«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحية كاريوكا تقطع الحد الفاصل بين الفنان والإنسان!
نشر في صوت الأمة يوم 24 - 03 - 2014

* تزعمت اعتصام الفنانين والوحيدة التى أضربت عن الطعام عام 1988 ولم يوقف إضرابها سوى تدخل «مبارك»
* قادت المظاهرات من داخل الزنزانة ورفعت شعار ذهب «فاروق وجاء فواريق» تقصد الضباط الأحرار
* دور «شفاعات» فى «شباب امرأة» يبدو وكأنه ينادى عليها فلقد ذابت تماماً الحدود الفاصلة بين الدور والشخصية التى تؤديها
* تعلمت من بديعة مصابنى أن الإنسان يقاوم السقوط برغم أن بديعة كانت قد أنتجت فيلماً وسقط جاءوا للحجز عليها وكادت تنتحر لكنها صمدت ووقفت على قدميها
* بعد أن طلقها «حلاوة» أطلق «الشناوى» نكتة أن «فايز» تزوج «تحية» عظم ورماها لحم
* نفت لى ما تردد بأنها رفعت الحذاء فى وجه «ريتا هيوارت» المعروفة باتجاهاتها الصهيونية قالت لى هذا لم يحدث مجرد شائعات
* وافقت ببساطة أن تلعب دور أم «رشدى أباظة» فى فيلم الطريق رغم أنه كان قبلها ببضع سنوات زوجاً لها
عطاء «تحية كاريوكا» يتجاوز مجرد الإبداع الفنى إنه تواجد إنسانى فى أغلب المجالات السياسية والاجتماعية والوطنية.. قبل ثورة يوليو1952 كانت تقف فى مواجهة الاستعمار وعندما قامت الثورة كانت لها بعض الآراء فى الممارسة السياسية ودخلت السجن السياسى لمدة 101 يوم بتهمة الانضمام إلى تنظيم يسارى اسمه «حدتو» وهذه الكلمة اختصار لتعبير حركة ديمقراطية للتحرير الوطنى وداخل السجن لم تفقد المقاومة بل زادتها جدران السجن إصراراً وقادت المظاهرات من الزنزانة ورفعت شعار ذهب «فاروق وجاء فواريق» تقصد الضباط الأحرار!!
وبعد الإفراج عنها شاركت فى كل المناسبات الوطنية فلم تفقد أبداً إيمانها بالثورة رغم كل هذه الانتقادات التى وجهتا إليها وهكذا وقفت فى أول الصف فى كل الملمات التى عاشها الوطن مثل أسبوع التسليح، حروب 56 و67 و73 وكانت تحية هى أول من يتطوع فى الهلال الأحمر وآخر من يغادر الموقع.. أثناء الحصار الإسرائيلى للفلسطينيين فى بيروت كانت «تحية» أيضاً هى أول من يذهب إلى هناك لمؤازرة المناضلين الفلسطينيين!! هذا التاريخ الوطنى الحافل لتحية كاريوكا لا ينافسه إلا تاريخها الفنى المرصع بعشرات من الأعمال الفنية العظيمة فلقد قدمت المسرح السياسى الذى حمل اسمها من خلال فرقتها المسرحية وكان الفنان «فايز حلاوة» يكتب ويخرج ويشارك أيضاً بالتمثيل فى هذه المسرحيات التى تلعب بطولتها «تحية».
وقدمت «تحية كاريوكا» للسينما 117 فيلماً روائياً بدأتها عام 1935 بفيلم «الدكتور فرحات» مع المخرج «توجومزراحي» وقدمت «تحية كاريوكا» فى هذا الفيلم تابلوهات راقصة.. تكررت أيضاً تلك التابلوهات فى أفلام «وراء الستار» لكمال سليم و«خلف الحبايب» لفؤاد الجزايرلى و«ليلى بنت الريف» لتوجومزراحي.. فلقد كانت أغلب هذه الأفلام لا تخلومن رقصة أوأكثر.. وكانوا يستعينون بتحية كاريوكا الراقصة باعتبار أنها النجمة الصاعدة فى هذا المجال!!
لكن «تحية كاريوكا» لا ترضى أبداً بالتكرار ولهذا سرعان ما تمردت على أن تظل تقدم نفس الصنف السينمائى وأنشأت شركة للإنتاج أطلقت عليها اسم «أفلام الشباب» مع كل من المخرج «حسين فوزي» والفنان «حسين صدقي» وأنتجوا معاً فيلم «أحب الغلط» عام 1942 وفى هذا العام قدمت «تحية كاريوكا» للسينما أربعة أفلام روائية الثلاثة الباقية هى «الستات فى خطر» للمخرج «إبراهيم عمارة» و«أخيراً تزوجت» للمخرج «جمال مدكور» و«أحلام الشباب» للمخرج «كمال سليم» ويتأكد أن هذه الفنانة تجيد التمثيل بقدر إجادتها للرقص، حيث لم تعد «تحية» تكتفى فقط بالرقص فى هذه الأفلام ولكنها تؤكد اسمها أيضاً فى دنيا الإبداع كممثلة!! ثم تأتى مرحلة فارقة وفيلم لا ينسى وهو «لعبة الست» وكان لى أكثر من لقاء مع «تحية كاريوكا» سجلت بعضها فى كتاب أصدرته عنها قبل نحو22عاما ً باسم «فنانة لا تعرف المكياج» سألتها عن دور «نجيب الريحاني» فى حياتها فأجابتنى قائلة:
قبل أن أصل إلى الأستاذ «نجيب الريحاني» أتذكر أستاذى «سليمان نجيب».. كان «سليمان نجيب» هو الأب الروحى والموجه لي.. كان يعلم أن الفنان لا يمكن أن يستغنى عن العلم ولهذا شجعنى على دراسة الإنجليزية والفرنسية وقال لى ينبغى أن أدرس الباليه وهذا ما فعلته بل إنه اتفق مع السيدة القديرة مدام «رطل» التى كانت وإلى مطلع الثمانينيات تتولى تدريب الأصوات الغنائية على فن الأداء.. ورغم أننى لم أكن غنيت ولم يكن أيضاً فى نيتى أن أغنى إلا أن «سليمان نجيب» ألحقنى عند مدام «رطل» وهو الذى رشحنى لمشاركة «نجيب الريحاني» بطولة «لعبة الست».. رفضت فى البداية خوفاً من الوقوف أمام هذا العملاق وقلت له إننى مشغولة بالتصوير فى فيلم آخر لحساب «توجومزراحي» وتصور «سليمان بك» تقصد سليمان نجيب أننى أعترض على العقد وتعاقدوا معى على 2500 جنيه وهو أعلى رقم بمقياس تلك الأيام عام 1946!!
تتذكر «تحية كاريوكا» أول مرة وقفت أمام «نجيب الريحاني» لم تنطق كلمة واحدة أمام الكاميرا وحتى يتم تخفيف الموقف داعب «نجيب» مخرج الفيلم «ولى الدين سامح» وقال له معلش احنا لسه ما خدناش على بعض أجل التصوير.. وبالفعل أرجأ «ولى الدين سامح» تصوير الفيلم وهكذا تقول «تحية كاريوكا» أخذ «نجيب الريحاني» يحدثنى فى كل شيء إلا فيلم «لعبة الست» كان حريصاً على أن ينسينى أننى سوف أقف أمام الكاميرا معه حتى أصبحنا صديقين وبعد يومين أكمل المخرج التصوير وأكثر من مرة يهنئنى «نجيب» بصوت عال وإذا حدث خطأ منى يعتذر هو مدعياً أن هذه هى غلطته!!
