إذا كان "رواية" او "سيرة ذاتية" قبل الحوار مع الكاتب الصحفي هشام يحيي، مؤلف رواية (قبض الريح .. أيام وراحت) التي تطرحها دار روافد للنشر في معرض الكتاب، كان ضرورياً.. أن أسأله البعض احتار في تصنيف كتابك بين أن يكون شكل من أشكال السيرة الذاتية.. والرواية.. رد بسرعة: أنا نفسي أعيش هذه الحيرة في تصنيف ما كتبت.. وحتى استريح.. اتفقنا انا والناشر المحترم أ. اسلام عبد المعطي.. أن يكون الغلاف خالياً من أي تصنيف أدبي، ونترك للقارئ والنقاد تصنيف الكتاب.. الم تخشي من الكتابة بالعامية.. أن تكون سبباً في التقليل من قيمة كتابك.. علي فكرة أنا لم اختار طريقة كتابة الحكايات.. الحكايات هي التي اختارت شكل الكتابة.. وأنا كنت مجرد مدون علي الورق، لا امتلك مشروع مسبق ولا تخطيط، ولم اتعمد الكتابة بالعامية، ممكن تعتبرني.. كنت مصير في طريقة كتابتي للحكايات ولم أكن مخيراً.. كل اللي أقدر أقوله في هذه النقطة.. أن الكتابه شبهي، وهذا التعبير استعيره.. من أصدقائي علي صفحتي علي الفيس بوك.. *بمناسبة الفيس بوك.. هل صحيح أن أصدقائك علي "الفيس بوك".. كان لهم دور في صدور الكتاب؟ بدون شك.. ودور رئيسي.. بعد رحيل صديقي وابني الصحفي وليد كامل.. كتبت رثاء علي صفحتي.. وتخيلت أن الحكاية انتهت عند الرثاء.. لكن فوجئت بسيل من التعليقات يطالبني بإستكمال حكايتي مع وليد كامل.. وصديقتي الكاتبة عزة سلطان انتهزتها فرصة لاحياء مشروع كتاب تكلمنا فيه كثيراً، لكني كنت متردد.. وقعت بين حصار اصدقاء الفيس بوك والحاح عزة سلطان.. وكان (قبض الريح.. أيام وراحت).. وهذه فرصة أشكر فيها كل من شجعني علي الكتابة لماذا اشعر في حوارك.. أن الكتابة الادبية لم تكن علي أجندتك؟ هذا الكلام صحيح بنسبة كبيرة جداً جداً.. وله اسبابه.. انا ضحية "مفرمة" الصحافة!.. التي اغتالت كثير من المبدعين بسبب عدم القدرة علي تنظيم الوقت بين التزام الصحافة.. والتفرغ للكتابة الابداعية.. الصحافة قبل أن تكون مهنة اعشقها واتمني عندما اموت يكتب محرر صحفي.. هي المهنة التي انفق منها علي بيتي.. وحياتي.. وكلنا نعلم.. أن مهنة الاديب في مصر.. في مراحل معينة.. لاتأكل عيش. بحكم اقترابك.. من أكثر من "مطبخ" صحفي.. وتعاملك المباشر مع رؤساء تحرير.. توقعت أن أجد نميمة صحفية.. من التي تجذب بعض القراء.. بعض القراء.. وليس كل القراء. قراء النميمة لم استهدفهم في هذا الكتاب.. وإذا كنت ذهبت اليهم.. كنت اسقطت اهم قيمة لهذا الكتاب وهي قيمة تقديس "الصداقة".. صداقتي مع وليد كامل، وبشكل عام.. انا انتمي لجيل يعتبر الصحف والمجلات مثل البيوت والبيوت اسرار.. لايجوز التشنيع علي بيوت اكلنا فيها عيش وملح.. وسهرنا الليالي.. واحيانا كنا ننام تحت مكاتبها.. وعن نفسي لا أجد في تجريح الزملاء بطولة.. في أكثر حكاية.. من الكتاب.. كنت اشم عطر كتابة شيخ الحكائين خيري شلبي.. خيري شلبي مرة واحدة.. هذا شرف كبير.. وجائزة أهم عندي من الحصول علي "نوبل" أن يقترن اسمي.. بأحد "اقطاب" الكتابة.. في العصر الحديث.. لا أكون مبالغاً.. إذا قلت: قبل ان تقرأ خيري شلبي.. وتدخل محرابه.. لابد أن تتوضأ.. وعندما تذكر اسمه تقول: "رضي الله عنه".. لا انكر انني تأثرت كثيراً..بكتابه "موال البيات والنوم" لدرجة اشتريت منه عشرات النسخ ووزعتها علي اصدقائي..وهذه مناسبة اشكر فيها ربنا سبحانه وتعالي انه منحني الحظ أني اسافر مع أ. خيري شلبي مرتين مرة إلي تونس للمشاركة في برنامج حول "بيرم التونسي" وتم عرضها علي (a.r.t) تقديم صفاء أبو السعود.. والمرة الثانية في الاسكندرية.. لتقديم حلقة عن "سيد درويش" في تونس خرجت معه وجلسنا علي المقاهي..وفي حجرته في الفندق كنت اسهر معه للصباح.. لانه لا ينام مبكراً.. استمع الي حكاياته.. خيري شلبي.. ربنا يدينا من نفحاته.. الم تخشي غضب زوجتك واقاربك.. من اعترافاتك.. وتجاوزك الخطوط الحمراء؟ عندما اخذت قرار الكتابة.. طلبت من زوجتي أن لا تقرأ ما أكتبه علي صفحتي علي الفيس بوك.. حتى لا اشعر أن هناك عين تراقبني وانا اكتب..واحترمت الاتفاق.. والحمدلله فخورة بكتابي.. مثل أقاربي وعائلتي.. اعترافاتي تجارب عشتها.. ولا يمكن أن أنكرها.. ولا تحمل إساءة لاحد. ... لماذا العنوان قبض الريح؟ بعد انتهائي من الحكايات.. وخاصة الحكاية 24 التي سببت لي الم خاص وحزن لم يفارقني حتى الان، مش عارف ليه تذكرت حكاية سمعتها.. من احد المقربين من الموسيقار محمد عبد الوهاب.. ان عندما اخبرته السيدة زوجته ان عبد الحليم حافظ رحل عن الحياة.. اخذ يردد (قبض الريح.. قبض الريح) وجدت في هذه الجملة العبقرية تجسيد وتلخيص معني فقد الاقارب والاحباب والاصدقاء والاماكن المحببة.