تناقض غريب يعاني منه وكلاء بيجو في مصر، فتارة ما تروج تصريحاتهم لفكرة معينة سرعان ما يقومون بتغييرها. أمثلة هذا التناقض تبدو بوضوح في مناسبات عديدة وتصريحات متنوعة. ففي حوار لبورصة السيارات علي هامش إحدي الفعاليات الخاصة بيجو في مصر، سألنا أحد كبار مسئولي الشركة عن عدم طرح موديل 107 الصغير وهو أحد أفضل سيارات الشركة علي الإطلاق خاصةً وأنه أكثر ملائمةً للاستخدام في المدن المزدحمة، وكانت الإجابة أن السبب في عدم طرح تلك السيارة بأسواقنا المحلية هو اعتماد الموديل علي إلكترونيات متعددة تتسبب الأتربة التي يمتلئ بها الجو في مصر في إفسادها، ولهذا رأت الشركة عدم تقديم الموديل في السوق المحلي لأنه سيكون كثير الأعطال. وبعد فترة بسيطة من هذا التبرير، ناقضت الشركة نفسها بتقديم موديل 1007 الذي بدا غير ملائم علي الإطلاق للسوق المحلي، ولم يحقق مبيعات جيدة طيلة الفترة الماضية، وهو أمر لم يكن غريباًً لأن الموديل لم يحقق نجاحاً في أسواق أوروبا وعلي رأسها بريطانيا التي قررت الشركة وقف طرح الموديل فيها منذ فترة. وعاد التناقض مرة أخري مع طرح موديل 308 الجديد وهو موديل جيد دون شك، ولكنه وفقاً لتصريحات مسئولي بيجو لن يكون ملائماً للأجواء المصرية اللهم إلا كانت مشكلة الأتربة في مصر قد تم حلها بشكل كامل يجعل مصر مكاناً مثالياً للموديل. المؤكد أن الدافع وراء تقديم الموديل في السوق المحلي هو الرغبة في تجميل صورة وكيل بيجو في مصر، بعد الفشل الذريع الذي عاني منه خلال الفترة الأخيرة والذي أدي في النهاية إلي دخول شريك جديد مع أبناء الراحل وجيه أباظه لإنقاذ الشركة من مصير مجهول. وربما المثير للغرابة هو أن الشركة أحجمت عن عرض موديل بارس في معرض فورميلا 2010 وهو الموديل الذي ملأ الوكيل الدنيا حديثاً عن جودته والذي قدمته الشركة ضمن مشروع إحلال التاكسي وكان الأغلي سعراً والأسوأً في نفس الوقت نظراً لأعطاله المتكررة، فليس من المعقول يا سادةً أن تتعرض سيارات التاكسي الجديدة لأعطال متكررة خلال الشهر الأول من استلامها، وترفض الشركة تغيير العفشة وتلجأ بدلاً منذ ذلك إلي تصليحها بشكل مؤقت كي لا تتحمل ثمن أخطاءها لحين انتهاء فترة الضمان وعندها، سيقول مسئولوها أنه من الواجب علي العميل تغيير العفشة لأنها لا تصلح للاستخدام، ولم لا ما دامت التكاليف علي حساب مالك السيارة.