تكبدت البورصة المصرية خسائر فادحة هي الأكبر خلال عامين، بسبب موجة بيع عنيفة من جانب المستثمرين المصريين والعرب دفعت المؤشر الرئيسي للترنح ليهوي بنحو 5.17%، مسجلا أكبر هبوط يومي منذ يناير2012 وقال محللون في أسواق المال، إن مبيعات المستثمرين، جاءت بسبب تزايد المخاوف من الأوضاع السياسية والأمنية مع قرب مظاهرات دعت لها المعارضة نهاية الشهر الجاري لإسقاط نظام الرئيس محمد مرسي، فضلا عما ذكره تقرير لمؤسسة مورجان ستانلي العالمية، عن احتمال شطب بورصة مصر من مؤشر الأسواق الصاعدة عالميا. وهوى المؤشر الرئيسي "egx30"، الذي يقيس أداء انشط 30 شركة، بنسبة 5.17%، ليصل إلى مستوى 5498.1 نقطة. وأوقفت إدارة البورصة التداول على 95 ورقة مالية، لمدة نصف ساعة بسبب تجاوزها نسب الهبوط المقرره البالغة 5%، من بين 125 ورقة مالية هبطت أسعارها بحدة. وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة نحو 13.1 مليار جنيه (1.8 مليار دولار)، وهي أكبر خسارة يومية في عامين، ليصل إلى 314.6 مليار جنيه. وتظاهر عشرات المستثمرين، أمام مقر البورصة المصرية بوسط العاصمة القاهرة، ظهر اليوم، مطالبين إدارة السوق بتعليق التعاملات لحين إنتهاء تظاهرات 30 يونيو، في حين طالب البعض باتخاذ تدابير جديدة لحماية السوق. لكن محمد عمران رئيس البورصة، استبعد في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء اتخاذ أية خطوة لتعليق التعاملات، قائلا : السوق مر بأوقات أكثر صعوبة فى العامين الماضيين. وتزامنت مخاوف المستثمرين من تظاهرات المعارضة يوم 30 يونيو المقبل، مع إعلان مؤسسة مورجان ستانلي العالمية وضع البورصة المصرية قيد المراجعة بسبب المشكلات التى يواجهها المستثمرون الأجانب في الحصول على الدولار في مصر. وقالت مروة حامد، محللة أسواق المال في مصر، إن البعض استغل تقرير مؤسسة مورجان ستانلي فى إشاعة الفزع والرعب بين أوساط المستثمرين المصريين بهدف مزيد من الضغط على البورصة نحو الهبوط وزيادة الاحتقان الشعبي تجاه النظام الحاكم. وأضافت حامد في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن تقرير مورجان ستانلي حول احتمالية خروج مؤشر البورصة المصرية من قائمة المؤسسة العالمية للأسواق الصاعدة، ربما لم يراع الدقة فى العوامل التى اعتمد عليها، لاسيما أن تعاملات الأجانب تتجه نحو الشراء بكثافة يوما بعد يوم. وسجلت تعاملات المستثمرين الأجانب اليوم، حسب إحصاءات إدارة البورصة ، نحو69.9 مليون جنيه، بينما غلب البيع على صافي تعاملات المصريين والعرب. وقالت حامد: "مورجان ستانلي تحاول أن تثبت أن المستثمرين الأجانب يواجهون مشكلات فى استثماراتهم فى البورصة بعكس الواقع، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الأجانب اشتروا فى الجلسات العشر الأخيرة بفارق يتعدى 250 مليون جنيه. وقال معتصم الشهيدي، محلل أسواق المال: "إن العديد من شركات السمسرة اتجهت اليوم لتسوية جبرية لمديونيات العملاء، الذين يدينون للشركات بمبالغ مالية نظير أسهم اشترتها الشركات لهم.. وأضاف الشهيدي: "لقد سعت شركات السمسرة لحماية أموالها وقامت ببيع كافة المديونيات، ما خلق حالة من العشوائية في البيع انعكست بدورها على الأسعار، التي سجلت حالة أشبه بالانهيار. وأضاف أن ما أثاره تقرير مورجان ستانلي، وما حدث أمام وزارة الثقافة أمس من اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي وزير الثقافة علاء عبدالعزيز، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري، زادت من مخاوف المستثمرين من تداعيات التظاهرات المرتقبة نهاية الشهر.