وتتذكر أيضاً «تحية كاريوكا» أن «نجيب الريحاني» رفض أن يحضر افتتاح الفيلم.. استشعر بأن الفيلم لن يحقق نجاحاً مع الجمهور وحضرت الافتتاح بمفردى وقابل الجمهور الفيلم أحسن استقبال وكان ولا يزال هوأنجح أفلام «نجيب الريحاني» ومن بعدها ظللنا أصدقاء.. وكانت صداقتى لنجيب الريحانى هى أكبر مكافأة لى وأكثر حتى من نجاح الفيلم!! قبل أن تغنى «تحية كاريوكا» فى هذا الفيلم كان العرف السائد هوأن النجمات لا يغنين فى الأفلام إلا عن طريق البلاى باك حيث تغنى مطربة أخرى وما عليهن إلا إيهام الناس بأن هذه أصواتهن ولكن المخرج «ولى الدين سامح» حرص على أن تغنى «تحية كاريوكا» بصوتها.. وجاء لها بملحن وصديق وهوالموسيقار «محمود الشريف».. كان «الشريف» فى مطلع حياته الفنية قد التقى مع «تحية» فى صالة «بديعة» وبينهما صداقة قديمة ورغم ذلك رفضت «تحية» أن تغنى فى البداية أمام الفرقة الموسيقية ووافقت على أن يصحبها «الشريف» بالعزف على العود على أن تظل الفرقة الموسيقية فى الخلفية وتم تسجيل أغنية «يا خارجة من باب الحمام» ولم تغن «تحية» بعدها حتى عندما طلب منها الموسيقار «محمد عبدالوهاب» غناء «قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى» رفضت وقالت له أغنى فقط من تلحين «محمود الشريف» وسجلت هذه الأغنية «سعاد مكاوي» بعد ذلك.. وتضحك «تحية» وتقول أصل أنا عشرية قوى الشريف وفريد الأطرش ومحمد فوزى كنا نرقص معاً عند «بديعة» دول عشرة عمر ما اقدرش أقول لأ لكن «عبد الوهاب» مش صاحبي!! يأتى فيلم «لعبة الست» عام 1946 بنجاحه الضخم ليؤكد صدق هذه الفتاة السمراء صاحبة الحضور والتوهج والتى تقف مع العمالقة «نجيب الريحاني» و«مارى منيب» و«عبد الفتاح القصري» و«بشارة واكيم» و«سليمان نجيب» والمشاهد التى تجمعها مع «نجيب الريحاني» فى لحظات تمردها هى من أهم المشاهد السينمائية التى تتضح فيها قدرات الممثل.. حيث أنها تقدم شخصية تتناقض فى مشاعرها الخارجية والداخلية فهى تحب «نجيب الريحاني» ولكن نداء الشهرة والفلوس يثير فى أعماقها هذه الحيرة التى برعت فى أدائها «تحية كاريوكا» وصدقها الناس ولا يزالوا برغم مرور أكثر من نصف قرن على هذا الفيلم فإنهم يستعيدون دائماً مشاهدة بل إن «محمد صبحي» قبل خمسة عشر عاما أعاد تقديم «لعبة الست» على خشبة المسرح!! شاركت «تحية كاريوكا» فى بطولة أفلام كبار مطربى الأربعينيات والبداية مع «فريد الأطرش» زميلها القديم فى صالة «بديعة مصابني» فيلم «أحلام الشباب.. للمخرج «كمال سليم» عام 1942 مع «محمد الكحلاوي» عام 1944 فى فيلم «طاقية الإخفاء» إخراج «نيازى مصطفى»، «ليلة الجمعة» عام 1945 مع المطرب «إبراهيم حمودة» إخراج «كمال سليم».. وتكررت التجربة مرة أخرى مع «إبراهيم حمودة» فى فيلم «الصبر طيب» فى نفس العام من إخراج «حسين فوزي» ومن إنتاج شركة «أفلام الشباب» التى تشارك فى رأسمالها «تحية كاريوكا».
وتعاود أيضاً التجربة مع «فريد الأطرش» فى فيلم «ما أقدرش» للمخرج «أحمد بدرخان» ومع «محمد أمين» «نجف» و«يحيا الفن» وأيضاً المطرب «محمد فوزي» فى فيلم «حب وجنون» إخراج «حلمى رفلة» وإنتاج «محمد فوزي» و«كارم محمود» «عينى بترف» عام 1950 وقبل ذلك بعام تشارك عبد العزيز محمود «منديل الحلو» والفيلمان لنفس المخرج «عباس كامل».. كانت هذه الأفلام الغنائية الراقصة تلقى صداً طيباً عند الجمهور.. بينما نجد أن «سامية جمال» على سبيل المثال تقدم أغلب أفلامها مع «فريد الأطرش» بينما «تحية كاريوكا» تشارك كل مطربى الأربعينيات تقريباً بطولة أفلامهم.
