360 فقط من أصل 4 آلاف شخص اختاروا جمال مبارك للرئاسة * لدينا نظام فاسد مستبد يرقد علي أنفاسنا منذ سنوات وسنوات.. هذا النظام لم يعد ينتمي إلينا وإنما ينتمي إلي نفسه مفاجأة نشرتها جريدة الشروق الأربعاء الماضي حول توقف الحزب الوطني عن استطلاع الرأي الذي كان قد بدأه خلال أجازة عيد الفطر، لقياس شعبية جمال مبارك لدي المواطنين.. وكشفت الصحيفة عن مصادر قريبة من القائمين علي الاستطلاع بأن 360 فقط من أصل 4 آلاف شخص اختاروا جمال مبارك، وكان علي المواطنين الإجابة عن سؤال: من أفضل مرشح للرئاسة بعد الرئيس مبارك (؟!!». عندما تبين أن غالبية المصريين يرفضون الوريث جمال مبارك، توقف الحزب عن الاستمرار في تلك المهزلة.. ويجب علي الوريث أن يتوقف تماماً عن هذا الحلم بعد أن تأكد أنه مرفوض.. مرفوض.. مرفوض والرفض ليس فقط لأنه لايصلح لإدارة البلاد.. ولكن لما هو أهم، وهو أن الشعب لم يعد يتحمل استمرار حكم أبيه.. الذي أفقر شعب مصر وأصابه بالجنون. لدينا نظام فاسد مستبد، يرقد علي أنفاسنا منذ سنوات وسنوات.. هذا النظام لم يعد ينتمي إلينا، إنما هو ينتمي إلي نفسه، وإلي القوي التي تدعمه في الخارج، وأعني بها تحديداً أمريكا.. ومشروعه القومي هو التوريث ولا شيء غير التوريث. قلة ضئيلة تحتكر السلطة والثروة معاً.. ويكفي مراجعة «أهرام الجمعة» لنشاهد إعلانات تلك القلة الضئيلة، ومن ينتمي إليها، من منتجعات ومدن جديدة بأسعار مليونية، وكثرة غالبة تتجمع في طوابير تلتمس خبزاً.. تتقاتل وتتناحر من أجل الحصول عليه، وعندما يأتي أوان الغذاء فإن قطاعاً كبيراً منها لايجد سوي سيقان الدجاج وهياكلها، هذا ما جناه شعب مصر من حكم مبارك. الفساد إذن وصل إلي مداه، ومن واجب هذا النظام أن يرحل.. رحل تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بعد أن حقق النصر لوطنه في حرب عالمية كبري.. الشعب أتي به في أحلك ساعات الحرب، حين كانت بريطانيا وحيدة، ومقبلة علي هزيمة عسكرية مؤكدة.. وتخلي عنه شعبه بعد أن انتهت تلك الحرب لسبب بسيط، هو أنه كان الرجل المناسب في أوان الحرب، ولم يعد هو الرجل المناسب في أوان السلم.. الشيء نفسه حدث مع ديجول رئيس وزراء فرنسا. لماذا لايرحل نظامناً الذي لم يحقق شيئا نتذكره به سوي الفساد.. ثم الفساد.. ثم الفساد. هل نحن أقل من موريتانيا، التي يتم فيها تداول السلطة بانتخابات ديمقراطية.. كلنا يحلم بأن يكون هناك تداول سلطة.. وكلنا يحلم بأن يكون في مصر رئيس سابق.. عندما تولي بوش الصغير الحكم في الولاياتالمتحدة عام 2001 كان هناك 6 رؤساء أمريكيين سابقين علي قيد الحياة.. نيكسون، فورد، كارتر، ريجان، بوش الأب وكلينتون.. نحن لدينا حاكم سرمدي، هو أطول حكامنا عهداً «28 عاماً» بعد محمد علي الكبير «43 عاما».. هذا الحاكم يسعي إلي التأبيد ثم التوريث ولم لا فهناك سابقة في دولة يجمعنا بها نسب، وهي سوريا، ألسنا كلنا في الهم شرق!! هذا الحاكم يعتمد في التأبيد ثم التوريث علي جيش عرمرم من جنود الأمن المركزي «450 ألفا».. عند الاستفتاء علي المادة 76 من الدستور شاهدت بعيني تظاهرة مأجورة من المسجلين خطر يقودها عضو في لجنة السياسات هو الآن نائب في مجلس الشعب، كان هؤلاء مسلحين بهراوات ويقومون بضرب متظاهري حركة كفاية علي درج نقابة الصحفيين، ورأيتهم يتحرشون بآنسات وسيدات تحت سمع وبصر رجال الشرطة.. وفي معركة انتخابات مجلس الشعب 2005 شاهدت علي شاشات التليفزيون موكبا لرجال من الحزب المدعو بالوطني، واستمعت إلي المذيع يقول: «القرار قرارك.. شارك باختيارك».. بعدها يطالعنا شيخ الأزهر والمفتي معاً يقولان: إن حكم من يمتنع عن الإدلاء بصوته هو حكم كاتم الشهادة.. بعدها مباشرة شاهدت علي الفضائيات رجال الأمن تمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم وتضربهم.. وشاهدت نساء يتسللن عبر السلالم الخلفية بعيداً عن أعين الشرطة ليؤدين واجبهن الوطني، وحتي لايصبحن كاتمات للشهادة!! إن العصيان المدني تبدو طلائعه علي الأبواب.. فقد أضرب عمال المحلة «27 ألفا» وحصدوا ثمرات إضرابهم، وأضرب موظفو الضرائب العقارية «5 آلاف» وهو أول إضراب لموظفين منذ عام 1919 وحصدوا ثمار إضرابهم وفوقها مكافأة مالية قدرها شهران. علي النظام الحاكم أن يرحل ومن الممكن تحفيزه علي الرحيل سلماً بالنظر في عدم ملاحقته قضائيا.