* لم يكن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى عقد حتى ساعة متأخرة من مساء الاثنين الماضى لمناقشة تأمين الاستفتاء فقط، بل لحسم قرار ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة. المصادر اكدت أن الاجتماع بدأ بحديث الفريق السيسى، حول الانتخابات الرئاسية، والذى أكد فيه انه وحتى وقت قريب لم يكن ينوى خوض الانتخابات الرئاسية. وقال السيسى -حسب مصادرنا- انه بمرور الوقت صارت الضغوط الشعبية عليه اكثر إلحاحا من ذى قبل، وصار الواقع الحالى فى ظل الحرب التى تواجهها القوات المسلحة داخليا وخارجيا، تدفعه الى عرض الامر على المجلس الاعلى لحسم القرار بنزول الانتخابات من عدمه. واكد السيسى أنه قام بأداة صلاة الاستخارة، ثم عزم عرض الامر على المجلس، بعد ارتياحه لفكرة الترشح. المصادر اضافت أن حديث السيسى بدا مقبولا لجميع القادة الموجودين، وكان أول رد فعل، لحديث السيسى، كان للفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية بقوله إن الشارع هو من يريد ذلك ولاتملك القوات المسلحة الا الاستجابة لمطالب الشعب. وهو ما أكد عليه الفريق صدقى صبحى رئيس الاركان، الذى اضاف ان رئاسة مصر هى تصريف من الله تعالى لعباده، ويجب التأكيد على وضع ضوابط عملية بحيث لا تنتقد المؤسسة العسكرية، بل يتم ذلك فى أسلوب ديمقراطى. فى حين علق الفريق عبد المنعم التراس قائد الدفاع الجوى، بقوله ان الحديث النبوى يذكر ان «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، وفى لحظات التاريخ الانسانى تظل الهبة الالهية للشخص المراد اختياره محل اهتمام، فاذا ارتضى الشعب ذلك فلا يملك الشخص سوى الانصياع للارادة الشعبية. الاجتماع شهد نقاشا استمر لساعات طويلة، توصل فيه الجميع إلى التأكيد على ان قرار الفريق السيسى لم يكن نابعا منه ولايعبر عن طمع فى سلطة هو زاهد فيها، بل هو انصياع لإرادة الله والشعب الذى يحب قواته المسلحة وقادتهم. كما أكدت المصادر ان القادة حسموا امرهم فى اختيار الفريق صدقى صبحى ليخلف الفريق السيسى فى وزارة الدفاع، عقب استقالة الفريق السيسي، استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية. كان المتحدث العسكرى للقوات المسلحة ، قد نشر بيانا على صفحته الرسمية، اكد فيه ان اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة لمناقشة اجراءات تأمين الاستفتاء، وهو ما بدا غريبا نظرا لعدم الاعتياد على اذاعة أخبار مثل تلك الاجتماعات. فى حين زادت بعض الصفحات الداعمة للفريق عنان رئيس الأركان السابق من حدة هجومها على الفريق أول السيسى، مثل صفحة «ضباط من أجل مصر»، وهى الصفحة التى يظهر لمن يتابعها انها تتبع احد الضباط التابعين للفريق سامى عنان ، والذى أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. يذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحالى يتكون من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، والفريق صدقى صبحى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء أسامة الجندى، قائد القوات البحرية، واللواء يونس المصرى، قائد القوات الجوية، واللواء عبدالمنعم التراس، قائد الدفاع الجوى، واللواء محسن الشاذلى، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، واللواء أركان حرب أحمد إبراهيم، قائد قوات حرس الحدود، واللواء أركان حرب أسامة رشدى عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى، واللواء أركان حرب محمد عرفات، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، واللواء أركان حرب أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى، واللواء أركان حرب توحيد توفيق، قائد المنطقة المركزية العسكرية، واللواء سعيد عباس قائد المنطقة الشمالية، واللواء أحمد أبو الدهب، مدير إدارة التنظيم والادارة، واللواء محسن عبد النبى نائب مدير ادارة الشئون المعنوية.