مهرجان الدوحة يحتفي ب «مومياء» شادي عبد السلام · عرب فلسطين هو المسمي الصحيح لمن نطلق عليهم عرب إسرائيل تم حسم هذه القضية منذ زمن بعيد وأعني بهم هؤلاء الذين نطلق عليهم تعبير "عرب فلسطين" وينعتهم البعض قائلاً بأنهم عرب إسرائيل وهكذا نظلمهم مرتين، هم يحملون الجنسية الإسرائيلية مرغمين لأنهم ولدوا بعد 48 .. عام النكبة الذي اغتصبت فيه إسرائيل فلسطين ورفض أهلهم مغادرة الأرض، تشبثوا بترابهم وأغلب هؤلاء الآن صاروا هم الجيل الثاني الذين ولدوا في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات وبينهم مخرجون كثيراً ما عرضنا أفلامهم في العالم العربي بل واحتفينا بها أيضاً مثل "إيليا سليمان" الذي شاهدنا له في مهرجان القاهرة قبل 5 سنوات فيلمه "يد إلهية" الحاصل علي جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" و"ميشيل خليفي" الذي عرضنا له في مهرجان القاهرة "الذاكرة الخصبة" ، "عرس الجليل" ، "الجواهر الثلاث" خلال الثمانينيات والتسعينيات.. "هاني أبو أسعد" الذي قدم فيلم "الجنة الآن" وحقق إنجازاً عربياً عندما وصل إلي الترشيحات الخمسة في جائزة أفضل فيلم أجنبي.. الثلاثة ينتمون جغرافياً إلي إسرائيل جواز سفرهم إسرائيلي هاجر بعضهم إلي أوروبا.. "ميشيل خليفي" صارت إقامته الدائمة في بلجيكا "هاني أبو أسعد" ألمانيا "إيليا سليمان" فرنسا، إلا أننا نحتفي بأفلامهم وآخرها فيلم إيليا سليمان "الزمن المتبقي" الذي اشترك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" وحصل مؤخراً علي جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم في الشرق الأوسط في مهرجان "أبو ظبي" سبق وأن تناولته في العدد الماضي بمقال احتل ثلاثة أرباع هذه الصفحة.. عرب فلسطين هي التسمية الصحيحة لهؤلاء الذين يعيشون داخل إسرائيل وعددهم يصل إلي أكثر من مليون نسمة يمثلون قرابة 25% ويمثلون أكبر رعب تعيش فيه إسرائيل لأنهم بمثابة القنبلة البشرية القادمة التي سوف تغير من طبيعة التوازن السكاني داخل تلك الأراضي حيث بات العرب يشكلون قوة ضاغطة علي إسرائيل وأشار إلي تلك القوة "إيليا سليمان" في فيلمه الأخير ولا يكف هؤلاء عن مؤازرة أهلهم الفلسطينيين داخل "غزة" الذين يتعرضون لأقسي أنواع التعذيب علي أيدي الإسرائيليين وكثيراً ما أقاموا مظاهرات احتجاج وتعرضوا هم أيضاً بسبب تلك المواقف للتعنت الإسرائيلي.. أشاهد في المهرجانات الغنائية مثل "جرش" بالأردن مئات من هؤلاء الذين يحرصون علي حضور هذه الحفلات متمسكون بتراثهم الغنائي العربي ويتمايلون طرباً مع "هاني شاكر" و "شرين" و "جورج وسوف" و "نانسي عجرم".. لقد أغلقنا تماماً هذا الملف الذي ينظر إلي هذا الفلسطيني وينزع عنه ولاءه مدعياً أن جواز السفر الذي يحمله إسرائيلي فلا يمكن أن نلغي انتماءه ولا يجوز أن نطلق عليهم عرب إسرائيل فهم متمسكون بأنهم عرب فلسطين وطوال عهود مهرجان القاهرة السينمائي "كمال الملاخ" ، "سعد وهبه" ، "حسين فهمي" ، "شريف الشوباشي" ، "عزت أبو عوف" لم يضع المهرجان