أكد الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المؤقت للشئون الدولية أن المزاج العام المصري هو من سحق الإخوان المسلمين من على الساحة السياسية. وأوضح أن الإخوان فصيل من المجتمع المصري والقمع ليس الحل الآن، متوقعًا أن يكون الأسبوع الحالي حاسمًا في حل الأزمة السياسية في مصر مع الإخوان، مشيرًا إلى أنه يجري العمل فى اتجاه أن يكون هناك إعلان لوقف العنف من جانب الجماعة، وكذلك تخفيض عدد الموجودين في الميادين. وأضاف البرادعي أن هناك مساعى من كل الأطراف في المجتمع الدولي وفي الداخل المصري وفي العالم العربي للتوصل إلى صيغة يمكن منها أن تفك هذا الاحتقان، مؤكدًا أن تركيزه في الوقت الحالي منصبًا على نبذ العنف ووقفه. وأضاف: "إذا وصلنا إلى وضع تكون هناك اعتصامات سلمية فيه في مكان محدود لا تروع المواطنين ولا تستعمل العنف ولا تخرج في مظاهرات قطع الشوارع كما نرى، فى هذه الحالة ننتقل إلى الجزء الآخر وهوالبحث معهم - أي الإخوان- في كيفية المشاركة فى الحياة السياسية، ونحن نود أن يشاركوا فى الحياة السياسية لأنهم جزء من المجتمع المصري وكذلك السلفيون، وكل مصري لا بد أن يكون له دور في دولة ديمقراطية، في دولة مفتوحة قائمة على التعددية بصرف النظر عن جنس الإنسان وعقيدته وأصوله العرقية، نود أن نرى الإخوان المسلمين يشاركون في كتابة الدستور الذي بدأت العمل فيه لجنة المتخصصين، وفي خلال شهرين أو 3 ستنتهي من الدستور لجنة الخمسين ثم يطرح للاستفتاء". وأردف البرادعي: "من الأسهل أن أقول نسحق الإخوان المسلمين ولكن هل هذا حل، الإخوان جزء وفصيل من الشعب المصري يجب أن أضمن له حقه في الحرية والعيش والكرامة والإنسانية، حتى من الناحية البراغماتية هذا ليس حلا، فحتى تقمع أوتسحق أوتقصى فصيلا معناه أن هذا الفصيل سينزل تحت الأرض وسيبدأ في عمليات عنف لن تخرج منها الدولة، رأينا التجربة الجزائرية، هناك حلول قصيرة لكنها ليست حلولا، مثل مسكنات يستفحل بعدها المرض، ليس هذا حلا، السلام الاجتماعي لا يقوم على الإقصاء، وأنا لا أعطي حبل نجاة للإخوان، أنا أعطيهم حقهم كمواطنين". وأوضح البرادعي أن الإخوان لم تكن المشكلة معهم مشكلة هوية وإنما محاولة مجموعة فرض فهمها للدين على باقي الشعب، أي محاولة فرض رؤيتهم لما يعتقدون أنه الدين الإسلامي على باقي أفراد الشعب بما في ذلك الأزهر الشريف كان على خلاف معهم، مضيفًا :"في الدين الإسلامي الاختلاف رحمة، لا يستطيع أحد أن يفرض فهمه للدين ويقول هذا هوالدين وليس هناك تفسير آخر، أنا أعتقد أن السبب الرئيس هو فشلهم في الأداء، طبعا الأخونة هي بمفهوم عملية الإقصاء، فمن ليس معنا ليس منا وضدنا، وهذا ضد الديمقراطية التي أتت بهم، لقد جاءوا بالديمقراطية ليكونوا فصيلًا في مجتمع متكامل، وقد حاولوا إقصاء أغلبية الشعب المصري وهذا أنا أسميه طغيان الأقلية". وشدد البرادعي على أنه في حال عدم تدخل الجيش في مشهد ال30 من يونيو كان الأمر سيتحول لحرب أهلية، قائلًا " كنا فى خيار بين شقي الرحى في مصر، إما أن يدخل الجيش الذي بدأ يعطي رسائل بأنه لم يسمح بانهيار الدولة ومنح مهلتين أسبوعًا و48 ساعة، ويضع حدًا لهذا الاستقطاب، أوننتهي بحرب شوارع، الجيش تدخل نعم، لكن هل بمفهوم انقلاب عسكري؟ لا يمكن أن تصف هذا بأنه انقلاب عسكري ومعك ووراء ظهرك 20 مليونًا يقولون لك يجب أن يستقيل الرئيس مرسي، ولذلك حتى فكرة الانقلاب العسكري انتهت في الاتحاد الأوروبي وأميركا، الجميع يقول إن هذا ليس انقلابًا وإنما الجيش تدخل للإنقاذ وتصحيح مسار الديمقراطية ومسار الثورة". وأشار البرادعي إلى أنه قبل مهمة انتحارية ووضع مصداقيته وتاريخه على المحك، قائلًا "أنا قبلت مهمة انتحارية، لم أدخل لكي أكون رئيس الجمهورية أونائب رئيس الجمهورية، ووضعت كل خبرتي ومصداقيتي على المحك، لم تكن تستطيع أن تترك البلد في الوضع الذى كان فيه، منذ سنتين كان هناك أناس يمكن أن يترشحوا، لكن اليوم فى حالة الاستقطاب الموجودة، ال20 وال30 مليون الذين خرجوا، جبهة الإنقاذ، وتمرد، وجبهة 30 يونيو، كلفوني، ولم أكن أستطيع أوأملك أن أجلس على السور غير مشارك".