ذروة أعمال «تحية كاريوكا» هوفيلم «شباب امرأة» 1956 للمخرج «صلاح أبوسيف» والذى حصلت من خلال دورها فيه على جائزة الدولة.. إن هذا الدور يبدو وكأنه ينادى على «تحية كاريوكا» فلقد ذابت تماماً الحدود الفاصلة بين الدور والشخصية التى تؤديها.. «شفاعات» هو ذروة أدوار بنت البلد ليس فقط فى تاريخ «تحية كاريوكا» بل فى تاريخ السينما العربية.. إن هذه الشخصية التى أدتها «تحية كاريوكا» برغباتها المحمومة كان من الممكن أن تسقط فى الفجاجة والنمطية ولكن «تحية» تقدم هذا الدور بأستاذية وبعدها نكتشف أن أكثر من فنانة تحاول أداء هذه الشخصية ولكنهن يسقطن وهن يحاولن تقليد «تحية كاريوكا» لقد صار «شفاعات» هو ترمومتر أداء دور «بنت البلد»!! وقالت لى «تحية كاريوكا» عندما رشحها «صلاح أبوسيف» لبطولة فيلم «شباب امرأة» قال لها هو وكاتب القصة «أمين يوسف غراب» ليس لدينا أجر لا توجد ميزانية للممثلين فقط لدينا فيلم.. قرأت «تحية كاريوكا» القصة وقالت لهم أنا معكم بدون أجر واتصلت بشادية التى كانت تلعب أدوار البطولة المطلقة وقالت لها «تحية كاريوكا» الدور صغير ولا يوجد أجر.. قالت «شادية» أنا معكم وكان حماس «شادية» هوالدافع لإنتاج هذا الفيلم حيث أن الموزع يشترط موافقة «شادية» التى لعبت هذا الدور لمساندة «تحية».. هذا الفيلم تقول عنه تحية كاريوكا «شباب امرأة» و«أم العروسة» و«لعبة الست» وغيرها من الأفلام التى نجحت مع الناس كان السبب الرئيسى هوجلسات العمل التى نشارك فيها، لقد كان «عبد الوارث عسر» يلتقى معى أنا و«صلاح أبوسيف» و«السيد بدير» و«أمين يوسف غراب» ونتناقش فى كل التفاصيل ولهذا يتذكر الناس «شباب امرأة» حتى الآن وشاركنا بهذا الفيلم فى مهرجان «كان» السينمائى يومها ارتديت الجلباب البلدى مع نجوم العالم الذين حضروا للمهرجان.. ونفت لى «تحية» ما تردد وقتها بأنها رفعت الحذاء فى وجه «ريتا هيوارت» المعروفة باتجاهاتها الصهيونية قالت لى «تحية» هذا لم يحدث إنها مجرد إشاعات!!
ويتجدد لقاؤها عام 1957 مع «صلاح أبوسيف» فى «الفتوة» ثم يسند لها المخرج «حسن رضا» فيلم «المعلمة» وقبل ذلك بعام تلعب دور «سمارة» فى الفيلم السينمائى الذى أخرجه «حسن الصيفي» وهوعن المسلسل الإذاعى الشهير الذى لعبت بطولته «سميحة أيوب» وجميعها تنويعات لدور بنت البلد!!
تتعايش «تحية كاريوكا» مع الزمن ولا تناصبه العداء ولهذا يتواصل عطاؤها.. إنها تقدم دور امرأة ناضجة تتجاوز مرحلة الشباب فى فيلم «احنا التلامذة» للمخرج «عاطف سالم» عام 59 وهذا الفيلم مأخوذ عن وقائع حقيقية.. وتواصل مشوارها مع «عاطف سالم» أيضاً فى ذروة سينمائية أخرى لها وهوفيلم «أم العروسة» تأخذ عن هذا الدور جائزة الدولة للمرة الثانية.. إنها تقدم فى الفيلم دور أم لسميرة أحمد وفى العادة أن السينما عندنا تقدم الأم فى دور هامشى ولكن فى هذا الفيلم الذى أخرجه «عاطف سالم» عام 1963 نجد أمامنا دوراً متكاملاً فى بنائه وأم قوية الشخصية لها موقف وقد أعطت «تحية» الكثير لهذا الدور.. منحت «تحية» بأدائها صدقاً وخصوصية لدور الأم لم تشاهده السينما قبل «تحية كاريوكا».. قالت لى «تحية كاريوكا» إن «عماد حمدي» كان متردداً فى قبول دور «أبوالعروسة» بسبب أن «سميرة أحمد» تلعب دور ابنته وكان قبلها يلعب دور حبيبها فى «الخرساء» ولكنها قالت له ولكنك من الممكن أن تنجب «سميرة» وقدم «عماد» فى «أم العروسة» أروع أدواره!!
