الظلم أنْ نتحدث عن تعاطي المخدرات في مجال كرة القدم وكأنها ظاهرة، في حين أنّ من يعاني ذلك لا يتخطي حالة أو اثنتين مثل رونالدو وروبينيو". وجاء هذا التصريح من الأسطورة بيليه في شهادته علي قضية ابنه ايدينهو المتهم بتعاطي الكوكايين، وهي التصريحات التي أثارت غضب الأخير بشدة دفعته للتهديد بمقاضاة النجم الأسمر و هدّد مهاجم منتخب البرازيل بملاحقة "الملك" بيليه قضائياً. ولكن وكالة رويترز نقلت أخبارا عن عودة المياه لمجاريها بين النجم الشاب والملك حيث بثت أخبارا مفادها أن الأسطورة بيليه ومهاجم المنتخب البرازيلي الحالي روبينيو أعلنا الأربعاء الماضي ان التصريحات التي نقلت عن بيليه حول تناول روبينيو المخدرات انطوت علي سوء فهم ، والغريب أن تثور الخلافات بين هذين الاثنين تحديدا رغم أن الخبراء شبهوا روبينهو ببيليه في صباه بسبب الشبه بينهما في التكوين الجسماني والمهارات . هذا الصراع ليس موضوعنا بالمناسبة ولكني آثرت أن أورده في هذا السياق لأدلل علي أن أسلوب التفكير يمكن أن يقود لحلول اقتصادية غير تقليدية ، فعلي رأي السيد بيليه ، لماذا لايصبح المحترفون المصريون موردا آخر من موارد الدخل القومي ، علي اعتبار أننا نصدق حجج النظام البالية عن ضعف الموارد والزيادة السكانية ؟ في الزمالك مثلا أنقذت الكفاءات الشابة النادي من شبح الهبوط . مجموعة من الناشئين قرر كاستال طرحهم في الملعب كحل أخير ولكنهم أثبتوا أنهم الأحق والأجدر بقيادة الفريق والحق أنني تنفست الصعداء - مع إني مش زملكاوي - عندما وجدت من هذا الجيل الصغير كل هذا الحماس وهذه المهارة وهذا الإصرار علي الفوز ، تنقصهم الخبرة " مش مهم " ، المهم الإصرار والروح القتالية العالية ، كل هذا في الوقت الذي أصبحت الأندية الكبري - وأقصد الأهلي والزمالك - أرض بور ، لاتنبت روحا جديدة ، الأهلي خلال 10 سنوات لم ينتج إلا ناشئا واحدا هو عماد متعب ، وفرط فيه برخص التراب . والزمالك الذي يدندن ويطنطن بأسطورة عمرو زكي نسي أو تناسي عمدا أن هذا اللاعب ليس من ناشئيه وإنما هو مستورد من المنصورة ، ولم يفكر في الاعتماد علي أبناء النادي إلا عندما أوشك السبع أن يأكله . القضية أيها السادة هي العدالة داخل الأندية ، نقول أن إندية المؤسسات تتقدم بقوة في الدوري وهذا حقها لأنها أدركت مالم يدركه الأهلي والزمالك ، الاستسهال واستيراد الاعبين ستجعل الفرق مثل الأهلي الآن مترهل كهل يوشك علي السقوط ، أيها السادة ياقادة الأندية تذكروا تاريخكم عندما كنتم تحلمون بفرصة وأفرجوا عن الشباب . " الذي يتابع التصريحات الوردية الجميلة التي يتبادلها الدكتور حسن مصطفي وهادي فهمي في اتحاد اليد ، يدرك جيدا أن وراء الأكمة ماوراءها ، والحق أنني لم أصدق ماردده الاثنن عن عودة المياه إلي مجاريها وانتهاء عصر الخلافات ، حتي وصلت إلي معلومات تؤكد أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالزنب والأسافين والمعارك الخلفية والضرب تحت الحزام ، وأن اتحاد اليد مقبل علي علي صراع أعنف من السابق ، علي العموم ، إن غدا لناظره قريب .