· فيلمي مش هو اللي هيخلي الناس أكثر تشاؤماً في ظل الغليان الاجتماعي.. والفساد أبرز أسباب الهجرة ومن العار أن تظل مصر ضمن دول العالم الثالث حتي الآن انتقادات كثيرة لازمت نجاح فيلم «بنتين من مصر» الذي يناقش قضية العنوسة، وما يترتب عليها من آثار. «صوت الأمة» التقت مخرج العمل الذي جسد بطولته طارق لطفي وصبا مبارك ونهال عنبر وسألته في بداية حواره: لماذا قررت طرح هذه القضية الحساسة في هذا التوقيت؟ - هذه القضية تحتاج دائماً إلي المناقشة ولاحظت خطورتها بعدما تحولت إلي ظاهرة. أربع سنوات في الكتابة والتحضير للفيلم.. لماذا؟ - كتابة العمل لم تستغرق سوي عام واحد والتصوير عام أيضاً لكن اللبس حدث عندما كتبت عملاً آخر استغرق نحو عام ونصف العام بعد فيلم «سقوط بغداد» ولكنه لم ينفذ. علي أي أساس تم اختيار «عوانس» العمل؟! - شعور واحساس مخرج يتصور الممثل أو الشخصية ومدي ملاءمتها للدور من عدمه وأوقات كثيرة قد تجد الاختيار يصيب وأحياناً يخطئ ولكن من حسن الحظ كانت جميع الاختيارات موفقة وسليمة. الفيلم لم يشعرنا بأي تفاؤل بل دعانا إلي التشاؤم.. هل في ذلك مصلحة للمجتمع؟ - علي العكس يوجد تفاؤل كبير بدليل أن الناس مستمرون في الحياة وشاهدنا في الفيلم إنساناً قادراً علي التوجه للصحراء وزراعتها لكن الظروف قد تكون أحياناً طاحنة بشكل أقوي من الشروع في التفاؤل والحقيقة أن من يتابع ظروف المجتمع المصري يجد أن عطاءه وانجازه قليل لأن العطاء يحتاج إلي معنويات مرتفعة واقبال علي الحياة ثم إنه من الخطأ في علم الاتصال مع الجماهير أن يكون الجمهور غير متفائل وأنزل لأعبر عن حالة مغايرة تماماً ليست موجودة. لكن كثيرين يرون أن الفيلم قد يخلق مزيداً من الاحباط للناس؟! - لا أعتقد أن مزيداً من الاحباط سيكون بسبب فيلم لأن أهم أسس الدراما هو تطهير النفس وعندما يري الإنسان مشكلته في احدي الوسائل الفنية يشعر أنه ليس الوحيد الذي يعاني منها ومن هنا يزول عنه الغضب واليأس بعض الشيء. رأينا في الفيلم الثورة علي الأوضاع من خلال الهجرة.. فهل هذا حقيقي؟! - هذا ليس بالجديد وذهب إليه الجميع منذ خمسين عاماً ولكن عندما يصبح المجتمع طارداً لقوي العمل تكون الحاجة إلي الهجرة أمر طبيعي. لاحظنا العديد من الألفاظ الجنسية داخل العمل.. فهل هي لتعويض الجانب التجاري خاصة وسط موسم ملئ بالنجوم؟ أولاً..مسألة توقيت العرض لا تخضع لاختصاصي وإنما تخضع للتوزيع والألفاظ الجنسية لا يمكن أنا تكون للتعويض تجارياً لأن هذه الألفاظ تمتلئ بها شاشات تليفزيون الدولة نفسه فمثلاً عندما تجد برنامجاً يناقش أسباب المشاكل الزوجية تسمع كثيراً من هذه الألفاظ. خط سياسي داكن اللون في معظم أفلامك لماذا؟ - لأني أري أن مصر دولة عريقة وشعبها أعظم شعب ويستحق أن يكون في درجة أكبر من ذلك بكثير فمن العار أن تظل مصر حتي الآن من دول العالم الثالث بسبب مؤسسات الدولة التي لا يوجد لديها أدني قناعة بأن لديها مشكلة. كل هذا الفساد ألا يجعلك تري أن مصر يجب أن تظل ضمن دول العالم الثالث؟! - بالتأكيد.. فعدم المساواة وغياب فرص الحياة الكريمة أهم الأسباب. كنت بصدد أن تبرهن داخل الفيلم أن «الكبت الجنسي» وتأخر سن الزواج أهم أسباب «السحاق» لكنك حذفت ذلك المضمون.. فهل هذا كان بسبب اعتراض الرقابة؟ - بالفعل كتبت تلك المشاهد واسندتها إلي رانيا شاهين لكن حذفتها لأني رأيت فيها استدلالاً خاطئاً فمسألة السحاق مازالت تجري عليها الأبحاث حتي الآن في العالم كله ولم يثبت أن الكبت الجنسي يؤدي إلي السحاق.