لم يكن ضمن توقعاتي بلقاءات مدرجة في جدول مقابلات الرئيس مبارك خلال الأيام الماضية أن يكون ضمنها مقابلته للفنان طلعت زكريا الذي تعافي من مرض عولج منه في الخارج علي نفقة الدولة وباهتمام ورعاية خاصة من الرئيس!ولم يكن ضمن توقعاتي كذلك ترتيب الفنان فاروق حسني وزير الثقافة للقاءين تما بين الرئيس ووفد قيل إنه يمثل أجيال الفنانين ومثله مع وفد من المثقفين قيل انه مثل تواصلا بين أجيال المثقفين! فقد اعتدت دائما في مقابلات الرئيس أن تكون لها أولويات تبدأ بالأهم وتتدرج حسب الأهمية ما لم يكن هناك لقاء ضروري- داخلي أو خارجي- عن أزمات استحكمت أو خطر تداعيات أزمة تنذر بشرور للوطن أو إنقاذ محادثات مهمة من الانهيار!، أما لقاء طلعت زكريا بالرئيس ولقاء الرئيس بالفنانين والمثقفين فلم يرهما أحد من الأهمية من أي نوع! خاصة أنه في تلك الأيام الماضية والتي مازالت ظواهرها وأعراضها وعواقبها مستمرة حتي الآن! يولي الرئيس اهتمامه بها في لقاءات متواصلة مع كبار المسئولين في الحكومة والرئاسة مما أعطي الناس انطباعا أكيدا بأن جدول الرئيس مزدحم باللقاءات والمقابلات الضرورية حيث كثير من الأزمات يشتد والمواطنون عندهم ما يتوجعون منه في تطورات مفاجئة وجنونية تجلت في أزمة ارتفاع أسعار كل مواد غذاء الشعب من «حزمة البقدونس» وحتي كيلو اللحم وتحكي أزمة الأسعار حالة من الفجور الذي اصبحت تتسم به عناصر المتاجرة ي أقوات الناس! وكأن «دولة الصياد عادت لا تبالي بحكيم أو شجاع» كما قال الشاعر الراحل عبدالرحمن الشرقاوي! ثم لا محل لحديث بالطبع عن أزمة أرض «مدينتي» التي اربكت الحكومة وأثارت الهلع في دوائر المال والبورصة ثم الحلول التي أشار الرئيس بضرورة الاهتداء إليها حتي لا تصبح مصر كلها ضحية الأزمة ومازالت أعقاب الحل الذي تم الاهتداء إليه في أزمة «مدينتي» وما محل لقاءات «طلعت زكريا- وفد الفنانين- وفد المثقفين- بالرئيس من الاعراب في هذه الأيام التي لاتغادرها الغيوم والسحب السوداء خاصة وأن الناس وسط شواغلها وهمومها الحارقة قد تابعت ما نشر عن اللقاءات الثلاثية مع الرئيس فلم نجد فيها ما كان له وجه الاستعجال للقاء رئيس الدولة في زحمة شواغله الضاغطة اللهم إلا إذا كان هناك من لهم مآرب ومصالح من إتمام هذه اللقاءات التي كانت في ملابسات إتمامها غاية في النشاز!، بل تقدير موقف أو مقتضي حال للقول الحكيم المأثور ويل الشجي من الخلي!، فما هذا الذي باغت السينما والتمثيل والغناء فجأة حتي يمكن أن يكون لقاء الرئيس بأربابها هذا اللقاء الفجائي هل هو المطالبة بعودة ما يسمي بعيد الفن الذي كان بعض المستشارين قد استحدثوه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات! وهل إنشاء مبني لنقابة فنية مما يقتضي لقاء رئيس الدولة بأصحاب دعوة احياء هذا المحفل أو ذاك وهل عقد مؤتمر للمثقفين تحت عنوان «سنهلك» كان الأوفق معه أن ينعقد بترتيبات وزارة الثقافة فربما خرجت منه وعنه توصيات تجعل للقاء الرئيس بوفد من المثقفين الأمر العاجل! لقد غطت الأخبار الصحفية البارزة وقائع اللقاءات الثلاثة فلم يظهر الذين تابعوا ذلك بشئ يستوجب هذه الضرورة العاجلة للانعقاد! ولست مع الخبثاء الذين وجدوا في هذه اللقاءات بالذات رغبة عند أحد في التغطية علي بعض من أحداث سلبية جرت في مجال الثقافة!، فهذا ما ينبغي علينا جمعياً أن ننزه لقاءات الرئيس ومقابلاته عنه! لكنني مع ذلك أجد لزاما علي أن أسجل فقط ما رأيته وغيري في هذه اللقاءات!، في وقت يكفي أن أسجل عنه أنه قد راجت فيه بعض نذر الفتن داخل الوطن!