تعتمد على اختلاف وقائع كاذبة، وتلفيق اتهامات باطلة لهذا الشخص، من أجل تجريسه تجريسة المماليك البحرية، وحرامية الحمير زمان، أما محاولة كشف حقيقة هذا الشخص، فهى تخلع عنه عمامة التقوى، وطربوش الشرف والثورية، وتجعله عاريا ولا فراخ الجمعية، أمام الاتباع والموالى، وكل واحد وضميره. لكن للأسف الشديد اختلطت أوراق اللعبة، وأصبحت أى محاولة لكشف وقائع الفساد والخيانة - خاصة فى هذا الوطن الذى ظل طوال عمره يتلقى الصفع على قفاه حتى كف بصره، وجاله البرى برى - مجرد تشويه لسمعة الآخرين، وفقعها وش دوكو أسود منيل بدل ما نديها بنطة لحام وربنا حليم ستار، وفتح كرش الوطن أمام الذئاب الجائعة، فبعد ثورة 25 يناير العظيمة التى أطاحت فيما يشبه المعجزة، بالراجل بتاع ربنا خد منى كل حاجة.. وادانى الصحة، تصدرت بعض الوجوه المشهد السياسى رافعة شعار.. «أنا الثورة.. والثورة أنا» وبقية رفاق الميدان مجرد كومبارس باليومية، جايبينهم من قهوة بعرة، وبعد العذاب والضنا.. ركبوا المرسيدس والست مرجانة.. طول يومها نشوانة، وإذا حاول مواطن غلبان يركب حمار فقرة وذلة، أن يتساءل مجرد تساؤل من باب العشم عن الطريق إلى تلك المغارة المخيفة، سارعوا جميعا صارخين مهللين.. ملك الملوك إذا وهب.. لا تسألن عن السبب وسارع الانطاع بالهتاف وهم ينطون فى كرشك.. هؤلاء يمتلكون 25 يناير حصريا، وأصحاب التوكيل الرسمى الوحيد، وحاملى مفاتيح صناديق نذور الثورة، ويا بخت من كان عليه ندر ووفاه. ثم اختفت هذه الوجوه تماما - ربما لأن الثورة ما عدتش تأكل عيش بعد أن خطفها مشايخ الشماريخ - ولم يشاركوا حتى ولو من باب الواجب فى ثورة 30 يونيو جايز كانوا مشغولين بثورة تانية فى بنجلاديش، فجأة.. عادت تلك الوجوه مرة أخرى.. البعض قد انضم علانية إلى الإخوان الإرهابيين والبعض - سواء عن جهل أو عن عمد - يريد أن تظل الحالة الثورية إلى الأبد.. ويسقط النظام، وتسقط الدولة فى ستين داهية، المهم الثورة تفضل مستمرة، وتفضل ماسورة الدولارات شغالة، بل.. وبدأوا يهددون الدولة نفسها لأنهم يدركون تماما أن الحاج الببلاوى مثل الراجل بتاع محمد صبحى اللى كل شوية يقولك ما تقدرش، مع أنك لو رزعته قلم على خلقته ها ينزل زرع بصل، ولأن الراجل الغلبان الحاج الببلاوى بتاع ربنا، فقد أخذ يسترضيهم على طريقة يا ثورى يا خويا سماح.. وسيبك من اللى عدى وراح. وعندما بدأت فضائح تلك الوجوه تطل برأسها طلة البقرة الجربانة، تعالت بعض الأصوات للأسف تدافع عنهم وتعتبر ما يحدث تشويه لثورة 25 يناير وكأن الثورة مختومة باسمهم، وكأنه من المفروض أن نضع البلغة القديمة فى حلقنا، ونتنيل ننكتم ونطرمخ على وقائع الفساد والخيانة عشان خاطر الثورة، وكأنهم امتلكوا حصانة أبدية مقدسة، يعنى فرضا.. لو أحد ثوار 25 يناير ارتكب جريمة فلابد من إقامة حفل غسيل قومى لسمعة هذا الثائر حتى لا يتم تشويه الثورة، تقولش بقوا فوق القانون وفوق الدولة.. وعلى رأى نجم الله يرحمه.. على الثورى النورى الكلمنجى.. هلاب الدين الشفطنجى.. قاعد فى الصف الأكلانجى.. شوكلاتة وكراملة. نشر بعدد 685 بتاريخ 27/1/2014