وتأتى السبعينيات زاخرة بالسينما السياسية وتشارك «تحية كاريوكا» فى «زائر الفجر» للمخرج «ممدوح شكري» و«الكرنك» للمخرج «على بدرخان».. أدوار قصيرة لكنها لا تتوقف عن العطاء ويأتى دورها المميز مع المخرج «صلاح أبوسيف» فى «السقا مات».. وتصالحت بأستاذية مع الزمن فى عام 73 ووافقت على أن تؤدى دور «نعيمة ألماظية» الراقصة التى فقدت لياقتها ولكنها لا تستسلم وفى الثمانينيات تقدم «تحية كاريوكا» فقط سبعة أفلام روائية أهمها «للحب قصة أخيرة» للمخرج «رأفت الميهي» و«آه يا بلد آه» للمخرج «حسين كمال» فى عام 1990 تلتقى مع «يوسف شاهين» مجدداً فى «إسكندرية كمان وكمان» وتستمر «تحية كاريوكا» فى العطاء والتواجد برغم أن المناخ السينمائى لم يحسن وقتها الاستفادة من طاقة هذه الفنانة العملاقة لكنها تظل بمثابة الجندى الحارس على صدق إيقاع الحياة السينمائية.. يسند لها «يسرى نصر الله» دوراً مهماً فى أول أفلامه الروائية «مرسيدس» عام 1993 وتتواجد من أجل لقمة العيش فى أفلام مثل «سوق النساء» و«يا تحب يا تقب»!!
المحطة الأولى فى مشوار «تحية كاريوكا» فى هذه المدينة الجميلة الهادئة الإسماعيلية تقول «تحية» واسمها الأصلى «بدوية محمد كريم» لكنها لم تكن تحب أن يناديها أحد بهذا الاسم إلى درجة أنها فى حوار مكتوب من خلال استمارة كتبها «محمد كريم» سألها عن اسمها الحقيقى قالت أيضاً «تحية».. قالت لى «تحية» الإسماعيلية بلدى ولدت بها وعشت فيها حتى 12 عاماً وقالت لى «تحية» أن الرئيس «أنور السادات» أثناء مرحلة كفاحه كان يختبئ عندهم فى المزرعة وأن الرئيس «السادات» هوالذى ذكرها بتلك الواقعة.. نزحت للقاهرة بعد ذلك بسبب مشكلات مع أخيها الكبير الذى عذبها وحلق شعر رأسها.. قصدت بيت السيدة «سعاد محاسن» وهى صديقة لأخ آخر لها ولكنها لم تجدها فى القاهرة وسافرت الإسكندرية حيث كانت مدام «سعاد محاسن» تغنى هناك وطلبت منها أن أشتغل معها فى المسرح كانت تمسك «حربه» وتقف على المسرح ولا تنطق بكلمة واحدة وكان يشارك فى هذه المسرحية الفنان «بشارة واكيم» وهوالذى اقترح على مدام «محاسن» أن تمسك بالحرية.. وارتضيت وتعايشت فى صباها المبكر مع عملها ككومبارس فى المسرح ولكن بعد أربعة أشهر سافرت السيدة «محاسن» إلى سوريا بعد أن زال سوء التفاهم مع زوجها ولكنها قبل أن تسافر لم تشأ أن تتركنى دون أن تعرفنى على أهم سيدة عرفتها فى حياتى «بديعة مصابني»!! تعلمت من بديعة مصابنى أن الإنسان يقاوم السقوط برغم أن بديعة كانت قد أنتجت فيلماً وسقط جاءوا للحجز عليها وكادت أن تنتحر لكنها صمدت ووقفت على قدميها بعد أن أنقذتها ووجدت أمامى السيدة «بديعة مصابني» تقف شامخة مرة أخرى ورفضت أن أقيم بالقاهرة بمفردى وأصرت على أن تأتى أمى لتقيم معي. «تحية كاريوكا» ظلت تمارس الحياة السياسية حتى سنواتها الأخيرة فلقد تزعمت اعتصام الفنانين وكانت هى الفنانة الوحيدة التى أضربت عن الطعام عام 1988 ولم يوقف إضرابها سوى تدخل الرئيس الأسبق «حسنى مبارك» الذى اتصل بها فى نقابة السينمائيين مقر اعتصام الفنانين وداعبها قائلاً عايزة يقولوا يا ست «تحية» إنك عشت تأكلين فى عهد فاروق وعبد الناصر والسادات وبعدين تموتى جوعانة فى عهد مبارك.. وانفض الاعتصام وتقابل الفنانون وعلى رأسهم «تحية» بعدها مع مبارك فى لقاء ودى داعب فيه كثيراً «تحية كاريوكا»!!
