· تذكروا أنني وافقت علي عرض فيلمي « تيتو» و«حين ميسرة» والاثنان تناولا فساد بعض رجال الداخلية · أقول للإخوان : إذا كنتم تطالبون بحرية سياسية فلماذا ترفضون حرية الإبداع ؟! هاني سامي جدل شديد .. نجم عن تصريحات علي أبو شادي رئيس هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية بخصوص وجود تجاوزات ضد رجال الشرطة في الأعمال السينمائية وضرورة عرض السيناريوهات علي وزارة الداخلية قبل تصويرها. الجدل وطبيعة التصريحات دفعتنا إلي إجراء حوار معه سألناه في بدايته. ما مبررات تصريحاتك تجاه عرض سيناريو أي فيلم علي وزارة الداخلية؟ - ببساطة لأن سيناريوهات الأفلام تعرض علي الداخلية رغما عن أنف المبدعين ورغما عني أنا علي أبوشادي رئيس الرقابة نفسه فالشركة المنتجة للفيلم لابد لها أولا من الرجوع إلي وزارة الداخلية للحصول علي التراخيص اللازمة لتصوير الفيلم. وزارة الداخلية تطلع علي الفكرة فقط وهو أمر روتيني أما أنت فمتهم بأنك تعرض عليها السيناريوهات طوعا لسبب أو لآخر؟ - ولنفرض جدلا أن هذا يحدث، فدوري كرقيب خلق مواءمة بين رؤية المبدع والحفاظ علي الأمن القومي فأنا في صف المبدع حينما أقوم بعرض العمل علي الداخلية حتي لا أعطيه موافقة كرقيب ويبدأ التصوير ثم يفاجأ بأن الفيلم مرفوض أمنيا ويتكبد صانع العمل خسائر ضخمة كما أنني في صف الأمن القومي حينما يهاجمه المبدع بشكل مغلوط وهناك هجوم علي ضباط الشرطة بمناسبة وبدون وبشكل يبدو فيه توجه لا أعلم إن كان مقصودا أم لا أم أن صناع السينما رأوا في هذا الهجوم مكاسب تجارية. تدافع عن رجل الداخلية وكأنهم قديسون وهم بشر فمنهم الصالح والطالح؟ -لا أقصد أن رجال الشرطة كلهم ملائكة ولكنهم ليسوا جميعا شياطين أيضا فأنا أعلم جيدا أن هناك انتهاكات وتجاوزات تصدر من بعضهم ولكن أنا ضد أن يطرح فساد رجل الشرطة بدون مبرر درامي وهذا ظاهرة ألمسها أنا وحدي كرقيب لوجود مئات السيناريوهات التي تتناول فساد رجل الشرطة دون أدني مبرر درامي مما يجعلني أرسل فيلما أو اثنين من بين عدة سيناريوهات إلي وزارة الداخلية لاستشعاري بوجود رغبة الكثير من صناع السينما في الفترة الأخيرة في استعداء المواطن تجاه رجال الداخلية وهو أمر يستلزم وقفة. ولكن فساد رجال الداخلية تحديدا أصبح يمثل ظاهرة في الواقع والذي تعكسه السينما فلماذا تعلن نفسك وصيا علي الافلام التي ترصد الواقع؟ - أنا لا أعلن نفسي وصيا علي الافلام أو علي المبدعين وقلت لك سابقا أنني أعلم بوجود انتهاكات وتجاوزات وأعلم أنه لا يمر أسبوع إلا وتتناول صفحات الحوادث قصة تجاوز لرجل الشرطة وهذه قرينة وليس ضدها فهي هنا تحقق مع الفاسدين وتطردهم ولكن تناول فساد رجل الشرطة يمثل ظاهرة مجانية ورخيصة الأهداف وعلي جانب آخر فقد مررنا في الفترة الأخيرة كثيرا من الاقلام التي تتناول فساد رجل الشرطة فلولا أننا رقابة مستنيرة ما كنا مررنا فيلم "تيتو" والذي يجسد فيه الفنان خالد صالح شخصية ضابط مباحث في قمة الفساد يخون عمله ووطنه ويحرض علي القتل والسرقة وما كنا مررنا فيلم "حين ميسرة" الذي يظهر فيه خالد صالح أيضا في دور رجل شرطة يمارس كل أنواع القهر والفساد علي المواطنين اضافة إلي أفلام "الوعد" و "أزمة شرف" وغيرها وأنا لدي رأي في مسألة اتهام الرقابة أو الأمن بالمصادرة أو الرفض أو التدخل في السيناريوهات فإن حدث هذا فيكون عيبا في المبدع الذي يجب أن يرتقي فكرة بفكره ليقهر الرقابة ويتجاوز المشاكل مع الأمن فالرقيب أضعف من أن يواجه موضوعا قويا دراميا كان مما أخذ عليك من المبدعين أن تصدر منك كرقيب تصريحات عن علاقة الرقابة بالداخلية ما تعليقك؟ - لقد كنت أتحمل وحدي مسئولية الأفلام كاملة وأدافع عنها طوال الوقت ولكني في الحقيقة "تعبت" جدا وأصابني الإرهاق من الضغوط التي كنت أعانيها، فلا أنا قادر علي إرضاء المبدعين ولا قادر علي إرضاء الأمن، والمبدعون والأمن معا لا يرحمونني وفي النهاية رأيت أن تتحمل كل جهة مسئوليتها. مادور الرقابة إذن؟ - ياسيدي الفاضل القضية ليست قضية الرقابة أو علي أبو شادي الذي سيرحل قريبا ولكن القضية قضية نظام بالكامل وقانون تلتزم به الرقابة كجزء من المنظومة الحكومية فعلي سبيل المثال في الوسط الصحفي هل تجد رئيس تحرير جريدة حكومية أو قومية أيا كان المسمي يستطيع أن يكتب ما تكتبه الصحف المستقلة بالطبع لا لأن الصحافة المستقلة لا يوجد عليها رقابة لعدم تبعيتها للحكومة ولكن الرقابة تابعة لوزارة الثقافة وهي جهة حكومية. إذن أنت مع إلغاء الرقابة؟ - نعم أنا مع إلغاء الرقابة بل وأدعو لكسر أي قيد علي أي مبدع وفنان حقيقي وأطرح أن تكون الرقابة علي السينما تحديدا شعبية يكون للجمهور الكلمة الأولي والأخيرة فيها ولابد أن يتذكر الجميع أنني حينما كنت رئيسا لهيئة قصور الثقافة اصدرت عدة قرارات بطرح عدة روايات ممنوعة منها رواية "وليمة لأعشاب البحر" ووقتها تم تكفيري وإهدار دمي من التيارات الدينية المتشددة إلي أن تلقيت قرار عزلي من رئيس الوزراء وظللت ثمانية أشهر في "الشارع" هذا هو علي أبوشادي وواقعة من تاريخه في الدفاع عن حرية الإبداع والتي مازلت ادافع عنها لذا تجدني والرقابة خصوما في دعاوي قضائية وتارة تجدني مرمي لسهام الإخوان المسلمين في مجلس الشعب ويتهمونني بالتحرر أكثر من اللازم. بمناسبة الإخوان المسلمين كيف تكون المناقشات بينكم في السينما؟ - هم لهم وجهة نظر تجاه مواقف الرقابة خاصة في الاعمال السينمائية التي تحتوي علي مشاهد جنسية ولكني أرد عليهم : إذا كنتم تريدون أعلي سقف في الحرية السياسية فلماذا لا تطالبون بأعلي سقف من حرية الابداع.