أي تحفظ ضد هؤلاء المخرجين.. حالياً في مهرجان الدوحة تريبكا" من بين منظمي وواضعي جدول الأفلام واحد من عرب فلسطين إنه المخرج "اسكندر قبطي" فهل يعني ذلك أن إسرائيل هي التي تنظم جداول عروض المهرجان أم أن هناك اتفاقا ارتضيناه جميعاً وهو أن هؤلاء لا يمكن أن ننكر عليهم انتماءهم العربي وكنت قد شاهدت له قبل عامين في مهرجان "كان" فيلمه "عجمي" الذي يتناول حياة العرب داخل إسرائيل من خلال قصص الشباب سواء الذين يقيمون داخل إسرائيل أو الذين يدخلون إليها من الأبواب الخلفية من الفلسطينيين بغرض الحصول علي فرص أفضل لكسب الرزق وقدم أيضاً العلاقات بين الأديان المختلفة الإسلام، المسيحية، اليهودية.. هو أحد المخرجين الذين يحاولون تقديم سينما تتناول الواقع الحالي للفلسطينيين برغم أن جواز سفره إسرائيلي، إلا أنه حريص علي تلك الجذور.. ولهذا أري أن تواجده في تريبكا الدوحة في إطار برمجة الأفلام لا يعني سيطرة إسرائيل كما يحلو للبعض أن يردد ذلك.. مهرجان "تريبكا الدوحة" يأتي علي غرار "تريبكا" الأمريكي الذي يرأسه "روبرتو دي نيرو" والذي بدأ في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 ويعرض المهرجان الفيلم المصري العبقري "المومياء" للراحل "شادي عبد السلام" الذي أشرف علي ترميم نسخته "مارتن سكورسيزي" وأشاد في كلمة له ألقاها في مهرجان "كان" الأخيرة بعبقرية هذا المخرج وذلك من خلال مؤسسة السينما العالمية التي يرأسها "سكورسيزي" وسوف يعرض هذا الفيلم أيضاً في مهرجان القاهرة الذي يفتتح يوم 10 نوفمبر القادم.. تبدأ فعاليات المهرجان الآن وأنت تقرأ هذه الكلمة مساء اليوم الخميس ويفتتح بفيلم "اميليا" الذي يقدم حياة رائدة الطيران الأمريكي "اميليا إيرهارت" تؤدي دورها "هيلاري سوانك" يشاركها البطولة "ريتشارد جير".. الفيلم إخراج "ميرا ناير".. يعرض لمصر أيضاً فيلم يسري نصر الله "احكي يا شهرزاد" ويشارك عدد من الفنانين بالحضور مثل "عادل إمام"، "ليلي علوي" ، "الهام شاهين" من النجوم العالميين "بن كينجسلي" ، "مارتن سكورسيزي، "روبرتو دي نيرو" لن تتجاوز الفعالية ثلاثة أيام فقط لا غير!! ******** «ابقي قابلني» لو تذكر أحد هذا الفيلم! · سعد الصغير لايملك أدوات الممثل.. وحسن حسني يبدد موهبته في أي عمل والسلام.. ومها أحمد ممثلة لا تطور نفسها تأخذني المهرجانات وأفلامها وأحداثها بعيداً عن السينما المصرية وأتلقي عبر الإيميل تساؤلات عن أفلام لم أكتب عنها فقررت أن أكمل مسيرة الأفلام مع "ابقي قابلني". شهدت السينما المصرية في العيد الماضي أسوأ مواسمها علي الإطلاق، حيث تم الدفع في دور العرض بأضعف ستة أفلام وهي تلك التي لم تتحمس لها شركات التوزيع للعرض في موسم الصيف فقرروا إلقاءها تباعاً لعل وعسي أن تحقق أي مردود في شباك التذاكر!! الأرقام هزيلة جداً، تستطيع أن تقول وأنت مطمئن لم ينجح أحد الكل فشل في تحقيق المجموع ولكن يظل هناك فيلم واحد حقق قدراً لا ينكر من الإيرادات خاصة في ثلاثة أيام العيد والأسبوع التالي "ابقي قابلني" بطولة "سعد الصغير".. سبق قبل ثلاثة أعوام أن قدم وفي نفس التوقيت المنتج "أحمد السبكي" ذات الوصفة مع تغيير في المواصفات فهو قد وضع "سعد الصغير" الذي اشتهر له وقتها أغنية "العنب العنب" أضاف له أغنية "الحمار" مع الراقصة "دينا" ومطربين "ريكو" و "محمد عطية" في فيلم "عليا الطرب بالتلاتة" ونجح الفيلم محققاً قفزة رقمية.. التقط المنتج الورقة الرابحة "سعد الصغير" وقرر أن يضيف إليه بعض الممثلين.. مثلاً الراقصة لم تعد "دينا" بل راقصة ناشئة اسمها "شمس".. "دينا" ليست نجمة شباك ولا هي أيضاً ممثلة بارعة وعلي طريقة "ليه تدفع أكتر ما دام ممكن تدفع أقل" وهكذا وجد أن راقصة جديدة مغمورة الاسم تحقق نفس الغرض.. أما "ريكو" و "عطية" فهما اعتبرا أشبه بحمولة درامية زائدة ولهذا استغني عنهما هذه المرة في "ابقي قابلني" أضاف في دور صغير المغنية "أمينة" مطربة الحنطور التي عرفها الناس بعد أن غنت "أركب الحنطور واتحنطر" فارتبط بها وارتبطت.. وحتي يصبح الأمر مهيئاً للتنفيذ وجدوا أنه من الأوفق ضرورة أن يتوفر في هذه الطبخة السينمائية "حسن حسني" باعتباره ناظر مدرسة كوميديا "الروشنة" الحديثة مع الممثلة السمينة "مها أحمد" ولا بأس من أن يعيدنا مرة أخري لفكرة الثلاثية حيث يصبح لدينا أصدقاء ثلاثة هم الأبطال وهكذا أضيف لسعد بغرض الإضحاك كل من "سليمان عيد" و "علاء مرسي".. هل المعادلة ينقصها شيء؟! اكتشفوا بالفعل أنها ناقصة البت الحلوة وحبيبها الجان فتي الشاشة ووجدوا ضالتهم في كل من "أميرة فتحي" و "محمد لطفي" تخيلوا أن "لطفي" صار فتي أول!! الفكرة التي صاغها كل من "سيد السبكي" و"هيثم وحيد" ترتكن إلي أن الإنسان غير مسئول وحده عما يقترفه من سلوك ولكن البيئة تؤثر في تدعيم مواقفنا سلباً أو إيجاباً، تحديداً أسلوب المعالجة الدرامية والسينمائية هو الذي أطاح بهذه الفكرة التي تتناول حكاية ثلاثة مساجين متهمين بالنصب يحصلون علي الإفراج بعد تنفيذ العقوبة ويستغل الضابط تواجدهم لديه ويتفق معهم علي أن تجري عليهم "أميرة فتحي" أبحاثها مع والدها الطبيب النفسي "حسن حسني" وكان لابد من وجود حبيبة لسعد الصغير فاكتشفوا أن "مها أحمد" من الممكن أن تلعب هذا الدور.. كان الهدف هو ضرورة البحث عن أي إيفيه أو نكتة أو موقف، في واقع الأمر لم يعثروا علي شيء يستحق.. المخرج "إسماعيل فاروق" لم يستطع أن يضيف شيئاً كان دوره ينحصر في أن لديه مجموعة من الكلمات ينبغي تصويرها ولكن بلا أي رؤية سواء علي مستوي حركة الممثل أو الكاميرا أو التكوين.. الراقصة الجديدة "شمس" كان لديها مشهدان، أقصد رقصتان في الفيلم في محاولة لإرضاء الجمهور بينما أقحم السيناريو مشهدين أراد أن يقول من خلالهما شيئا يعتقد أنه عميق الأول لمريض في مستشفي العلاج النفسي التي يشرف عليها "حسن حسني" نراه وهو يهذي ويتحدث عن انعدام تكافؤ الفرص وتفشي الفساد.. المشهد الثاني رقصة التنورة من خلال أغنيات المديح النبوي!! إنه البوفيه المفتوح الذي يلجأ إليه دائماً المنتج حيث يقدم للمشاهد كل شيء وعليه