حينما وقع النظام المصري علي اتفاقية الكويز رغم كل المعارضة التي لاقاها كان يهدف إلي توطين علاقاته بالكيان الصهيوني بحثا عن الرضا الأمريكي ولم يلتفت النظام إلي حقيقة تقول إن الصهاينة لا يبحثون عن استثمارات في مصر ولكن يبحثون عن موطيء قدم لهم في مصر حتي وإن كانت تحت حجج واهية مثل مقبرة أبو حصيرة أو الاستثمار في النسيج أو غير ذلك، وهذا ما قام به المستثمران الإسرائيليان " إفي نيكولاي" و " أوديت بيت حالا" اللذان جاءا إلي مصر عام 1994 وأنشأ وشيدا مصنعا واحدا في المنطقة الحرة باسم " دلتا تكستيل" وهو مصنع لصناعة الخيوط، ولكن بعد ذلك نسيا الرجلان انهما يريدان الاستثمار وتفرغا لشراء المصانع والاراضي المجاورة. بوابة الدخول · العمال: نكره إسرائيل ولكن «لقمة العيش تحكم» وبيتحرق دمنا كل يوم · إفي نيكولاي وأوديت بيت حالا بدآها بمصنع ثم واصلا الزحف ليمتلكا نصف المنطقة الحرة ومنها مصنع للفساتين كان يمتلكه رجل سوري بمبلغ خيالي ومصنع آخر للملابس إلي جانب بناء 3 مصانع وشراء قطعة أرض كبيرة وبذلك تمكنا من وضع أيديهما علي ما يقرب من نصف المنطقة الحرة وبالطبع استلزم هذا التوسع الاستيطاني حراسة مشددة من وزارة الداخلية ورجالها حماية لأصدقائهم وتأكيدا لما يحلم به الصهاينة من أن هذه الارض ملك لهم وغير مسموح لأحد بالاقتراب منها إلا بأوامرهم لكننا استطعنا اختراق هذا الحصار بادعاء البحث عن عمل، فطالبنا الامن بابراز تحقيق الشخصية ودخلنا بعض الشركات للسؤال عن العمل حتي لا نلفت الانتباه ثم توجهنا لشركة " دلتا كستيل " ولم نكن نتخيل تلك الكثافة الامنية الموجودة فكل بوابة تجد لافتة مكتوب عليها الدخول في هذه البناية تبعا لتعليمات الامن فقط. أما "م" وهو أحد العاملين بجمارك المنطقة الحرة فأكد لنا أنه يعمل منذ مدة طويلة بالمنطقة وأن المستثمرين الإسرائيليين خصص لهما مصنع واحد في المنطقة عام 1994 بحق انتفاع 3 دولارات للمتر في العام الواحد بعد ذلك اشتروا المصانع المجاورة بأسعار خيالية ثم أغلقا شارعا وشيدا عليه مصنعا جديدا دون اعتراض من هيئة الاستثمار والمناطق الحرة أو من قسم الشرطة الموجود بالمنطقة .لأنهما يعتبران نفسيهما فوق القانون والمساءلة ويتحسر "م" بعدما وصل عدد المصانع التي تمتلكها الشركة داخل المنطقة إلي 7 مصانع غير الأراضي التي اشترتها كما اضاف أن هدف هؤلاء المستثمرين هو الاستيطان وليس الاستثمار وانهما حاولا أكثر من مرة شراء كافيتيريا "هدهد" بسعر خيالي لكن صاحبتها رفضت وبعد أن تعبت من ملاحقتهما لها باعتها لمجموعة مطاعم شهيرة بعد ذلك توجهنا لصاحب مصنع "فرح " للملابس الجاهزة فرح غسان السوري ليتحدث معنا حول حقيقة عرض الإسرائيليين عليه شراء مصنعه إلا أنه رفض الحديث، مشيرا إلي أن وجود استثمارات إسرائيلية في مصر أمر لا يمكن التحدث فيه لأنه لا يخصه كرجل اعمال يحمل الجنسية السورية وأثناء التقاطنا بعض الصور لمباني شركة "دلتا تكستيل " قابلنا راندة احمد وهي تبحث عن عمل في مصنع ملابس وتركته وكانت تبحث عن عمل في الشركة الإسرائيلية وبسؤالها حول كونها إسرائيلية وعن قبولها العمل فيها أكدت أن جوع البطن يفقد الانسان القدرة علي التفكير في هل الشركة إسرائيلية أم أمريكية ؟ المهم نشتغل ونقدر نجيب مصاريفنا مضيفة أن شقيقتها تعمل في شركة أخري بالمنطقة الحرة وتحت حجة البحث عن عمل نجحنا في الالتقاء بمجموعة من العمال والحديث معهم حول الشركة وطبيعة توسعها وشعرنا بمعاناتهم وحزنهم الشديد لاضطرارهم للعمل مع الصهاينة . قال أحمد أبو مني" : المنطقة كلها ماسكينها يهود من إسرائيل والعمال مصريون لكن جميع المديرين ما عدا مديرا واحدا مصريا مسئول أمام الجهات الحكومية وكلما يذهب معهم لإسرائيل تستدعيه أمن الدولة وتستجوبه لكنه مستمر في العمل معهم من أجل الراتب الكبير الذي يتقاضاه وأن المديرين الآخرين جميعهم إسرئيليون وأحدهم هولندي يهودي . وأضاف أحد العاملين بالشركة رفض ذكر اسمه : إن الإسرائيليين يحاولون يشعرونا بأنهم كويسين لكن احنا عارفين انهم بيكرهونا وكل همهم انهم يحطوا رجليهم في مصر بأي طريقة بعدما خرجوا منها بالحرب ودخلوها تاني بالاتفاقيات وأضاف انه لو وجد أي وظيفة أخري سأترك العمل في الشركة الإسرائيلية واختتم كلامه معنا قائلا : انه يوجد داخل الشركة امورا كثيرة تفور الدم زي أعلام إسرائيل والنجمة المهببة بتاعتهم دي بس عمرك ما هتقدر توصل عشان امن الدولة والمباحث، يعني لهم حماية جامدة اوي . أما محمد وهو شاويش بوزارة الداخلية فعندما سألناه عن ملاك الشركة ؟ وهل هم إسرائيليون بالفعل ؟ قال " نص المنطقة الحرة ملك للإسرائيليين وأنا اعمل في الوزارة وهما جابوني هنا عشان أحرس الشركة بتاعت إسرائيل، عمرك شفت وزارة الداخلية بتشتغل في حراسة شركة؟!!! وأضاف " في زيارات بتيجي من إسرائيل كل كام شهر عشان تشوف المصانع وتتفرج عليها عشان طبعا بيعتبروها في أرضهم ودي بقي تقريبا بتبقي أسوأ أيام لأننا بنتشد فيها أكتر من دلوقتي كمان ومش احنا بس الوزارة كلها بتتشد " . مضيفا " لو شفت شكلهم تحس بالقرف ولو لا أكل العيش مرضاش أبدا بحاجة زي دي بس اعمل ايه غصب عني " واختتم قائلا " عارفين الشركة بتاعتهم دي كانت مصنع واحد دلوقتي زي ما انتوا شايفين بقت اكتر من 6 مصانع غير الاراضي الفاضية اللي اشتروها وبيحاولوا يشتروا كل الشركات اللي حوالين شركتهم عشان يبقوا اشتروا المنطقة الحرة كلها " الطريف في الامر ان الشاويش سألنا بعد ذلك كله " إنما أنتوا بتسألوا الاسئلة دي كلها ليه هو انتوا مش عاوزين تشتغلوا وخلاص ؟!!! أما عم محمد السائق بالشركة فقال" للاسف احنا عارفين انها شركة إسرائيلية واحنا بنكره إسرائيل جدا وعارفين إنهم اعداؤنا بس هنعمل ايه " العين بصيرة والايد قصيرة " لأن مفيش أي وظيفة في البلد واحنا عارفين إن اللي بيحصل سياسة حكومة هما عايزينا نشتغل مع الإسرائيليين عشان السلام والحاجات بتاعتهم دي " . وأضاف الرجل في ضيق " انا حاسس اني بأكل ولادي من حرام بس حعمل ايه غصب عني والله العظيم ولو لاقي أي شغلة تانية انا وكتير من العمال كنا قاطعنا المصانع دي وأجبرنا الإسرائيليين انهم يمشوا من مصر . أما "ن.ع" وهي إحدي العاملات في " دلتا تكستيل " فأكدت أن الشركة تصفي بعض العمال في الوقت الحالي بسبب الأزمة الاقتصادية حتي إنها انهت عمل 150 عاملة في مصنع الملابس ونصحتنا بمحاولة البحث عن عمل في شركة إسرائيلية أخري تتبعهم واسمها» إيجي تك" وتعمل في مجال الملابس أيضا داخل المنطقة الحرة .وخلال محاولتنا الالتقاء ببعض العمال فوجئنا بثلاثة أمناء شرطة يحاصروننا وسألونا انتم بتعملوا إيه هنا وايه اللي جابكم انتم متعرفوش إن هذه المنطقة إسرائيلية وعسكرية واحنا هنا لحمايتهم فأخبرناهم اننا نبحث عن عمل فطلبوا منا إثبات الشخصية اقتادونا للمقر الرئيسي لتأمين المستوطنة الإسرائيلية وسحبوا منا التليفونات المحمولة لمسح الصور الموجودة عليها. كل هذا ورفضنا الافصاح عن حقيقة أننا صحفيون حتي لا يتم التشديد علي مسح جميع الصور الخاصة بالشركات الإسرائيلية وصمننا علي أننا نبحث عن عمل وذلك حتي ننشر لكم قصة العار داخل المنطقة الحرة بمدينة نصر