· لم يسبق لصاحبة القصة أن دخلت قسم شرطة إلا مرة واحدة لاستخراج بطاقة الرقم القومي.. وأثبت القضاء المصري الشريف براءتها من التهم الملفقة بالأمس قضت محكمة جنايات شمال الزقازيق بحبس الرائد محمد صدقي من مركزشرطة كوم امبو بأسوان سنة لإدانته بإصابة مواطن بعاهة مستديمة في أذنه، بعد وصلة تعذيب داخل قسم الشرطة لإجباره علي الاعتراف بارتكاب سرقة، عندما كان يعمل بقسم شرطة البساتين. مدخل منطقي لبداية القصة التي تقرأون سطورها علي صفحات "صوت الأمة". تبدأ القصة علي إثر قيام مشاجرة بين بطلة هذه القصة وضحيتها عزة رمضان حسين سليمان مع سيدة داخل مول كارفور المعادي. لم يسبق لصاحبة القصة أن دخلت قسم شرطة إلا مرة واحدة لاستخراج بطاقة الرقم القومي..فهي واحدة من بنات الطبقة الوسطي المحافظة والمكافحة.. تخرجت في جامعة القاهرة..وحصلت علي ليسانس الآداب بتقدير جيد..ثم مضت بدافع الطموح العلمي والبحث عن الستر في حصانة التعليم والشهادة الرفيعة في استكمال الدراسة العليا بتفوق،ونجحت في الحصول علي دبلوم الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة حلوان أيضا بتقدير جيد..في لحظات الصدمة من خلاف مفتعل مع سيدة مجهولة، والتفكير في اسم عائلتها وأشقائها الأربعة الذين يحملون جميعا لقب "مهندس" حين يتم إبلاغهم بأن شقيقتهم الصغيرة تم اقتيادها عنوة إلي قسم شرطة،راحت تطمئن نفسها بأضعف الإيمان..معاملة حسنة تقديرا لمكانتها وتعليمها وثقافتها فضلا عن التزامها الديني الواضح في حجابها المتشدد،علي أمل في إنهاء عاجل لموقف سخيف لم تعد تذكر كيف بدأ ولا كيف ينتهي. فقد وجه لها رئيس المباحث تهمة سرقة شنطة السيدة التي تشاجرت معها في غفلة منها، وأعد محضرا سريعا سجل فيه شهادة ضابط" الذي ادعي ضبط "عزة " متلبسة بسرقة الشنطة..وحانت لحظة إتمام الإجراءات وسط ذهول الضحية..فراح يطلب منها التوقيع علي محضر الضبط المزيف..وللحظة أخري تنبهت لما يحدث وحاولت استجماع قوتها وتذكر أنها مواطنة مصرية تقف امام ضابط يفترض به حمايتها أو علي الأقل تنفيذ القانون..وأخذت تشحذ قوتها وشجاعتها في هذا الموقف الرهيب لتنطق بكلمة أخري وحيدة" لأ..أنا بريئة ودا محضر زور". كان قرار النيابة بعد مثول "عزة" للتحقيق بتهمة السرقة بموجب المحضر الأول..الحبس 4 أيام علي ذمة التحقيق. ومن طرائف التلفيق الواضح الذي تعرضت له الفتاة المسكينة ضحية هذه القصة ،ماورد في محضر آخر والذي جاء به أنه "بمناقشة المتهمة اعترفت بسرقة صيدلية هيثم وصلاح فرع كارفور المعادي وانه بإرشادها تقابل مع مدير الصيدلية ويدعي محمد محمود جاد الذي أيد اعترافات المتهمة وأبدي استعداده للمثول أمام النيابة "وأثبت في محضر التحقيق المؤرخ في 29 أغسطس العبارة التالية"حيث قمنا بعرض المضبوطات وهي عبارة عن عشر عبوات من الشامبو مختلفة الأنواع وعلبة كريم علي المجني عليه فقرر انها خاصة به وأنها ذاتها المسروقة من الصيدلية وأبدي المجني عليه استعداده للمثول امام النيابة للشهادة"..لكن الطريف ان المجني عليه لم يوقع علي أقواله المزعومة في المحضر. المفاجأة أنه عند قيام النيابة بالتحقيق في الواقعة بتاريخ 30 أغسطس أثبتت صراحة كذب وتلفيق الاتهام أصلا علي لسان المجني عليه ..حيث اقر مدير الصيدلية الذي نسب له "خاطر" الأقوال السابقة ، بأن المضبوطات لا تخصه وأنه لايعرف هذه السيدة"عزة" ولم يلتق بها من قبل..! وتأتي صحيفة الحالة الجنائية قد أثبتت الصحيفة رقم 34/1061/20100930 الصادرة بتاريخ 2 أكتوبر لتؤكد انه لا يوجد أحكام جنائية مسجلة ضد عزة رمضان وتثبت حسن سمعتها وسيرتها. كما أسقط القضاء النزيه ورقة التوت الأخيرة عن عورة التلفيق حين أصدر كلمته الفصل ببراءة "عزة".