البيان الأول للبنا كان بعنوان «بيان للناس» وأصدره عقب اغتيال النقراشى باشا، وجاء نصه كالآتى: لقد كان هدف دعوتنا حين نشأت، العمل لخير الوطن وإعزاز الدين، ومقاومة دعوات الالحاد والإباحية، والخروج على أحكام الإسلام وفضائله، تلك الدعوات التى دوى بوقها وراجت سوقها فى تلك الأيام. وإذا كان ذلك كذلك، فما كانت الجريمة ولا الإرهاب ولا العنف من وسائلها، لأنها تأخذ عن الإسلام وتنهج نهجه وتلتزم حدوده. ووسيلة الإسلام فى الدعوة مسجلة فى كتاب الله؛ {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، والقرآن الكريم هو الكتاب الذى رفع من قدر الفكر وأعلى من قيمة العقل وجعله مناط التكليف، وفرض احترام الدليل والبرهان وحرم الاعتداء حتى فى القتال {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}، والإسلام الحنيف هو دين السلام الشامل، والطمأنينة الكاملة، والروحانية الصافية، والمثل الإنسانية الرفيعة، ومن واجب كل مسلم ينتسب إليه أن يكون مظهرا لهذه الحقيقة التى صورها النبى صلى الله عليه وسلم بقوله: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». ولما كانت طبيعة دعوة الإسلام تتنافى مع العنف، بل تنكره، وتمقت الجريمة مهما يكن نوعها، وتسخط على مرتكبيها، فنحن نبرأ إلى الله من الجرائم ومرتكبيها. ولما كانت بلادنا تجتاز الآن مرحلة من أدق مراحل حياتها مما يوجب أن يتوفر لها كامل الهدوء والطمأنينة والاستقرار، وكان جلالة الملك المعظم حفظه الله قد تفضل فوجه الحكومة القائمة، وفيها هذه الخلاصة من رجالات مصر هذه الوجهة الصالحة، وجهة العمل على جمع كلمة الأمة وضم صفوفها، وتوجيه جهودها وكفاياتها مجتمعة لاموزعة إلى ما فيه خيرها وإصلاح أمرها فى الداخل والخارج. وقد أخذت الحكومة من أول لحظة على تحقيق التوجيه الكريم فى إخلاص ودأب وصدق، وكل ذلك يفرض علينا أن نبذل كل جهد ونستنفد كل وسع فى أن نعين الحكومة فى مهمتها، ونوفر لها كل وقت ومجهود للقيام بواجبها، والنهوض بعبئها الثقيل، ولا يتسنى لها ذلك بحق، إلا إذا وثقت تماماً من استتباب الأمن واستقرار النظام، وهو واجب كل مواطن فى الظروف العادية فكيف بهذه الظروف الدقيقة الحاسمة التى لايستفيد فيها من بلبلة الخواطر وتصادم القوى، وتشعب الجهود إلا خصوم الوطن وأعداء نهضته. لهذا أناشد إخوانى - لله وللمصلحة العامة - أن يكون كل منهم عوناً على تحقيق هذا المعنى وأن ينصرفوا إلى أعمالهم، ويبتعدوا عن كل عمل يتعارض مع استقرار الأمن وشمول الطمأنينة حتى يؤدوا بذلك حق الله وحق الوطن عنهم، والله أسأل أن يحفظ جلالة الملك المعظم ويكلأه بعين رعايته ويسدد خطى البلاد حكومة وشعباً فى عهده الموفق إلى ما فيه الخير والفلاح، آمين). وبعدها بأيام وعقب محاولة أعضاء بالتنظيم السرى للجماعة تفجير مبنى محكمة استئناف القاهرة، أصدر حسن بياناً آخر بعنوان «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين». وإنى لأعلن إننى منذ اليوم سأعتبر أى حادث من هذه الحوادث يقع من أى فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان موجهاً إلى شخصى، ولا يسعنى إزاءه إلا أن أقدم نفسى للقصاص، وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدى من جنسيتى المصرية، التى لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون، وسيكشف التحقيق ولا شك عن الأصيل والدخيل، ولله عاقبة الأمور». نشر بعدد 682 بتاريخ 6/1/2014