أدى ملك بلجيكا الجديد اليمين الدستورية،الأحد، في ظل تساؤلات حول مدى النفوذ السياسي للملك وقبول فيليب بوصفه ملكا لكل البلجيكيين. وفي كلمته المقتضبة والأخيرة التي نقلها التلفزيون مباشرة عبر الملك السابق ألبير الثاني عن "ثقته الكاملة" بفيليب. وقال متوجها إلى نجله "فيليب.. إنك تملك صفات القلب والذكاء لتخدم بلادنا على أكمل وجه في إطار مسؤولياتك الجديدة". ثم توجه الى السياسيين الحاضرين قائلا "توصيتي الأخيرة هي: اعملوا بلا كلل من أجل لحمة بلجيكا". وفاجأ البير الثاني الحضور باستخدامه عبارة فرنسية إنجليزية معروفة للتعبير عن حبه لزوجته باولا "ببساطة شكرا وقبلة كبيرة". ومسحت باولا التي كانت جالسة على بعد بعض الأمتار دموعها. وتعاني بلجيكا من انقسام إذ يسعى المتحدثون بالهولندية إلى استقلالية أكبر لفلاندرز في الشمال ويتوجسون من العائلة الملكية التي ينظر لها على أن جذورها تمتد إلى منطقة والونيا التي يتحدث سكانها الفرنسية في الجنوب. وقالت صحيفة ليكو التي تصدر بالفرنسية في صدر صفحاتها "ملك واحد.. وبلدان" في حين أن صحيفة دي شتاندارد التي تصدر بالهولندية لم تجعل أخبار العائلة الملكية تتصدر صفحاتها بل كان الموضوع الأهم بالنسبة لها عن الضرائب. وأظهر استطلاع للرأي أن أقل من نصف المواطنين في المنطقة التي تتحدث الهولندية يعتقدون أن فيليب سيكون ملكا صالحا بعد تنحي الملك ألبرت الثاني البالغ من العمر 79 عاما مقابل ثلثين في الجزء الفرنسي. ويعين الملك في بلجيكا الوسطاء ورؤساء الحكومات المحتملين لإدارة المحادثات الائتلافية بعد الانتخابات. وبعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت عام 2010 عقد الملك ألبرت اجتماعات لا حصر لها مع ساسة بلجيكيين بينما ظلوا طوال 541 يوما غير قادرين على تشكيل حكومة جديدة. ويأتي تولي فيليب العرش بعد أسبوعين ونصف فقط من إعلان الملك ألبرت أن الوقت قد حان للتنحي.