· التجار الصغار: نتعامل مع عناصر فاسدة من الشرطة ونشتري سكوتهم بالمال · «مكبس حشيش» يحول المادة الخام إلي طرب حشيش وضباط الداخلية أذن من طين وأخري من عجين! منار فيصل خاضت «صوت الأمة» مغامرة جريئة داخل إحدي البؤر الاجرامية لتجارة المخدرات بحي إمبابة، وعاش محررا الجريدة التجربة علي أرض الواقع وسط تجار المخدرات ومروجيها، وشاهدا صغار وكبار التجار ينادون علي بضاعتهم في وضح النهار بالمناداة علي زبائنهم من الشباب من خلال «سيم» متفق عليه، ليتفاوض الطرفان علي البيع والشراء علي قارعة الطريق، المثير للدهشة أن هناك رجال شرطة يحمون تجار المخدرات مقابل حصولهم علي الاتاوات اضافة إلي اخبارهم بحملات الشرطة عند إعدادها للحملات قبل مداهمة أوكارهم، أو سوقهم المفتوحة. «صوت الأمة» تدق ناقوس الخطر وتطرق الأجراس قبل أن يتحول حي إمبابة إلي باطنية جديدة. بدأت المغامرة حين توجهت «صوت الأمة» مع أحد سكان حي إمبابة للتجول في المنطقة دون الكشف عن الهوية الحقيقية لمحرريها وكانت بداية الرحلة من خلال مجموعة من الشباب وقفوا بشكل جماعي في أكثر من منطقة ينادون علي الشباب المار في الشارع ويبيعون له الحشيش ويتقاضون المقابل واستمرت هذه العملية طوال اليوم مع تبديل الورديات، وكانت الكلمة السر «كارت» وهي الكلمة التي تعني الترويج للحشيش. عملية البيع والشراء تتم بكل هدوء واطمئنان في عرض الشارع دون أن ينتاب البائع أو المشتري أي شعور بالارتباك أو القلق أو الخوف من الشرطة. وعن طريق مرافق «صوت الأمة» استطاع محررا الجريدة التحدث مع أحد التجار الصغار وجلسنا نتبادل الحديث معه في شارع خلف مربع مسجد ناصر وقدمنا الصديق كوسطاء لأحد التجار. وبادرنا «محمد» تاجر المخدرات الصغير بأنه عاطل عن العمل ولا يجد أمامه سوي الاتجار في المخدرات، محمد لم يتجاوز العقد الثاني من العمر، إلا أنه يبدو توافر خبرات جيدة لديه في مجال تجارة المخدرات، وبحاسة رجل خبير، تسرب إليه شكوك أننا مرشدون للشرطة، إلا أنه لم يعبأ بما إذا كنا مرشدين من عدمه، وأكد لنا أنه مجرد وسيط، وأن الكبار هم الذين يديرون العملية، اضافة إلي أننا لا نعمل وحدنا لأن هناك رجال شرطة يعملون معنا ويوفرون لنا الحماية وهم من العناصر الفاسدة المرتشية، الذين يحصلون علي العمولة، أو مرتب شهري. وأضاف أن الإرشاد عن بعض زبائنهم لا يتم في مواجهة الزبون الدائم، فقط الزبون «الخيخة» علي حد وصفه.. وهذه النوعية من الزبائن يتم تسليمهم للشرطة بعد استلامهم المخدرات من قبل عناصر الشرطة الفاسدة حتي يؤكدوا لرؤسائهم أنهم عناصر نشطة. واستمر حوارنا مع التاجر الصغير حول الأسعار والكميات التي يوردها إلي التجار الذين يعمل وسطاء لصالحهم إلا أن التاجر الصغير قال إنه لا يملك القرار في هذا الأمر وأن تجارة الكميات في يد «المعلمة» التي يجب أن نقابلها ولكن ليس الآن لأنها مشغولة، وطلب منا معرفة اسم التاجر الذي نعمل وسطاء لصالحه إلا أننا رفضنا وقلنا له «لما تيجي المعلمة» ومتقلقش «حسنتك محفوظة» وكان رد التاجر «قشطة يا نجم هبلغ المعلمة وهديكم تليفون» وطلب رقم هاتفنا إلا أننا أعطيناه رقما وهميا وعلمنا من مرافقنا أن التاجر الصغير يماطل لمعرفة من نحن حتي تصبح «المعلمة في أمان» علي حد وصف مرافقنا الذي رفض ذكر اسمه خوفاً من «الداخلية» وأكد لنا أن مساعدته لنا تأتي رغبة منه في تطهير المنطقة التي ولد فيها، وعندما سألناه هل النشر سيعرضه لأي مشاكل، قال لنا «متخفوش أنشروا وأنا كدا كدا سبت المنطقة، أنا وأهلي ونقلنا من يومين في مكان محدش يعرفه، وأن التجار ميعرفوش غير اسم شهرتي فقط». حاولت «صوت الأمة» الحصول علي صور للتاجر الصغير من بعيد ولمنطقة البيع إلا أن مرافقنا قال لنا «أوعوا تعملوا كدا المنطقة فيها مرشدين كتير ولو حد شفنا هننكشف ونندبح قبل حتي ما نفكر نهرب» وحفاظا علي المعلومات التي حصلنا عليها ومصدرنا قررنا الخروج دون الحصول علي صور، وعندما بدأنا في الرحيل من باطنية إمبابة فوجئنا بشخص يتبعنا في الشوارع وطلبنا من المصدر أن يتركنا حفاظاً علي حياته، وأننا سنهرب قال «لا أنا مش هسيبكم إلا لما تبقوا في أمان» وخرجنا من شارع لآخر دون النظر خلفنا وفي طريقنا تبادلنا أطراف الحديث مع مصدرنا عن نشاط المخدرات في المنطقة فأكد لنا أن «المعلمة» نفوذها واسع وتتاجر في المخدرات علانية ولا يجروء أي شخص بالمنطقة الإرشاد عنها وفجر مفاجأة أن هناك «مكبس حشيش» يحول المادة الخام إلي طرب حشيش أي قطع كبيرة وأن أهل المنطقة يعرفون وكذا «الداخلية» إلا أنها تضع أذنا من طين وأخري من عجين.. بعد ساعتين من الخروج والدخول في الشوارع استطعنا الهروب من المراقبة. فهل تستمر «الداخلية» في حالة النوم في العسل.