قاد مظاهرة بجامعة أسيوط لعدم محاكمة المدنيين عسكرياعلى إثر قضية كان يحاكم فيها " الشاطر" _ فى طفولته كان يقوم بإكتناز العيدية من أجل شراء القصص والكتب الثقافية _ فاز بدعوى قضائية ضد إدارة جامعته طالب فيها بعدم تكبيل الطلاب بمصاريف إضافية غير قانونية _ خالف كلام والدته عندما طلبت منه ترك حركة " كفاية " خوفا من ظلم واستبداد جهاز أمن الدولة _لحظة تنحى مبارك كانت من أسعد لحظات حياته عام مضى ومازالت دماؤه الحرة عار يطارد من قتله ، نعم الجنة والمجد للشهداء ولكن مازال له حق على الأرض لم يحصل عليه وهو القصاص ، متى سيشفى غليل أهله وذويه ومتى ترتسم ابتسامة الراحة والرضا على وجوههم ؟ الإجابة واحدة " عندما يأتى القصاص ". هذا هوشهيد الصحافة المصرية الحسينى أبوضيف هذا الشاب الأسمر إبن قرية " طما" بمحافظة سوهاج الذى تحل اليوم الذكرى الأولى لاستشهاده . كان الحسينى طفلا متميزا منذالصغر حيث كان فى الأعياد يقوم بإكتناز العيدية من أجل شراء القصص والكتب الثقافية وليس من أجل شراء الألعاب. وكان شجاعا منذ الصغر وحريصا على طلب الحق ومن الوقائع التى تدل على ذلك أنه أثناء دراسته فى المرحلة الإعدادية فى إحدى الحصص وكانت بالتحديد حصة الرياضيات دق جرس إنتهاء الحصة وهم المدرس بالإنصراف على الرغم من عدم إكماله شرح وتوضيح مسألة رياضية فأمسك الحسينى بيده وأصر على عدم مغادرته حتى ينتهى من شرح تلك المسألة وهذا الموقف يدل على شجاعته ومطالبته بالحق وحرصه على تلقى العلم ، أيضا كان يمتاز بكتابة الأشعار الوطنية وكان يلقيها فى الإذاعة المدرسية ،وعندما التحق بالتعليم الثانوى كان عضوا أساسيا فى الإذاعة المدرسية،وعندما كانت تحدث مشاجرة بين عائلات فى مركز طما أو وقوع حادث على الطريق السريع كان أول من يتصدر الإذاعة المدرسية مطالبا وموجها للطلاب بسرعة التوجه إلى بنك الدم بمستشفى طما الأميرى المركزى للتبرع بالدم حتى يتم إنقاذ الضحايا والمصابين . ومن أبرز الأمثلة على نضاله أنه عندما التحق بكلية الحقوق بجامعة أسيوط فوجىء بإرتفاع مصاريف الجامعة بالمخالفة لنص دستور 1971 الذى ينص على أن التعليم مجانى فى جميع مراحله فقام برفع دعوى قضائية ضد إدارة الجامعة للمطالبة بعدم تكبيل الطلاب بمصاريف إضافية غير قانونية وكسب القضية. وعندما تم تأسيس حركة " كفاية " إلتحق بها فى يوم 12 ديسمبر فى عام 2004 ولم يتردد لحظة واحدة فى المشاركة فى الفاعليات التى كانت تدعوا إليها الحركة تنديدا بمحاولة توريث الحكم لجمال مبارك . و من المواقف التى تدل على نبله ودفاعه عن الحريات والحقوق حتى وإن كانت مع المختلف معهم هو مافعله عقب أحداث العرض العسكرى لمليشيات جماعة الإخوان المسلمين الذى حدث فى عام 2006 وعلى إثره تمت محاكمة خيرت الشاطرأحد أهم قيادات جماعة الإخوان عسكريا قاد الحسينى مظاهرة بجامعة أسيوط لعدم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية على الرغم من إختلافه الفكرى والأيديولوجى مع جماعة الإخوان. وعقب تخرجه من الجامعة وأداؤه الخدمة العسكرية كان يرى أن النهوض بالوطن يتطلب محاربة الفساد ورأى فى ذلك الوقت أن مهنة الصحافة هى منبر محاربة الفساد فى البلاد ، والتحق بعدد من جرائد المعارضة وكانت من أبرزها جريدة الفجر وقاد رحلة كشف وفضح المسئولين الفاسدين ومخالفتهم للواجب القانونى والمهنى للعمل الذى يشغلونه . وذكر لنا شقيقه سالم أنه لم يخالف كلام والدته سوى فى موقف واحد وهوعندما طلبت منه ترك حركة " كفاية " خوفا من ظلم واستبداد جهاز أمن الدولة فى ذلك الوقت قبل ثورة 25 يناير ولكنه أصر على الاستمرار واستكمال نضاله . وعندما اندلعت ثورة يناير لم يتردد فى النزول للتحرير ، وكانت من أسعد لحظات حياته هى لحظة تنحى مبارك وهذا ظهر من خلال اتصال الأسرة به لتهنئته بهذه المناسبة كما حكى لنا شقيقه سالم. ويحكى سالم أيضا عن شقيقه ويقول "عندما توالت الأحداث مابعد سقوط مبارك وتولى المجلس العسكرى حكم البلاد وارتكب رموزه العديد من السلبيات والانتهاكات ضد الوطن والمصريين ومنها حادث " كشف العذرية " والذى لم يتردد لحظة فى التنديد بهذا العمل الإجرامى اللاإنسانى واللاأخلاقى" . الحسينى دعم حمدين صباحى فى جولة الإنتخابات الرئاسية الأولى وقاطع الجولة الثانية لأنه يرى أن الفريق شفيق أحد رموز النظام الذى قامت ضده الثورة ، كما أنه كان لايثق فى دعوات الإخوان لبرنامجهم الإنتخابى وأنهم سيحققون مطالب الثورة وعندما أصدر مرسى الإعلان الدستورى فى 11 نوفمبر فى العام الماضى رأى الحسينى أن هذا الإعلان هو بمثابة مشنقة ومقبرة لثورة ينايروأهدافها ، وتوجه على الفور للمشاركة فى الإعتصام أمام قصر الإتحادية وكان ذلك بمثابة استجابة لوعود مرسى عندما قال " إن أسأت فقومونى وإن أحسنت فأعينونى " وأثناء الإعتصام كتب على تويتر " إذا استشهدت لا أطلب منكم سوى استكمال الثورة " وعندما دعت جماعة الإخوان إلى النفير العام فى 4 ديسمبر 2012 بحجة حماية شرعية الرئيس قام الحسينى بتجهيز الكاميرا الخاصة به من أجل توثيق الأحداث ، وعندما حدث الهجوم الوحشى من قبل أفراد الجماعة ومؤيديهم ضد المعتصمين أمام قصر الإتحادية كان الحسينى يوثق مايحدث ، وعن ذلك يقول سالم شقيقه " ميليشيات الإخوان المسلحة استهدفته وتم اغتياله على أيدى أحد قناصتهم برصاص محرم دولى فى الرأس حيث أصيب فى يوم 5ديسمبر 2012 وظل فى غيبوبة فى المستشفى إلى أن فاضت روحه إلى بارئها بعد أسبوع من إصابته فى يوم 12 ديسمبر وهذا ما أقرته وأظهرته العديد من الإلزامات وأدلة الثبوت التى تدين جماعة الإخوان فى قضية اغتيال الحسينى ". وأشار سالم إلى أنه لم يكن لدى أسرة الشهيد الحسينى أى عداء سابق مع جماعة الإخوان بل كانوا من المخدوعين بالتصويت لمرسى فى الإنتخابات الرئاسية على حد تعبيره . وقد وجهت أسرة الشهيد الحسينى اتهاما مباشرا لمرسى والعديد من قيادات وكوادر جماعة الإخوان بالتحريض على قتله وذلك استنادا لأدلة الثبوت وشهود العيان . وفى بداية الأمر وفى ظل وجود الإخوان فى الحكم إتهم سالم شقيق الشهيد الحسينى المستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة الذى قام بالتحقيق فى واقعة اغتيال الحسينى بمخالفة واجبه المهنى والقانونى فى التعامل مع القضية ،وأبرز هذه المخالفات كما ذكرها لنا سالم هى ،أولا امتناعه عن إعطاء أقوال شهودالعيان للطب الشرعى وكان ذلك سببا رئيسيا فى صدور التقرير الأول للطب الشرعى مهلهلا وغير وافى وغير دقيق ، وثانيا إمتناعه عن تفعيل أدلة الثبوت الممثلة فى تسجيلات كاميرات المخابرات العامة والحرس الجمهورى بقصر الإتحادية ، وثالثا امتناعه عن ضم المدعو أسامة خليل العقيد الحارس الخاص لخيرت الشاطر ضمن المتهمين فى القضية ومطابقة المقذوف الذى تم استخراجه من جثمان الشهيد الحسينى مع السلاح المضبوط مع خليل أسامة على الرغم من إلحاح أسرة الشهيد الحسينى على هذا الطلب ، وكان رد المستشار إبراهيم صالح عليه هو " شكلك إنسان طيب ومتدين أنصحك تروح تصلى لربنا وهوه اللى هيجيب حق أخوك " ، ورابعا مخالفات إبراهيم صالح كما ذكرها سالم هى رفض محكمة جنايات مصر الجديدة للقضية فى البداية عقب إحالة القضية لها لأن المحكمة رأت أن القضية لم يتم التحقيق فيها بشكل جاد وإيجابى وكذلك عدم استيفاء التحقيقات بشكل كامل . وتابع سالم " بعد توالى الأحداث وسقوط مرسى وحكم الإخوان أحيلت القضية للجنايات ليحاكم فيها مرسى وعدد من قيادات الجماعة وهذا يدل أيضا على أنه من أسباب عدم إحالة القضية للجنايات حتى سقوط حكم الإخوان هو المستشار طلعت عبدالله النائب العام الملاكى لمرسى وتواطؤه لصالح الإخوان ، واستجابة المستشار ابراهيم صالح لضغوط الإخوان عليه فى تلك القضية " وتتمنى أسرة الشهيد الحسينى أن تشهد قضية اغتياله محاكمة عادلة حقيقية وألا تكون صورية مثلما حدث مع مبارك على حد وصف شقيقه سالم. الحسينى لم يتم تكريمه بالشكل اللائق له هكذا تحدث سالم شقيقه عن تكريم الشهيد الحسينى ، حيث أكد قائلا " إن الجهات المعنية بمجلس الوزراء كانت قد قررت أن يخصص لأسرة الشهيد معاش بقيمة 1500 جنيه شهريا بإعتباره أحد شهداء الثورة ،ولكن كان هذا على الورق فقط ولم يتم تفعيله حتى الاّن ، وكان الرد يأتيهم بأن تأخر صرف المعاش بسبب تعثر النيابة فى التعامل مع القضية حيث أن هناك أوراق مطلوبة من النيابة لاكمال الإجراءات ونيابة مصر الجديدة التى يرأسها المستشار إبراهيم صالح لم تتعاون لاستكمالها ،وكذلك جريدة الفجر لم تعطى لأسرة الشهيد مستحقاته المالية ،وأيضا نقابة الصحفيين فلم تعطى أسرته معاشا كاملا وهو 800 جنيه شهريا وقررت صرف نصف معاش بقيمة 400 جنيه بحجة أنه ليس متزوجا على الرغم من أنه لايوجد فى لوائح النقابة مايقول أن هناك فرق بين معاش المتزوج وغير المتزوج ، كما طلبت أسرة الشهيد من محافظة سوهاجمسقط رأسه تكريمه وتخليد إسمه ليتناسب مع قدره ووطنيته ولم يتم عمل التكريم اللائق له من قبل المحافظة ".