كانت "بورصة السيارات" أول ما تعرض لما يحدث في بيجو وبدأ البعض غير مصدق لما نشرناه عن تردي أوضاع الشركة بسبب التخبط والعشوائية في القرارات التي أتخذها أبناء الراحل وجيه أباظه ووصلت بإسم بيجو في مصر إلي حافة الهاوية بعد أن كان من أبرز اللاعبين في السوق المحلي خلال السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعينيات. والمثير أن هذا التدهور لم يكن وليد اللحظة، فمنذ رحيل وجيه أباظه بدأ التدهور ووصل إلي أسوأ مراحله خلال العامين الماضيين حيث تدهورت المبيعات وصارت بيجو في ذيل قائمة الوكلاء العاملين في السوق المحليز وزاد الطين بله مع إتجاه الشركة شرقا لتجميع الكارثة الإيرانية المسماة "بارس" والتي أثبتت فشلاً ذريعا ,ثارت المخاوف حتي قبل إطلاقها نظرا لما هو معروف عن صناعة السيارات الإيرانية من رداءة. لا شك أن كثير من الخطوات قد فاتت الشركة في الماضي وربما أبرزها عدم المسارعة إلي تجميع موديل يتمتع بشعبية طاغية بين شرائح واسعة من المصريين كموديل 504 الشهير والذي استمر إنتاجه في نيجيريا حتي سنوات قليله مضت. وفشلت الشركة مرة أخري في تقديم موديل "بارس" ضمن مشروع التاكسي الجديد لأنه بعد فترة وجيزة تبين أن السيارة مليئة بالعيوب التي شكا منها مالكو التاكسي الجديد لتواجه الشركة فشلا أخر. حالة ثالثة للفشل واجهتها الشركة مع إنشاء شركة ماسا بدعوي أنها ستتخصص لتسويق موديل "سمند" وهو موديل أثبت فشله. ولم تحصد الشركة من تلك الخطوات غير المدروسة سوي الخسائر الباهظة وإهتزاز ثقة عشاق الأسد الفرنسي في والوكيل المحلي. وانتهي الأمر بدخول طرف جديد كشريك للوكيل ينتشله من مستنقع الفشل. وكانت خطوة جيدة أن يكون للشريك الجديد الحق في الإدارة خاصة وأن مشكلة مسئولي مركز التنمية والتجارة - وكيل أباظة، تمثلت في سوء الإدارة. وربما س يكون من الذكاء بمكان ترك الفرصة للشريك الجديد للإصلاح ما أفسده أبناء الراحل وجيه أباظة بدلاً من أن يحصد هو الأخر ثمار سياساتهم غير المدروسة.