هو أن يأخذ ما يريد.. أو تستطيع أن تطلق عليها مائدة رحمن مثل تلك التي تنتشر في شوارع وحواري مصر خلال شهر رمضان وتختفي طوال العام لكنها عادت مع فيلم "ابقي قابلني".. "سعد الصغير" بالطبع لا يملك أدوات الممثل ولكنه ولا شك لديه جمهور ينتظره ولهذا لا يضعه الفيلم في أي موقف به أداء درامي حتي لو تطلب الأمر محاولة تقديم ضحكة في هذه الحالة فإنه يتكئ علي "سليمان عيد" أو "علاء مرسي" وإذا احتاج الأمر إلي نكتة أخري فإن المخضرم "حسن حسني" عليه أن يقدم هذه الضحكة والحقيقة أنا تعجبت من هذا الممثل العملاق وأنا بالفعل أراه يملك طاقة تعبيرية مبهرة لم يظهر منها سوي القشور لكنه يبددها ويشارك في أي عمل فني لمجرد أن هناك من يعرض عليه دوراً، رأيته يلجأ في هذه الأفلام إلي استخدام أسلحة ثقيلة في الضحك مثل الصفعات والصوت العالي والتعبير الغليظ وكلها أسلحة انتهي عمرها الافتراضي وصارت طلقاتها "فشنك"!! "محمد لطفي" كانت هناك محاولات مضنية للدفع به بطلاً وبالفعل أسند له دور بطولة قبل عامين أو ثلاثة ولكن لم يتحقق ليصبح نجماً للشباك ولكنه عندما أيقن المنتجون أن رهان الشباك عليه بمفرده غير مأمون العواقب.. بدأوا يلجأون إليه في أدوار مكملة علي الشاشة ووافق وأراها نقطة مبدئية لصالحة ولكنه صار يقبل المشاركة بأي دور مثلما شاهدناه في "ابقي قابلني" وكأنه يؤكد أنه لا يزال حياً يرزق علي الخريطة السينمائية!! مها أحمد" نموذج لممثلة لا تريد أن تطور أدواتها فلم تعد كوميديا الوزن الثقيل قادرة علي الإضحاك في كل وقت وعلي "مها" أن تدرك أنها معرضة في أي لحظة أن تدفع السينما المصرية بأي ممثلة أخري أكثر لحماً وشحماً منها فهل تعتزل هي بعد ذلك السينما.. "علاء" و "سليمان" يكرران ما لديهما من إيفيهات وما سبق تقديمه سواء في أفلام أو مسلسلات وكأنهما يرفعان شعار "كوميديا قديمة للبيع".. يتبقي بعد ممثلون لا تستطيع أن تتذكر أدوارهم بسهولة مثل "إيناس النجار" و "ياسر فرج"!! لماذا حقق الفيلم بعض الإيرادات بالمقارنة بالخمسة أفلام الأخري التي لم تستطع الصمود.. كل الأفلام عانت من شحوب الإحساس السينمائي وربما يأتي في ذيل القائمة "ابقي قابلني" كل الأفلام وضعت أمامها هدفاً واحداً وهو إضافة كل المفردات التجارية مرة واحدة، ولكن من الواضح أن المنتج "السبكي" هو الذي أجاد وضع المواصفات المطلوبة، إنه إيفيه "سعد الصغير" الذي يبدو أنه لا يزال لديه جمهور يتابعه من "العنب" إلي الحمار ولكن إلي حين!! ******* «منير» يرفع علم الجزائر! سعدت جداً بالخبر الذي أشار إليه الزميل "أمجد مصطفي" علي صفحات جريدة "الشروق" بأن "محمد منير" سوف يغني قبل مباراة مصر والجزائر ب 48 ساعة فقط يوم 12 نوفمبر رافعاً علم الجزائر ليؤكد أن الفنان لا يمكن أن ينعزل عما يجري في المجتمع وأن عليه أن يلعب دوره ليواجه كل بذور التطرف وليس هذا غريباً علي "محمد منير" صاحب التجربة المغايرة!! خريطته الفنية لا تستطيع أن تضعها داخل إطار ما، رغم أن البعض حاول أن يحيطه بقضبان حديدية.. الكل