قال رئيس الحكومة الانتقالية المنبثقة من الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد طعمة، الخميس، أنه "لا يزال يؤمن بحل تفاوضي" لإحلال السلام في سوريا على الرغم من الفشل الاخير لمفاوضات جنيف. وأضاف طعمة في برلين ردا على أسئلة بشأن آماله بعد الطريق المسدود في جنيف: "ما زلت أؤمن رغم كل شيء بحل تفاوضي، وآمل أن يمارس المجتمع الدولي مستقبلا المزيد من الضغوط على النظام السوري". واعتبر الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في برلين أيضا أن مؤتمر "جنيف لم يفشل حتى الآن"، وذلك أثناء نقاش نظمه النواب الذين يمثلون أنصار البيئة مع وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر. وقال: "في الوقت الراهن نحن نراوح مكاننا، لكن ينبغي أن لا نستسلم بعد"، مضيفا أنه لا يوجد "أي بديل" عن الجهود الدبلوماسية لحل النزاع. وافتتح مؤتمر جنيف-2 في 22 يناير في سويسرا وتواصلت المداولات بين دمشق والمعارضة حتى 15 فبراير الجاري، لكنها لم تفض إلى أي نتيجة. ويتوجه الإبراهيمي إلى نيويورك من 10 إلى 16 مارس المقبل لعرض نتائج مهمته أمام مجلس الأمن الدولي، كما أعلنت الأممالمتحدة الخميس. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي إن الابراهيمي يزور نيويورك في ذلك التاريخ "لاطلاع المجلس" على مفاوضات جنيف. وتحدث دبلوماسيون غربيون عن موعد 14 مارس، وأكدوا أن الإبراهيمي يمكن أيضا أن يتحدث في هذه المناسبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جانب آخر، أكد نسيركي أن البعثة المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تدرس جدولا زمنيا جديدا لتدمير الترسانة الكيماوية السورية، لأن هذه العملية تأخرت كثيرا. وأضاف أن منسقة هذه المهمة سيغريد كاغ: "قالت لنا إنهم يدرسون مشروع هذا الجدول الزمني وإنها ستبلغنا بتفاصيل إضافية في الأيام المقبلة". وبحسب دبلوماسيين فإن سيغريد كاغ ستطلع مجلس الأمن على المهمة في 5 مارس. وأمهل مجلس الأمن الدولي النظام السوري حتى 30 يونيو لكي يدمر كل أسلحته الكيماوية. وفي الموضوع ذاته، حثت وزارة الدفاع الأميركية سوريا على التحرك بشكل أسرع للوفاء بوعدها بتسليم أسلحتها الكيماوية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكولونيل ستيف وارن إنه حتى الآن تم شحن دفعة واحدة فقط من المواد الكيماوية السورية الأكثر سمية وهو غاز الخردل، خارج البلاد. وتأخرت الحكومة السورية عن الوفاء بموعدين نهائيين على الأقل في الشهرين الماضيين لإزالة المواد الكيماوية. وتنتظر سفينة شحن أميركية محملة بمعدات إبطال مفعول المواد الكيماوية في أوروبا لتدمير الأجزاء الأكثر خطورة من المخزونات. وعلى الصعيد الإنساني، تمت تسوية أوضاع 50 مدنيا أوقفوا لدى خروجهم من مدينة حمص القديمة، فيما لا يزال وضع نحو 91 شخصا "قيد الدراسة"، حسب ما أفاد الخميس محافظ حمص طلال البرازي. وكان هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح إعمارهم بين 15 و55 عاما، من بين 1400 مدني تم إجلاؤهم منذ السابع من فبراير من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأممالمتحدة.