على الرغم من وجود بقعة سوداء تركها النظام فى جبين الوطن بتواطئه مع الكيان الصهيونى فى حربه على غزة، إلا أن هناك نقطة مضيئة بقيت فى جبين الوطن شارك فى صنعها آلاف بل ملايين المصريين الذين تظاهروا رفضاً للعدوان الصهيونى ولم يكن هؤلاء فقط بل كان فى طليعتهم المستشار الدكتور محمد أحمد عطية رئيس محاكم القضاء الإدارى الرجل الذى أدى دوره الوطنى والقومى من فوق منصة القضاء دون أن ينتظر شكراً من أحد، فقط لأن أحكامه تصدر باسم الشعب فقد كان جديراً بأن يكون «قاضى الشعب» ويصدر أحكاماً حقيقية تعبر عن مصلحة الشعب، لذلك فإن المجلس التشريعى الفلسطينى وبالتحديد قسم «البرلمان الفلسطينى الصغير» اختار مجموعة من الشخصيات التى رأى أن لها دوراً مهماً فى الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى وفى رفع معنوياته أثناء الحرب الصهيونية على غزة، وقد اختار البرلمان فى مقدمة هؤلاء المستشار الدكتور محمد أحمد عطية، حيث كانت أحكامه التاريخية العظيمة بمثابة طوق النجاة الذى يلوح لأهلنا فى فلسطين ويجعلهم يشعرون إن مصر وأهلها مازالوا يحفظون عهدهم مع أهلهم فى فلسطين ويجعلهم يتأكدون أن من باعهم هو النظام أما الشعب المصرى فيقف وراءهم بالملايين، وقضاته المستقلون الذين لا سلطان عليهم إلا ضميرهم ومصلحة شعبهم يقفون معهم، لذلك كان المستشار عطية أحق واجدر الناس بهذا التكريم ومعه عضو اليمين بذات الدائرة المستشار منير غطاس وعضو الشمال المستشار فوزى شلبى إلى جانب بطل معركة وقف تصدير الغاز السفير إبراهيم يسرى وجاء فى نص شهادة الشكر والتقدير التى أرسلها البرلمان الفلسطينى إلى المستشار عطية ورفاقه ما نصه «الأخ المناضل المستشار: محمد أحمد عطية تحية فلسطين المنتصرة دوماً بنصركم لها وبعد من بين ركام البيوت المهدمة، ومن بين جثث الأطفال المحترقة، والمتناثرة على شاشات التلفزة العربية والإسلامية، ومن وسط صرخات أطفالنا واستغاثتهم التى لم يسمعها ويلبيها إلا القليل من أمثالكم، ومن بين الخوف من غارات الطائرات المجنونة، ومن بين ثنايا موت الأطفال الأبرياء فى فلسطين، ومن بين القصف الصهيونى العشوائى الغاشم للأطفال العزل الأبرياء، ومن وسط صرخات الأطفال المحجوبة بفعل الصمت العربى القاتل- يسعدنا نحن فى البرلمان الفلسطينى الصغير «النواب الصغار» مكتب تمثيل الأطفال فى فلسطين أن نتقدم لكم بأسمى آيات النضال والمقاومة وبأسمى آيات التضحية نحنى هاماتنا أمام عطائكم اللا محدود وجهودكم الوطنية المخلصة فى خدمة قضيتنا الفلسطينية العادلة، عاشت فلسطين حرة عربية وعاشت مصر وفلسطين حتى النصر، المجد والخلود للشهداء الأبطال والخزى والعار لكل الخونة والمتآمرين ومعاً وسوياً لأن يحقق أحد أطفالنا حلم قائدنا المعلم الرمز أبوعمار برفع العلم الفلسطينى فوق مآذن القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين العربية». سلم شهادة التقدير وفد من أطفال فلسطين جاءوا خصيصاً من أجل هذا الغرض ومعهم مجموعة من الأطفال الجرحى الذين كانوا يعالجون بالمستشفيات المصرية عرفاناً وتقديراً منهم للدور الذى قام به هؤلاء الأبطال.