يقول لك "محمد منير" لا ينافس أحدا ولا ينافسه أحد وكأنه يجري في - تراك - منفرداً والحقيقة أنه يجري ومعه الآخرون لكن "محمد منير" لا ينافس إلا "محمد منير"؟! تستمع إليه وهو يغني لكل الأجيال وكل الألوان تجده مثلاً في شريطه الغنائي الأخير يغني من تراث الأخوين "رحباني" "أبو الطاقية" ثم تعجبه جملة موسيقية في قصيدة "هذه ليلتي" لأم كلثوم تلحين "عبد الوهاب" فيقرر أن يضعها في ختام أغنية "يونس" يلتقط شيئا مميزا وملفتا من تراث قديم من الفولكلور النوبي لأحمد منيب "نيجري بيه" يقدمه بتوزيع جديد.. لا ينسي في خضم ذلك أن هناك نبضاً جديداً في ألحان "محمد رحيم" وهناك أيضاً علي خريطته دائماً ملحن من جيله هو "وجيه عزيز" وفي الشعر تلمح "عبد الرحمن الأبنودي" و "مجدي نجيب" وهما من جيل شعراء العامية في الستينيات مع شاعر جديد "نصر الدين ناجي".. تبدو حنجرته وكأنها بوتقة تنصهر فيها إبداعات المؤلفين والملحنين ومن كل الأجيال.. إنه صوت طاغ ومثل هذه الأصوات تشعر بأنها لا تغني الكلمات والألحان ولكن تصنع من أجلها الكلمات والألحان مثل "عبد الحليم حافظ" و "فيروز" لا تستطيع أن تقول هل يغني "منير" كلمات وألحان لهذا الشاعر أو ذاك الملحن أم أنه يغني كلمات وألحانا صاغها "محمد منير".. في حالات نادرة، طوال تاريخنا الغنائي نجد أن المطرب هو المنبع والمصب معاً فهو يبدو ملهماً للشاعر لكي يقتنص الكلمات التي تشبه هذا المطرب والملحن وأيضاً يستلهم إيقاعه وأنغامه من هذا الصوت يأخذ منه ويرد إليه وهكذا يصبح منبعاً ومصباً في نفس الوقت.. "الرحبانية" و "فيروز" بينهم توأمة وتوحد ولكن تجربة "منير" تشبه أكثر تجربة "عبد الحليم حافظ" حيث تعددت علي حنجرة "عبد الحليم" الكلمات والألحان.. "منير" مثلاً تجد علي خريطته "عبد الرحيم منصور" شاعراً و "أحمد منيب" ملحناً.. مساحة هامة ومؤثرة لكنه نضج مع الجميع والكل كان ينصهر مع صوته حتي الموسيقار الكبير "كمال الطويل" المعروف أنه يقود دائماً المطرب لكي يغني كما يريد "الطويل" فإنه في لقائه مع "الطويل" وأشهر أغنية "عالي صوتك بالغنا" كلمات "كوثر مصطفي" سوف تجد أنهما وقفا في مرحلة متوسطة بين ما يريده "الطويل" وما يصر عليه "منير" أو بالأحري طبيعة "منير" في الأداء وهذا هو سر سحر هذه الأغنية التي قدمها "منير" في فيلم "المصير" قبل 12 عاماً إنها أغنية استثنائية في مشواره!! الاستمرار سر يملكه عدد محدود جداً من المبدعين.. "مشوار "منير" 30 عاماً مع الغناء رحلة طويلة بالطبع أغلب أفراد جيله ترنحوا بعيداً عن "السباق" لأنهم خرجوا أيضاً بعيداً عن "السياق" فلقد افتقدوا اللياقة الإبداعية تجاوزتهم الحياة الإبداعية بإيقاعها المتلاحق حيث يولد يومياً نبضاً جديداً إذا لم تكن يقظاً ومتفتحاً ومرناً ستفقد تلك الحالة من الحميمية بينك وبين الجمهور والأمر ليس مرتبطاً فقط بالتقاط الكلمات والألحان ولكن قبل ذلك بالقدرة علي معايشة تفاصيل الحياة وهكذا سيرفع "منير" علم الجزائر 12نوفمبر القادم لتنكس بعدها كل بذور الأحقاد!!