عرفت «تحية كاريوكا» منذ أن كنت طالباً بكلية الإعلام وأجريت معها وأنا فى السنة الأولى بالكلية حواراً نشرته على صفحات جريدة «صوت الجامعة» ومن بعدها صارت بيننا علاقة حميمة.. كنت فى تلك الأثناء أذهب إليها فى بيتها 16 شارع النيل بالجيزة بيت مترامى الأطراف.. به شرفة تتجاوز عشرة أمتار ومر زمن قصير لتسلب منها شقتها بعد أن طلقها «فايز حلاوة» أطلق «مأمون الشناوي» وقتها نكتة وهى أن «فايز» تزوج «تحية» عظم ورماها لحم، حيث كان وزنها قد ازداد كثيراً.. وأذهب إليها بعد ذلك فى شقة لا تتجاوز بضعة أمتار قليلة أمام سينما التحرير عمارة رقم 49 غرفة نوم وصالة فقط لا غير ولكن «تحية» لم تتغير ظلت تملأ هذا المكان الصغير حياة وكنت أشعر عندما أقابل «تحية» داخله وكأنه قصر ملكة وليس بيتاً لا تتجاوز مساحته فقط 100 متر.. كنت أجد فى الصالة صورة «رشدى أباظة» قالت لى إنه الرجل الوحيد الذى أحبته.. وقبل رحيلها وهى تفتح باب شقتها وجدت طفلة رضيعة فقررت أن تتبناها وأطلقت عليها اسم «هبة الله» أصرت على أن تكتب لها «فيفى عبده» وديعة فى البنك مقدارها 100 ألف جنيه وأوصتها أن تتبناها بعد رحيلها وهوما نفذته بالفعل «فيفى عبده» وفى العام الماضى سألت ابنة شقيقة تحية عن مصير هبة الله قالت لى أنها لا تزال فى رعاية فيفي!! لم تنقطع علاقتى وفى المستشفى الذى شهد أيامها الأخيرة ذهبت إليها قالت لى دائماً أحلم ب «نجيب الريحاني»، «سليمان نجيب»، «بشارة واكيم»، «حسين رياض»، «عبد الفتاح القصري»، «محمد فوزي»، «فريد الأطرش»، «مارى منيب»، «سامية جمال».. وعلمت من الفنانة «رجاء الجداوي» أنها أيضاً فى يقظتها كانت تعيش معهم وتردد أسماءهم وربما تغنى معهم أيضاً «يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة».. وبعد رحيلها فتحوا الدرج الخاص بها لم يجدوا فيه سوى صورة تجمعها مع «رشدى أباظة» ودبلة زواجها من «فايز حلاوة» أما المفاجأة فهى أن آخر زيارة فى حياتها قبل أن تدخل فى الغيبوبة كانت من فايزحلاوة واستمرت 15 دقيقة وخرج فايز من الغرفة وهويبكى وبعدها لم تلتق تحية سوى وجه رب كريم
نشر بعدد 683 بتاريخ 13/1/2014


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.