إنتهت المرحلة الأولي من الرالي بوصول المتسابقين إلي مدينة جارو علي خط الإستواء وهناك يستريح المشاركون في الفندق الوحيد بالمدينة ليومين إستعدادا للمرحلة الثانية. وهناك يصف روبير المرحلة الثانية في إحدي رسائله قائلا: "إن السيارات العشرين ذات الجنسيات المختلفة قد لقيت شرورا كثيرة في خط الإستواء.. فمحركات تلك السيارات لم تعد تحتمل هذا الجو المشحون بالبخار وعجلاتها لم تجهز كي تعبر المستنقعات والأنهر القصيرة المتدفقة كالسيول. وما كان عبورنا هذه المنطقة سهلا، فقد كانت الأنهر تزدحم بالتماسيح وكانت سياراتنا تئن من فرط ما تحتمل وكنا إذا لإقتربنا من الغابة نسمع ما لم يسمعه بشر من قبل، فالأرض تهتز من تحت أقدام قوافل الفيلة وصيحات الوحوش تتعالي ساعة الغروب فتبعث الرعب في أشجع الناس وجدانا." إنتهت الرحلة المثيرة في التاسع عشر من فبراير عام 1953 بدخول السيارات العشرين إلي مكدينة كيب تاون ويصف روبير تلك اللحظة بقوله أن أهالي المدينة إستقبلوهم إستقبال الفاتحين بل ويصف المنافسين بأن بعض السيارات المشاركة كان في حالة يرثي لها عند نهاية الرالي بينما بدا البعض الأخر وكأنه لم يتأثر علي الإطلاق بتلك الرحلة ومنها سيارة من إنتاج شركة "ديلاهاي" الفرنسية وهي من الشركات التي لم يعد لها أي وجود اليوم ويقول أن تلك السيارة كان يقودها رجلان من شركة شل الراعي شبه الرسمي للرالي والتي شاركت بتلك السيارة مساهمة منها في إنجاحه خاصة وأن وكيل الشركة في بعض مناطق أفريقيا قدم الكثير من التسهيلات للمشاركين خلال المراحل الأخيرة. كانت تلك هي المشاركة الثانية لأنطونيوس والجميا أن وكالة اليونايتد برس وصفته في خبر لها بأنه "المصري الوحيد الذي شارك في الرالي وفاز بالجائزة الأولي في طبقة اللترين" وأضافت أنه "شاب مصري عاش شبابه كله في عالم السيارات وله في مصر ورشة ضخمة وهو يتميز بالتواضع التام والذكاء البالغ وهو شاب لا تقعده المخاطر." كان الدعم الذي قدمه وكيل جيب في مصر أمرا غاية في الأهمية لتزايد شعبية جيب في تلك الفترة خاصة وأن تلك الخطوة ساعدت علي ظهور كثير من المصريين إقتنعوا بإمكانيات سيارات جيب وحققوا أحلاما كثيرة لم يكن من السهل عليهم تحقيقها بسيارة أخري كان عام 1977 تاريخا هاما في تاريخ جيب بمصر ففي هذا العام تأسست الشركة العربية الأمريكية للسيارات المعروفه إختصارا بإسم AAV كمشروع مشترك بين الهيئة العربيه للتصنيع وشركة أمريكان موتورز مالكة جيب حينذاك وكانت مدة الإتفاق عشرين عاما قابلة للتجديد بناءا علي موافقة الطرفين. وقامت الشركة بالإعلان عن أول إنتاج لها في العام التالي. وأستمرت في إنتاجح سيارات جيب للإنتاج الحربي حتي عام 1987 حينما قامت كرايسلر الأمريكيه بشراء شركة أمريكان موتورز. وبموجب تلك الصفقة إنتقلت ملكية العديد من مصانع التجميع حول العالم إلي شركة كرايسلر، بما في ذلك مصنع مصر علما بان الهيئة العربية للتصنيع تمتلك نسبة 51% من الشركة العربية الأمريكية للسيارات، في حين إمتلكت كرايسلر 49% منها. الإنتاج الأول للمصنع كان السيارة جيب CJ6 العسكرية في عام 1978. ووالواقع أن هذا الموديل كان يتمتع بطلب كبير ولهذا بلغ الإنتاج بين عامي 1978 و 1986 حوالي 12000 سيارة. أما السيارة الثانية فكانت موديل واجونير الشهير الذي بدأ إنتاجه في عام 1991 وأستمر خلال السنوات الست التالية وحتي عام 1997. وخلال نفس الفترة أيضا بدأ إنتاج موديل شيروكي XJ عام 1992 رغبة من المصنع في توسيع قاعدة منتجاته. بحلول عام 1995، لم تكن مجموعة كرايسلر قد حسمت أمر تجديد عقد الشراكه المؤقت مع الهيئة العربية للتصنيع ولهذا أجرت العديد من الأبحاث ودخلت في الكصير من المناقشات لتحديد مستقبل مشروعها المشترك في مصر. وأنتهي ذلك بتعديل عقد الشراكة وتوقيعه. وبموجب العقد الجديد إحتفظت كرايسلر بحق توزيع سيارات جيب في مصر وأنشأت شركة كرايسلر مصر لهذا الغرض فضلا عن قيام الشركة الأخيرة بإستيراد الموديلات الأخري للشركة وتوزيعها في مصر مع إستمرار الشراكة مع الشركة العربية الأمريكية للسيارات. في عام 1998، اندمجت دايملربنز وكرايسلر ليكونا دايملر كرايسلر وتغيرت كرايسلر مصر إلي دايملر كرايسلر مصر وصار المصنع بالتالي تابعا للشركة الجديدة التي جمعت بين سيارات مرسيدس-بنز وموديلات مجموعة كرايسلر. حينما بدأ الإنتاج في عام 1978 كانت الطاقة الإجمالية للمصنع حوالي 4000 سيارة في العام. واليوم وصل حجم الإنتاج 16 ألف سيارة سنويا. ويمكن للوردية الواحدة إنتاج 17600 سيارة سنويا. وتجدر الإشارة أيضا إلي أن نسبة المكون المحلي في سيارات جيب المصنعة محليا لا يقل عن 45% وفقا لمتطلبات القانون المصري. ولهذا الغرض تم تطوير ومراقبة أنظمة موردي المكونات المحلية، بما يتفق مع معايير جودة واختبار دايملر كرايسلر. ومنذ أعوام قليله بدأ المصنع في إنتاج نسخة محلية من موديل رانجلر تعرف بإسم TJL ذات قاعدة عجلات طويلة لحساب الجيش المصري ولا يزال إنتاج هذا الموديل متواصلا حتي اليوم. شريف علي